الخميس, نوفمبر 14, 2024
8 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

ألمانيا ـ تعزيز التعاون العسكري مع الهند

DW – أطلق الجيش الهندي أول مناورة جوية متعددة الجنسيات بمشاركة ألمانيا في مؤشر على قوة التعاون العسكري بين البلدين. المناورة تتكون من مرحلتين وتشارك فيها دول أخرى غير ألمانيا كفرنسا وإسبانيا ودولة الإمارات والولايات المتحدة.

اكتملت التجهيزات العسكرية داخل قاعدة جوية تابعة للجيش الهندي بمدينة سولور جنوب البلاد قبل انطلاق ساعة الصفر لبدء مناورة جوية متعددة الجنسيات هي الأول من نوعها.

ويشارك في المناورة التي أطلق عليها اسم “تارانغ شاكتي” عشر دول من بينها ألمانيا ، فيما لا يتوقف الأمر على ذلك، بل يشمل مشاركة 18 دولة بصفة مراقب. وكانت القوات الهندية الجوية قد وجهت الدعوة إلى 51 دولة للمشاركة في المناورات التي تجرى على مرحلتين.

وانطلقت المرحلة الأولى من المناورات في السادس من أغسطس 2024 وسوف تستمر حتى 14 أغسطس 2024 بمشاركة ألمانيا وفرنسا وإسبانيا والمملكة المتحدة بالإضافة إلى البلد المضيف، الهند. وسوف تنطلق المرحلة الثانية من المناورات نهايةأغسطس 2024 بمدينة جودبور، ثاني أكبر مدن ولاية راجستان، بمشاركة أستراليا وبنغلاديش وسنغافورة واليونان والإمارات والولايات المتحدة.

قال نائب قائد القوات الجوية الهندية، إيه بي سينغ، إن الهدف من المناورات يتمثل في “تعزيز التعاون مع أصدقائنا على الساحة الدولية”. وتعد المناورة أول مشاركة للقوات الجوية الألمانية في تدريبات عسكرية بالهند.

تعزيز العلاقات العسكرية مع الهند

وتأتي التدريبات في وقت تتطلع فيه الهند و ألمانيا إلى تعزيز علاقاتهما العسكرية الدفاعية. وسوف تشارك ألمانيا بطائرات من سلاحها الجوي إلى جانب مقاتلات “يوروفايتر تايفون” الأوروبية متعددة الاستخدامات. وأثارت مشاركة ألمانيا في المناورة الكثير من الجدل بسبب اعتزامها إشراك طائرة نقل من طراز إيرباص “إيه 400 إم” في التدريبات بالتزامن مع مساعي الهند إلى طرق باب الأسواق العالمية بحثا عن شراء طائرة نقل متوسطة.

يقول أنيل شوبرا، فريق طيار متقاعد في سلاح الجو الهندي، إن القوات الجوية في الهند “تتطلع إلى شراء طائرة نقل متوسطة. انحصرت المنافسة بين طائرة “إمبراير سي-390” من البرازيل وطائرة “إيرباص إيه 400 إم” وطائرة “سي 130 سوبر هركيوليز” أمريكية الصنع”.

وأضاف “لقد قمنا بتشغيل “إيرباص إيه 400 إم” مع الجانبين الألماني والفرنسي خلال تدريبات جوية بالشرق الأوسط حيث حاولت الدولتان عرض مميزات هذه الطائرة على الجانب الهندي. لذا ننتظر كيف ستسير الأمور”.

ويقول الخبراء العسكريون إن المناورات الجارية سوف توفر للهند فرصة اختبار المقاتلات الألمانية على أرض الواقع.

تقول سواستي راو، وهو زميل مشارك في مركز أوروبا وأوراسيا التابع لمعهد “مانوهار باريكار” للدراسات والتحليلات الدفاعية، إن طائرة “إيرباص إيه 400 إم” الألمانية تمتلك “قدرة تحمل كبيرة وهذا ما يميزها حيث تصل حمولتها إلى 37 طنا. وإذا نظرنا إلى المناقصة التي تجريها الهند، فقد تقدمنا بطلبات، وقد عرض الجانب الألماني منح أشياء إضافية. هذا ما يعد بالأمر الجيد للجانب الهندي”.

وأشارت راو إلى أن الهند تسعى للحصول على طائرة نقل متوسطة في ضوء تصاعد التوتر مع الصين في إقليم لاداخ الشرقي الحدودي، مضيفة: “هناك صعوبات حيال التحليق في هذه التضاريس الصعبة وعلى ارتفاعات عالية، لكن إذا كنا نمتلك طائرة نقل متوسطة يمكن أن توفر لنا هذا النوع الجيد من سعة التحميل الكبيرة، فإن ذلك سوف يصب في صالحنا لأن هذا سوف يمكننا من التخطيط بشكل جيد”.

وقالت “لا يمكننا السماح بتحليق طائرتين أو ثلاثة لقيام بعدة جولات، لكن في حالة قيامنا بتحميل كل شيء على متن طائرة واحدة والقيام بجولة واحدة، فهذا سوف يحسن من كفاءة استهلاك الوقود. وفي هذا السياق، يتمتع الجانب الألمانية بميزة تنافسية جيدة”.

هدف الهند

بيد أن الخبراء قالوا إن إجراء مقارنة بين الطائرات العسكرية التي تنوي الهند لشرائها لا يمثل الهدف الوحيد من تنظيم مناورات جوية دولية بهذا الحجم. وأشار الخبراء إلى أن نيودلهي ترغب من وراء التدريبات إلى تقديم نفسها كقوة عسكرية ذات ثقل كبير في منطقة المحيطين الهندي والهادئ فضلا عن أن الأمر يعكس تحولا في سلاح الجو الهندي من قوة جوية تعود إلى الحقبة السوفيتية إلى قوة جوية أكثر تقدما ومجهزة بمعدات عسكرية غربية.

وسوف تعطي التدريبات الفرصة لسلاح الجو الهندي لاستعراض قوته في ضوء أن الهند باتت تمتلك رابع أكبر سلاح جو في العالم. وفي ذلك، قال أنيل شوبرا إن المناورة بهذا الحجم الكبير “تتطلب التخطيط بشكل جيد في ضوء تحليق الكثير من الطائرات ما يعني أن الأمر كان يتطلب التخطيط لأشهر”.

أهداف ألمانيا

ويشير خبراء إلى أن حرب أوكرانيا تعد كلمة السر في موقف ألمانيا المتغير في التعامل مع الهند فضلا عن مساعي برلين إلى تكثيف استراتيجيتها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ في مواجهة نفوذ الصين المتزايد.

وفي هذا السياق، تقول سواستي راو إن الشراكة الدفاعية مع الهند تعد أمرا حيويا، مضيفة “ألمانيا تولي اهتماما كبيرا بمنطقة المحيطين الهندي والهادئ. ومع ذلك، لا تستطيع ألمانيا أن تفعل ذلك بمفردها؛ فرغم أن ألمانيا تمتلك صناعات دفاعية حديثة، لكنها لا تمتلك جيشا قويا بشكل كبير”.

وأشارت إلى أن الهدف الرئيسي لألمانيا خلال السنوات الأخيرة تمثل في “تعزيز حضورها في هذه المنطقة من أجل تأمين اقتصادها لأن الكثير من التجارة تمر عبر بوابة المنطقة”. قضايا الأمن والاستقرار وحرية العمل في المنطقة تمثل مصلحة وطنية ألمانية بالغة الأهمية. وهذا هو بالضبط ما يقوم به ليس فقط الجانب الألماني وإنما أيضا الجانب الهندي ومن قبل دول صديقة”.

من جانبه، شدد أنيل شوبرا على أن المناورة الجوية سوف توفر فرصة للمقاتلات الألمانية للتحليق في مواجهة طائرات روسية الصنع يمتلكها سلاح الجو الهندي فضلا عن تبادل الخبرات مع الجانب الهندي.

https://hura7.com/?p=31472

 

الأكثر قراءة