خاص – أعلن رئيس الأركان الألماني، الجنرال كارستن بروير، أن روسيا قد تشن غزواً واسع النطاق لأوروبا في وقت مبكر من عام 2029. ومن المتوقع أن يتمكن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من حشد جيش قوامه ثلاثة ملايين جندي بحلول العام 2026، ويخشى كثيرون من أنه سيستخدمه للسيطرة على المزيد من الدول. وأكد الجنرال بروير أن أوروبا يجب أن تكون مستعدة للدفاع ضد روسيا بحلول عام 2029.
وأضاف بروير أن “الدول يجب أن تكون مسلحة ومستعدة قبل نهاية العقد تحسباً لمزيد من العدوان الروسي”. وحذر من أن روسيا ستكون “قادرة على شن هجوم تقليدي واسع النطاق، وأن بوتين يريد إضعاف حلف شمال الأطلسي وتدميره كتحالف وتشويه سمعة شكل مجتمعنا الغربي”.
وخلص إلى أن “هدف أوروبا هو عام 2029″، مؤكداً: “يتعين علينا أن نكون مستعدين بحلول ذلك الوقت”. وأعلنت ألمانيا هذا الشهر عن أول نشر لقواتها الدائمة منذ الحرب العالمية الثانية، حيث أرسلت 5000 جندي إلى ليتوانيا.
يسعى بوتين إلى إطلاق حملة تجنيد ضخمة لاستبدال قواته التي يفقدها بأعداد كبيرة ولتنمية جيشه. ففي السابع من أبريل 2025، قام بتجنيد 160 ألف رجل تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاماً، وهو أكبر عدد منذ عام 2011. ويرى كثيرون أن هذا التوسع يمثل استعداد بوتين لخطوة أكثر طموحاً – ووصفه بروير بأنه “تهديد واضح”.
ومن المتوقع أن يتضاعف حجم الجيش الروسي نسبة لما كان عليه في بداية الغزو – وهو ما يعني أنه سيصل إلى نحو ثلاثة ملايين جندي. وأشار بروير إلى أن هذا الرقم أكبر بكثير مما هو مطلوب لاستمرار الحرب في أوكرانيا. ولا يقتصر الأمر على تأهيل الكوادر البشرية التي تعمل روسيا على بنائها.
وتابع بروير: “نرى أن حوالى 1500 دبابة قتالية إما يتم إنتاجها من جديد كل عام أو إخراجها من المخازن وتجديدها. كما تمتلئ المستودعات الروسية بالذخيرة. هناك مخاوف من أن حملة الغزو المتجددة من روسيا قد تؤدي إلى إشعال الحرب العالمية الثالثة”.
خطوات أوروبية للتحضير لحرب أوسع نطاقاً
وتتخذ أوروبا بالفعل خطوات للتحضير لحرب أوسع نطاقاً. ففي مختلف أنحاء القارة، تنفق الحكومات المزيد من الأموال على الدفاع والتخطيط للتجنيد الإجباري. وهناك دعوات لبريطانيا للانضمام إلى بلدان أخرى في إطلاق برنامج التجنيد الإجباري.
فقد أصدرت بعض الدول أدلة للبقاء على قيد الحياة لمساعدة مواطنيها في أوقات الحرب، وكانت فرنسا آخر دولة أعلنت عن هذه الخطوة. وسيقدم الكتيب المكون من 20 صفحة نصائح للمدنيين الفرنسيين حول كيفية الدفاع عن الجمهورية في مواجهة الغزو من خلال التسجيل في وحدات الاحتياط أو جهود الدفاع المحلية.
وسيتضمن نصائح حول كيفية إنشاء مجموعة أدوات للبقاء على قيد الحياة تحتوي على العناصر الأساسية بما في ذلك ستة لترات من الماء، والأطعمة المعلبة، والبطاريات، والإمدادات الطبية الأساسية. وتوجد مخاوف خاصة بشأن سلامة دول البلطيق – كرواتيا وليتوانيا ولاتفيا – التي تعتبر الهدف التالي الأكثر احتمالاً لبوتين.
وتعمل الدول الثلاث على بناء خط دفاع مشترك على حدودها مع روسيا، والذي سيضم نحو ستمائة ملجأ. وسوف تشمل أيضاً خنادق الدبابات، وأنظمة الصواريخ. كما انسحبت بولندا ودول البلطيق من معاهدة دولية تحظر الألغام الأرضية المضادة للأفراد، استعداداً لوقف تقدم الجيش الروسي.
ميرتس يرفض انضمام أوكرانيا الفوري إلى الحلف والاتحاد
تحدث المستشار الاتحادي الألماني المقبل فريدريش ميرتس (CDU) ضد انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي في هذا الوقت. وأكد بحسب تقرير أولي صدر في 12 أبريل 2025 أن أوكرانيا “دولة أوروبية كبيرة للغاية، لكنها دولة أوروبية في حالة حرب”. “ولا يمكن لدولة في حالة حرب أن تصبح عضواً في حلف شمال الأطلسي أو الاتحاد الأوروبي”.
وشدد ميرتس على أن الوعد بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي صحيح، وكذلك احتمال الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. “لكن لكي يحدث كلا الأمرين، يجب أن تنتهي الحرب أولاً”. وحذر زعيم الحزب الديمقراطي المسيحي من الاستهانة بقدرات روسيا. فهناك أمل ضئيل في أن تنتهي الحرب من تلقاء نفسها في وقت ما.