DWـ أكد المستشار الألماني أولاف شولتز عقب لقائه رئيسة وزراء الدنمارك في برلين أنه ينبغي عدم تغيير الحدود “بالقوّة”، في إحالة إلى تصريحات ترامب حول نيّة بلده ضمّ جزيرة غرينلاند التابعة للدنمارك.
وقال شولتز يوم الثلاثاء (28 يناير/كانون الثاني 2025)، خلال مؤتمر صحافي مع رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن في برلين، إنه “ينبغي ألا تنقل الحدود بالقوّة”، مضيفاً بالإنكليزية: “إلى من يهمّه الأمر”، في إشارة إلى تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول نيّة بلده ضمّ جزيرة غرينلاند التابعة للدنمارك والتي تتمتّع بحكم ذاتي.
ولم يسمِّ أيّ من الزعيمين ترامب بالاسم أو الجزيرة الكبيرة الواقعة في القطب الشمالي.
كما أكّد المستشار الألماني أن الدنمارك وألمانيا من “الأصدقاء المقرّبين” ويتشاركان “رؤية متشابهة جدّاً عن العالم”. وأضافت رئيسة الوزراء الدنماركية، من جهتها، أن “قارتنا تقوم على فكرة أن التعاون وليس المواجهة هو الذي يؤدّي إلى السلام والتقدّم والازدهار”.
وسبق للمستشار الألماني الإدلاء بتصريحات مماثلة عدة مرات في الأسابيع الأخيرة، وذلك على خلفية مطالبات إقليمية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في بنما وكندا وغرينلاند. وقال شولتز: “سلامة الحدود مبدأ أساسي من مبادئ القانون الدولي… يجب أن ينطبق المبدأ على الجميع”.
والسبت الماضي، أكّد الرئيس الأمريكي للصحافيين أن الولايات المتحدة “ستحصل” على غرينلاند التي تعدّ “ضرورة مطلقة” من أجل “الأمن القومي والحرّية في العالم”، على حدّ قوله.
وتزخر غرينلاند التي تتمتّع بموقع استراتيجي باحتياطات كبيرة غير مستغلّة من خامات المعادن والنفط ما زال الوصول إليها معقداً. غير أن السلطات الدنماركية فيها ما انفكّت تقول إن الجزيرة ليست للبيع ومصيرها بيد سكّانها وحدهم.
وكان رئيس وزراء غرينلاند ميوت إيغده صرح في وقت سابق: “نحن من غرينلاند ولا نريد أن نكون أمريكيين”، وجدد التأكيد أن “مصير غرينلاند يتقرر في غرينلاند” مع إقراره بأن الوضع “صعب”.
وأعلنت الحكومة الدنماركية أمس الاثنين أنها ستعزز وجودها العسكري في القطب الشمالي وشمال الأطلسي بثلاث سفن جديدة للمياه المحيطة بغرينلاند وطائرات بمسيرة طويلة المدى وأقمار اصطناعية إضافية، بتكلفة يبلغ إجماليها ما يقرب من ملياري يورو.
وتقوم رئيسة وزراء الدنمارك بجولة أوروبية تشمل إضافة إلى برلين باريس وبروكسل وحلف شمال الأطلسي. ولفتت قائلة: “نحن نواجه واقعاً أكثر غموضاً، واقعاً يتطلب أوروبا أكثر اتحاداً والمزيد من التعاون”.