خاص – قال المستشار الألماني أولاف شولتز في مناظرة قبل الانتخابات مع منافسه المحافظ فريدريش ميرتس، إن أوروبا مستعدة للرد “خلال ساعة” إذا فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية على الاتحاد الأوروبي. وعندما سُئل عما إذا كان الاتحاد الأوروبي مستعداً لرد مستهدف إذا فرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية، قال شولتز الذي يتأخر كثيراً عن ميرتس في استطلاعات الرأي: “نعم… نحن كاتحاد أوروبي يمكننا التصرف خلال ساعة”.
لقد هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مراراً وتكراراً بفرض رسوم جمركية على أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، متهماً إياهم بالاستفادة من الرخاء الأمريكي. علماً بأن سياسة التجارة هي من اختصاص الاتحاد الأوروبي، وتديرها المفوضية الأوروبية في بروكسل. وقد طغى ترامب وحزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف، الذي يدعمه صديقه المقرب إيلون ماسك، على المناظرة.
وأعرب ميرتس، الذي يتقدم بفارق كبير في استطلاعات الرأي والمرشح الأوفر حظا لتولي منصب المستشار المقبل لألمانيا، عن إحجامه عن زيادة الضرائب أو الاقتراض للوصول إلى هدف الإنفاق الدفاعي لحلف شمال الأطلسي البالغ 2% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يقل كثيرا عن نسبة 5% التي يطالب بها ترامب.
وعندما قال شولتز إن هذا لن يكون كافياً، أشار ميرتس إلى انفتاحه لمناقشة إلغاء سقف الإنفاق الرمزي في ألمانيا ــ على الرغم من تعهده في البيان الانتخابي بالحفاظ على الدين تحت السيطرة. وقد اختلف الاثنان بشأن حزب “البديل من أجل ألمانيا”، حيث حذر شولتز من أنه لا يمكن الوثوق في ميرتس بعدم حكم الحزب. واستبعد ميرتس ذلك، إذ ألقى باللوم على ما أسماه سياسات شولتز “اليسارية” في تغذية صعود الحزب اليميني المتطرف إلى المركز الثاني في استطلاعات الرأي.
يريد دونالد ترامب أن تشتري الولايات المتحدة قطاع غزة وتسيطر عليه. ويرى شولتز أن الأمر “غير مقبول”. حيث جدد ترامب تأكيد خططه التي تعرضت لانتقادات شديدة بشأن السيطرة الأمريكية على قطاع غزة. وكان الرئيس الجمهوري قد قال عن المنطقة الساحلية: “نحن عازمون على امتلاكها والاستيلاء عليها والتأكد من عدم عودة حماس”. وأضاف أن أجزاء من المنطقة يمكن أن تُترك لدول أخرى في الشرق الأوسط لإعادة إعمارها.
ووصف شولتز خطة ترامب لنقل الفلسطينيين من قطاع غزة وتحويل القطاع الساحلي إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” بأنها “خطيرة”. وأعرب المستشار عن انتقاداته خلال المناظرة مع ميرتس. وأضاف أن “إعادة توطين السكان أمر غير مقبول ويتعارض مع القانون الدولي”. علاوة على ذلك، فإن مصطلح “ريفييرا الشرق الأوسط” خطير في ضوء الدمار المذهل في قطاع غزة.
ولفت ميرتس إلى أنه يشاطر المستشار تقييمه، ويعتبر خطوة ترامب جزءاً من سلسلة من المقترحات المزعجة التي قدمتها الإدارة الأمريكية. “لكن يتعين علينا أن ننتظر لنرى ما المقصود حقاً بجدية وكيف سيتم تنفيذه. ربما يكون هناك الكثير من الخطابة في هذا الشأن”.