جريدة الحرة
وكالات ـ في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا، تواصل ألمانيا لعب دور متقدم في منظومة الدعم العسكري لكييف، حيث أفادت صحيفة واشنطن بوست بأن برلين سلّمت ثلاث منظومات دفاع جوي من طراز “باتريوت” إلى الجانب الأوكراني. ووفق التقرير، فإن هذه الخطوة تأتي ضمن مفاوضات متقدمة مع الولايات المتحدة لتجديد ترسانة الدفاع الألمانية خلال فترة تتراوح بين ستة وثمانية أشهر، وهو ما أكده أيضًا وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس. وتأتي هذه التحركات في وقت حساس، تعيد فيه ألمانيا التأكيد على التزامها العسكري تجاه أوكرانيا، مع الحفاظ على توازنات أمنها الداخلي.
تفاهم أمريكي ــ ألماني واسع وتحفيز أوروبي مُتعثّر
من جهتها، كشفت صحيفة التلغراف البريطانية عن وصول أول دفعة من منظومة “باتريوت سام” إلى أوكرانيا قادمة من ألمانيا، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن حزمة مساعدات جديدة لكييف تبلغ قيمتها 10 مليارات دولار. وبحسب الصحيفة، فإن هذه المساعدة كانت جزءًا من اتفاق أوسع بين واشنطن وبرلين، يهدف إلى تسريع نقل أنظمة الدفاع الجوية إلى أوكرانيا. ورغم أهمية الخطوة، تشير التقارير إلى تردد بعض الدول الأوروبية في تزويد كييف بمخزوناتها، نظرًا لصعوبة تعويض تلك المنظومات قبل العام المقبل، بحسب مصادر نقلتها الصحافة الأمريكية.
كييف تُطالب بالمزيد.. والولايات المتحدة تُوسّع عروضها الدفاعيّة
على الجانب الأوكراني، لا تزال المطالب تتزايد. فقد صرّح الرئيس فلاديمير زيلينسكي بأن بلاده تسعى للحصول على عشرة أنظمة إضافية من “باتريوت”، وتعمل بشكل وثيق مع شركائها لتحقيق ذلك. وتشير واشنطن بوست إلى أن أوكرانيا سبق أن تلقت أنظمة باتريوت من ألمانيا والولايات المتحدة وهولندا، ضمن موجات دعم متتالية. كما وافقت وزارة الخارجية الأمريكية، وفقًا لمصادر حكومية، على حزمتي مساعدات جديدتين تتعلق الأولى بأنظمة “هوك”، بينما تشمل الثانية صيانة مركبات “برادلي” القتالية، ما يعكس اتساع نطاق الالتزام العسكري الأمريكي في المرحلة المقبلة.
قراءة في المشهد: دعمٌ تصاعدي وحسابات أوروبية دقيقة
إن ما تكشفه تقارير واشنطن بوست والتلغراف يعكس حجم التحوّل الحاصل في مواقف بعض الدول الأوروبية، وعلى رأسها ألمانيا، تجاه الحرب في أوكرانيا. وبينما تسعى برلين لتأمين دعم نوعي دون أن تُعرض دفاعاتها الذاتية للخطر، يبقى موقف العواصم الأوروبية الأخرى أكثر ترددًا في ظل ضغوط الداخل وتحديات تجديد الترسانات. ومع تصاعد الطلب الأوكراني، تبقى مسألة التنسيق الغربي مرهونة بتسارع الأحداث وتوازن المصالح، في مشهد يعكس اتساع التحالف لكنه لا يخلو من التوتر المحسوب.


