جريدة الحرة
وكالات ـ اعتبرت صحيفة Berliner Zeitung الألمانية أن اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقرم أرضاً روسية قد يسبب انقسام حلف “الناتو”. وأوضحت الصحيفة أن الحلف يواجه اختباراً صعباً لقوته، خاصةً أن موقفه الرسمي السابق برفض ضم القرم يتعارض مع التوجه الجديد للولايات المتحدة.
وأضافت الصحيفة أن القمة المقبلة للناتو كان من المفترض أن تركّز على قضايا الإنفاق الدفاعي، لكنها قد تتحول إلى ساحة خلاف بسبب الملف الأوكراني. كما أشارت إلى أن سياسة ترامب تجاه أوكرانيا وضعت الاتحاد الأوروبي في مأزق، حيث يسعى إلى موازنة دعم كييف مع الحفاظ على تحالفه مع واشنطن.
من جانبه، رأى جيريمي شابيرو، الخبير في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أن الولايات المتحدة كانت بمثابة حلقة الوصل في الأزمة الأوكرانية. وأكد أنه في حال قررت واشنطن الانسحاب، سيواجه الاتحاد الأوروبي صعوبةً كبيرةً في الحفاظ على موقف موحد.
واختتمت الصحيفة بالقول إن العلاقات عبر الأطلسي تمر بأزمة خطيرة، فيما تحاول أوروبا إيجاد طريقة لمواصلة دعم أوكرانيا دون فقدان تحالفها مع الولايات المتحدة بالكامل. لكن الطريقة المثلى لتحقيق ذلك تبقى غير واضحة.
يُذكر أن صحيفة واشنطن بوست كانت قد نشرت مؤخراً أن الإدارة الأمريكية غاضبة من رفض أوكرانيا مناقشة أي تنازلاتٍ إقليمية، حيث تفضل كييف التركيز أولا على وقف إطلاق النار الكامل قبل أي مفاوضات أخرى.
أوروبا تبلغ إدارة ترامب رفضها الاعتراف بالقرم أرضاً روسية
نقلت “فاينانشال تايمز” عن مسؤولين أوروبيين رفيعي المستوى قولهم إن أوروبا أبلغت إدارة ترامب رفضها الاعتراف بالقرم أرضاً روسية.
ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين قوله: “تم إبلاغ إدارة الرئيس ترامب بالفعل باستحالة اعتراف العواصم الأوروبية بشبه جزيرة القرم كأراض روسية”. وأضاف أنه يتعين على أكبر العواصم الأوروبية محاولة “إقناع” واشنطن بعدم القيام بذلك من جانب واحد.
وتابع المسؤولون الغربيون للصحيفة بأن العواصم الأوروبية لن توافق على أي خطوات من جانب الولايات المتحدة للاعتراف بشبه جزيرة القرم روسية أو الضغط على كييف للموافقة على ذلك. كما ستتمسك أوروبا بشدة بموقفها الراسخ المتمثل في رفض أي شيء يمس سيادة أوكرانيا، أو ما يرفضه الرئيس الأوكراني المنتهية شرعيته، فولوديمير زيلينسكي.
وقال دبلوماسي أوروبي آخر رفيع المستوى: “إن القرم وتطلعاتنا المستقبلية لانضمام أوكرانيا إلى (الناتو) هي خطوط حمراء بالنسبة لنا، وأوروبا لن تتنازل في هذه القضايا”.
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” قد نقلت عن مصادر، الثلاثاء الماضي، أن الولايات المتحدة ستقدم للدول الأوروبية وأوكرانيا مقترحاً للاعتراف بشبه جزيرة القرم كأراض روسية خلال اجتماع لتسوية النزاع الأوكراني، كان من المقرر عقده في لندن يوم أمس الأربعاء، وخفض مستوى التمثيل به، بينما يأمل حلفاء نظام كييف في الحصول على ضمانات أمنية لأوكرانيا مقابل ذلك.
وكان ترامب قد هاجم زيلينسكي يوم أمس قائلاً إن تصريحاته بشأن القرم تضر بمحادثات السلام مع روسيا. ووفقاً للرئيس الأمريكي، فإن الوضع في أوكرانيا مزرٍ، وزيلينسكي مجبر على تحقيق السلام أو خسارة البلاد بأكملها خلال ثلاث سنوات.
أصبحت شبه جزيرة القرم أرضاً روسية في مارس 2014، بعد استفتاء أجري بعد الانقلاب في أوكرانيا. وصوّت في الاستفتاء 96.77% من الناخبين في القرم و95.6% من الناخبين في سيفاستوبول لصالح الانضمام إلى روسيا. ولا تزال أوكرانيا تعتبر شبه الجزيرة “أرضاً محتلة مؤقتاً”، وتدعم العديد من الدول الغربية نظام كييف في هذا الشأن. من جانبها، أكدت القيادة الروسية مراراً أن سكان القرم صوّتوا لصالح إعادة توحيدهم مع روسيا بالوسائل الديمقراطية، بما يتوافق تماماً مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وكما أكد الرئيس الروسي، فقد حسمت قضية القرم نهائياً.
