خاص – يقول أحد الوكلاء المتخصصين في المخابئ والملاجئ الطارئة إن الطلب في ألمانيا زاد بشكل كبير. ففي العام 2024، أعلن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس أن الألمان “يجب أن يكونوا مستعدين للحرب بحلول عام 2029”. وتعمل الحكومة على زيادة الإنفاق الدفاعي، بينما تدرس شركات تصنيع السيارات إعادة توظيف مصانعها لإنتاج الإمدادات العسكرية، في ظلّ احتمال مواجهة أوروبا قريباً صراعاً شاملاً.
وكجزء من عملية التحول إلى حالة تأهب للحرب، حددت إحدى الشركات سوقاً متخصصة: خدمة وكيل عقارات الملاجئ النووية. وأكد بيتر أورنهامر، المدير العام لشركة “بانكر ماكلر” الألمانية، أن الطلب على المرافق المقاومة للانفجارات يشهد “تزايداً ملحوظاً”. إذ ينتشر عملاء شركته في جميع أنحاء ألمانيا، ويتزايد عدد الأشخاص الذين يقيمون ملاجئ حماية منزلية.
عدد كبير من الملاجئ والمخابئ
تمتلك ألمانيا عدداً كبيراً من الملاجئ والمخابئ المتبقية من الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة، لكن العديد منها بحاجة إلى إصلاح أو تجديد. ووفقاً لموقع “بانكر ماكلر”، “لا يوجد ملجأ عام واحد للمدنيين في ألمانيا”. “إن التطورات السياسية خلال العام 2024 أدت إلى تحول في المواقف في المجتمع، ولذلك تتخذ الأسر الآن خطوات لضمان سلامتها”، كما يذكر التقرير.
وتقدم الشركة لأفراد الجمهور الذين لا يستطيعون إنشاء ملاجئ خاصة بهم فرصة تأمين الأماكن مسبقاً في حالة وقوع ضربة نووية. وتوفر شركة “بانكر ماكلر” الألمانية أماكن إقامة في ما يُسمى “فنادق الملاجئ” ضمن برنامج يُجهّز مواقف سيارات تحت الأرض لتكون بمثابة ملاجئ في حالات الطوارئ. وعند الحاجة، يُمكن إخلاء المرائب من السيارات، وإغلاق أبوابها، وتجهيز الأسرّة والمؤن، وتشغيل أنظمة التهوئة.
كما توفر الشركة مساحات تتراوح تكلفتها بين 35 و89 يورو يومياً في أوقات السلم، وبين 85 و180 يورو يومياً في حالات الطوارئ. وتبدأ الاشتراكات في أوقات السلم، وتمتد العقود بين سبع وعشر سنوات. تتضمن الباقة الأغلى مساحةً في الملجأ، وغرفةً في فندق أربع نجوم، وإمداداتٍ غذائيةً مضمونةً لثلاثة أشهر، ومنطقةً للعناية بالصحة واللياقة البدنية. أما الباقة الأرخص، فتشمل مساحةً في الملجأ فقط، ولا يُمكن استخدام خدمة الفندق إلا في حالات الطوارئ.
قرار حكومي بالتخلي عن فكرة الملاجئ في عام 2008
وقد استغل وكلاء العقارات الآخرون في مختلف أنحاء ألمانيا التطورات السياسية الأخيرة، وبدأوا في عرض المخابئ حيثما أمكنهم العثور عليها. وفقاً لتقرير صادر عن البرلمان الألماني (البوندستاغ) في يناير2025، يوجد 579 ملجأً، منها ما يقرب من 478 مساحة متبقية من أصل 2000 ملجأ بُنيت في ولايات ألمانيا الغربية السابقة. وتشمل هذه الملاجئ مرائب تحت الأرض ومحطات قطارات ومستشفيات محمية شُيّدت للغارات الجوية في الحرب العالمية الثانية.
ومع ذلك، بحسب الأرقام، لا تعمل أيٌّ من مرافق الدفاع المدني في البلاد. فقد قررت الحكومة التخلي عن فكرة الملاجئ في عام 2008 و”وقف الصيانة الوظيفية للملاجئ العامة” نظراً لأن أوروبا كانت تعيش في فترة سلم نسبي.
بدورها، أعلنت سويسرا نهاية العام 2024 أنها ستنفق حوالى 250 مليون يورو على تطوير ملاجئ الطوارئ. ووفقاً للقانون السويسري، يجب أن يكون لكل مواطن الحق في الحصول على ملجأ، ويجب أن يحتوي كل مبنى جديد على ملجأ. في حين تحتوي الملاجئ على أبواب معززة للحماية من الانفجارات النووية.