DW ـ قال المستشار الألماني أولاف شولتز إن الرئيس الأمريكي أخطأ في فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية لأنها مؤسسة مهمة تضمن عدم اضطهاد المستبدين للشعوب وشنّ الحروب، كما رفض خطط ترامب بشأن إعادة توطين الفلسطينيين خارج قطاع غزة.
وانتقد شولتز يوم الجمعة السابع من فبراير/شباط 2025، العقوبات التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على المحكمة الجنائية الدولية. وقال شولتز وزعماء آخرون في الاتحاد الأوروبي إن ترامب أخطأ في فرض العقوبات. وأضاف خلال حملة انتخابية لحزبه الاشتراكي الديمقراطي في مدينة لودفيغسبورغ: “لا أعتقد أنه من الصواب فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية”، مضيفاً أنه من الطبيعي تماماً أن نغضب ونجادل بشأن بعض الأمور، “لكن العقوبات هي الوسيلة الخاطئة”. وتابع بأن العقوبات “تعرض للخطر مؤسسة من المفترض أن تضمن عدم قدرة الدكتاتوريين في هذا العالم على اضطهاد الشعوب وإثارة الحروب”.
وبرر ترامب إجراءاته العقابية بقوله إن المحكمة “أساءت استخدام سلطتها” بإصدار مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع آنذاك يوآف غالانت. ولا تعترف الولايات المتحدة وإسرائيل بالمحكمة. وتزامنت خطوة ترامب مع زيارة نتنياهو لواشنطن. وفي العام الماضي، أصدرت المحكمة مذكرات اعتقال دولية ضد نتنياهو وغالانت وكبار قادة حماس بتهمة ارتكاب جرائم حرب مزعومة خلال حرب غزة. والمحكمة الجنائية الدولية محكمة دائمة يمكنها محاكمة الأفراد بتهم جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية. وعبرت هولندا، حيث يقع مقر المحكمة، وتحديداً في مدينة لاهاي، عن أسفها حيال خطوة فرض العقوبات. كما نددت الجنائية الدولية بالعقوبات. وقالت في بيان: “إن المحكمة تقف بحزم إلى جانب موظفيها وتتعهد بمواصلة تحقيق العدالة ومنح الأمل لملايين الضحايا الأبرياء للفظائع التي ترتكب في شتى أنحاء العالم، في جميع الحالات التي تنظر فيها”.
لكن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الحليف الوثيق لترامب، قال إن العقوبات تظهر أنه ربما حان الوقت للانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية. وكتب على منصة “إكس”: “لقد حان الوقت لأن تراجع المجر في ما تفعله في منظمة دولية تخضع لعقوبات أمريكية! هناك رياح جديدة تهب في السياسة الدولية نطلق عليها إعصار ترامب”. وتشمل العقوبات تجميد أي أصول لموظفي المحكمة في الولايات المتحدة ومنعهم وعائلاتهم من زيارة الولايات المتحدة. يشار إلى أن روسيا أيضاً استهدفت المحكمة. ففي عام 2023 أصدرت الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق الرئيس فلاديمير بوتين، متهمة إياه بارتكاب جريمة حرب تتمثل في ترحيل مئات الأطفال من أوكرانيا بشكل غير قانوني. وحظرت روسيا دخول المدعي العام للمحكمة كريم خان إلى أراضيها ووضعته مع اثنين من قضاة المحكمة على قائمة المطلوبين لديها.
شولتز يرفض خطط ترامب بشأن إعادة توطين الفلسطينيين
من جانب آخر، رفض شولتز اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إعادة توطين الفلسطينيين خارج غزة. وقال خلال الفعالية الانتخابية لحزبه الاشتراكي الديمقراطي في مدينة لودفيغسبورغ: “أرفض تماماً ما طرحه الرئيس ترامب. لا ينبغي لنا نقل سكان غزة إلى مصر”. وذكر شولتز بأنه يجب بذل كل الجهود لمنع المزيد من التصعيد في الشرق الأوسط وضمان التعايش السلمي في ظل حلّ الدولتين. وقال: “أرفض تماماً ما يطرحه الرئيس ترامب… لا يمكننا إعادة توطين سكان غزة في مصر والأردن. هذا الأمر غير مقبول”.
وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الأمريكي، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن الولايات المتحدة “ستسيطر” على قطاع غزة وتحوله إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”. وبحسب رغبة ترامب، سيتم في المستقبل إيواء سكان غزة في دول عربية أخرى في المنطقة. ولقي هذا التصريح انتقادات دولية. وقللت الحكومة الأمريكية في وقت لاحق من وقع خطط ترامب. إذ قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو: “لم يكن هذا بمثابة خطوة عدائية”، متحدثاً عن “عرض سخي للغاية” من الرئيس، موضحاً أن الولايات المتحدة مهتمة فقط بجعل المنطقة الساحلية صالحة للسكن مرة أخرى، مشيراً إلى أن الفلسطينيين لن يتمكنوا من العيش هناك حالياً.