DW ـ بعد اجتماع مع رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، دعا المستشار الألماني أولاف شولتز لبذل الجهود للتوصل لاتفاق مع واشنطن بشأن رسوم جمركية جديدة دخلت حيز التنفيذ، كما رحب بالرد الأوروبي. فيما قال كوستا إنه لا حاجة لأن نبدأ “حرباً تجارية”.
ورحب شولتز برد الفعل الصارم، الذي أبدته المفوضية الأوروبية على الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب على واردات الصلب والألومنيوم، لكنه دعا في الوقت نفسه إلى السعي لإيجاد حل توافقي في هذا النزاع التجاري.
وفي أعقاب اجتماعه مع كوستا، قال شولتز في برلين اليوم الأربعاء (12 مارس/ آذار 2025): “علينا أن نستخدم قوتنا ونرد بحزم وبشكل مناسب، لكن مع الأخذ دائماً في الاعتبار إمكانية التوصل إلى تفاهم”.
وأشار المستشار المنتهية ولايته إلى أن قواعد التجارة الحرة العالمية نشأت في الأساس إلى حد كبير في الولايات المتحدة، وأضاف السياسي الاشتراكي الديمقراطي: “إذا تم استبدال هذه القواعد الآن لتحل محلها الرسوم الجمركية، فإن الضرر الأكبر سيقع على الاقتصاد الأمريكي نفسه، لكن العديد من الأطراف الأخرى ستضرر أيضاً”.
وكانت المفوضية الأوروبية أعلنت في وقت سابق أنها سترد على الرسوم الأمريكية التي ستطبق اعتباراً من أبريل/نيسان المقبل بفرض تعريفات مضادة على منتجات أمريكية مثل الويسكي بوربون، وأجهزة ألعاب الفيديو، والدراجات النارية، والقوارب، وزبدة الفول السوداني، مع اتخاذ تدابير إضافية لاحقاً.
وبحسب بيانات المفوضية الأوروبية، فإن الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة البالغة 25% ستؤثر على صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة بقيمة 26 مليار يورو، وهو ما يعادل حوالي 5% من إجمالي صادرات التكتل من السلع إلى أمريكا.
وكان شولتز أدان قرار واشنطن فرض رسوم جمركية جديدة على واردات الصلب والألومنيوم، وقال إن ألمانيا “تدرس اقتراحات المفوضية الأوروبية” لاتخاذ إجراءات للرد عليها.
ومع دخول ضرائب الاستيراد التي تصل إلى 25% على الصلب والألمنيوم حيز التنفيذ اليوم الأربعاء في الولايات المتحدة، أعلنت المفوضية الأوروبية عن رسوم جمركية “قوية لكن متناسبة” على سلسلة منتجات مستوردة من الولايات المتحدة مثل القوارب والدراجات النارية والبوربون، اعتباراً من الأول من أبريل/ نيسان.
وتتناقض سرعة رد الاتحاد الأوروبي مع رد العديد من الدول الكبرى مثل الصين واليابان والمملكة المتحدة والتي لم تكشف على الفور عن تدابير مضادة.
وقال شولتز في مؤتمر صحفي عُقد في برلين مع كوستا: “نحن بحاجة إلى عوائق أقل وليس (عوائق) أكثر، ولذلك أعتقد أن قرارات الولايات المتحدة بشأن الرسوم الجمركية خطأ وسنرد عليها بشكل مناسب وسريع”.
وأكد المستشار الألماني أن جزءاً كبيراً من القواعد المتعلقة بالتجارة الحرة لها أصولها في الآراء والأنشطة السياسية للولايات المتحدة. ودعا شولتز أيضاً إلى بذل الجهود للتوصل إلى اتفاق.
كوستا: لدينا ما يكفي من الحروب
من جهته، دعا كوستا إلى “خفض التصعيد” و”الحوار” مع الولايات المتحدة، وحذر رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي من أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يستجيب بشكل مناسب للرسوم الجمركية الخاصة التي فرضتها الولايات المتحدة، لكن لا ينبغي له أن يصعد الأمور.
وقال كوستا: “لدينا ما يكفي من الحروب في العالم” وبالتالي لا حاجة لأن نبدأ “حرباً تجارية” مع رسوم جمركية مرتفعة تترجم بـ”ضرائب جديدة على المستهلكين” و”صعوبات للشركات”. وتابع بأن الاتحاد الأوروبي “يرد بحزم” لكنه “لا يريد تصعيداً لحل المشاكل ومواصلة العمل معا كشركاء جيدين”.
وحذّر كوستا، الذي يمثل، بصفته رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، الدول السبعة والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي: “نحن بحاجة إلى التحدث مع الولايات المتحدة. لدينا فائض في الصادرات. في المقابل، لدينا عجز في واردات الخدمات – والميزان أحياناً يكون أكثر حيادية مما يبدو”.
ترامب: “سنكسب هذه المعركة التجارية” مع الاتحاد الأوروبي
وفي أول تعليق له على الرد الأوروبي أكد الرئيس دونالد ترامب ثقته بأن الولايات المتحدة “ستكسب” الحرب التجارية مع الاتحاد الأوروبي مع إعلان كل طرف فرض مزيد من الرسوم الجمركية على الطرف الآخر.
وقال ترامب في البيت الأبيض خلال لقائه رئيس الوزراء الآيرلندي مايكل مارتن: “سنكسب هذه المعركة التجارية”.
ممثل التجارة الأمريكي ينتقد الأوربيين بشدة
ومن ناحيته، وصف الممثل التجاري الأمريكي جيميسون غرير الأربعاء السياسات الاقتصادية للاتحاد الأوروبي بأنها “منفصلة عن الواقع”، بعد أن توعد التكتل بالرد على الرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن على الصلب والألمنيوم.
وألقى غرير باللوم على الاتحاد الأوروبي لفشله في التعامل مع مشكلة فائض الطاقة الإنتاجية العالمية في قطاع المعادن وقطاعات أخرى، قائلا: “إن الإجراء العقابي الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي يتجاهل تماماً ضرورات الأمن القومي الأمريكي، بل والأمن الدولي أيضاً”.