DW ـ لأول مرة في ألمانيا يقف حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني الشعبوي على قدم المساواة مع التحالف المسيحي المحافظ في استطلاعات الرأي. وعلى خلفية ذلك، عول الاشتراكيون على ائتلافهم الحاكم المرتقب مع المحافظين من أجل تقليص شعبية الشعبويين.
على خلفية استطلاع للرأي حصل فيه حزب “البديل” الشعبوي على نفس نسبة التحالف المسيحي، عولت زعيمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، زاسكيا إسكين، يوم أمس السبت الخامس من أبريل/نيسان 2025 على الائتلاف الحاكم المرتقب بين حزبها والتحالف المسيحي المحافظ، في إعطاء ألمانيا – التي تعاني من أزمات – دفعة قوية، وبالتالي تقليص شعبية حزب “البديل” اليميني الشعبوي.
وقالت زعيمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني لدى وصولها إلى مقر الحزب المسيحي الديمقراطي في العاصمة برلين يوم السبت: “من أجل تقليص شعبية حزب “البديل” مجدداً، من المهم أن نفي بوعودنا الآن، أن نصيغ اتفاقية ائتلافية ونحدد لأنفسنا أهدافاً نستطيع تحقيقها”.
تساوٍ لأول مرة
ولأول مرة يقف حزب “البديل من أجل ألمانيا” على قدم المساواة مع التحالف المسيحي المحافظ في استطلاع الرأي هذا. فبعد مرور ما يقرب من ستة أسابيع على إجراء الانتخابات العامة في ألمانيا، حصل كل من التحالف المسيحي (المكون من الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري) وحزب “البديل” على 24% في استطلاع الرأي الأسبوعي الذي يجريه معهد “إنسا” لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من صحيفة “بيلد” الألمانية. وبالنسبة لحزب “البديل”، يمثل ذلك زيادة بواقع نقطة مئوية واحدة مقارنة بالاستطلاع الأخير، وأفضل نتيجة له حتى الآن في هذا الاستطلاع الدوري.
في المقابل، تراجعت شعبية التحالف المسيحي، الذي يتزعمه المستشار المستقبلي فريدريش ميرتس، بمقدار نقطتين مئويتين. وفاز التحالف المسيحي في الانتخابات العامة التي جرت يوم 23 فبراير/شباط الماضي 2025 بنسبة 28,5% من الأصوات ليحل في المركز الأول، بينما حصل “البديل” على 20,8% من الأصوات ليحل في المركز الثاني.
واستقرت شعبية الحزب الاشتراكي الديمقراطي عند 16%، بينما حصل كل من حزب الخضر وحزب “اليسار” على 11%، بتراجع قدره نقطة مئوية واحدة للأول وارتفاع بنفس المقدار للثاني. وحصل كل من الحزب الديمقراطي الحر (1+) وحزب “تحالف سارا فاغنكنشت” الشعبوي (1-) على نسبة 4%. وشمل الاستطلاع 1206 ألمان خلال الفترة من 31 مارس/آذار الماضي حتى الرابع من أبريل/نيسان الجاري 2025.
مفاوضات الائتلاف الحاكم
وأكدت إسكين ضرورة “ضمان إتاحة الخدمات العامة للمواطنين على نحو جدير بالثقة مرة أخرى، وتوفير الأمن لهم، أيضاً في ما يتعلق بوظائفهم، وقالت: “عندها سنحقق وعودنا”. وذكرت إسكين أنه تم بالفعل تحقيق تقدم كبير في ما يخص الحزم المالية المخصصة للبنية الأساسية والدفاع، “لكن تبقى أمور بحاجة إلى الحسم: كيف نحقق استقراراً لمعاشاتنا التقاعدية؟ كيف نضمن أن يصبح التعليم والرعاية أكثر عدالة وموثوقية، وأمور أخرى كثيرة؟”.
وقالت إسكين إنها تأمل أن يتم اختتام مفاوضات الائتلاف الحاكم على نحو جيد قريباً، إلا أنها رفضت وضع إطار زمني محدد لذلك، وقالت: “أنا واثقة للغاية من أننا سنختتم المفاوضات، لكن لا يمكنني إعطاء أي بيانات عن الموعد”. وبحسب تقارير، فإنه ليس من المقرر إجراء مفاوضات واسعة النطاق بين ممثلي أحزاب الائتلاف الحاكم المرتقب اليوم الأحد.