جريدة الحرة
خاص ـ تبدأ الحكومة الفيدرالية المقبلة، المكونة من تحالف الاتحاد المسيحي (CDU/CSU) والحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD)، فترتها التشريعية الجديدة بتراجع في نسبة التأييد الشعبي. وقد تمكن حزب “البديل من أجل ألمانيا” (AfD) من اللحاق بالاتحاد المسيحي من حيث نسبة الدعم.
في السادس من مايو 2025، يعتزم فريدريش ميرتس، من الحزب الديمقراطي المسيحي CDU، الترشح لمنصب مستشار ألمانيا. إلا أن حزبه والائتلاف الأسود-الأحمر يواجهان تراجعًا ملحوظًا في استطلاعات الرأي قبل أيام قليلة من التصويت. ووفقًا لاستطلاع حديث أجراه معهد “إنسا” (Insa) بتكليف من صحيفة “بيلد“ الألمانية، يتساوى الاتحاد المسيحي وحزب “البديل” بنسبة تأييد تبلغ 25% لكل منهما.
أما الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD)، فقد تراجع إلى نسبة 15% فقط، ما يعني أن التحالف الأسود-الأحمر لن يمتلك أغلبية في البوندستاغ، البرلمان الألماني. وكانت نتائج انتخابات البوندستاغ التي جرت في نهاية فبراير قد أظهرت حصول الاتحاد المسيحي على 28.6%، والحزب الاشتراكي الديمقراطي على 16.4%، بينما حصد حزب “البديل” 20.8% ليصبح أكبر حزب معارض في البرلمان.
تصويت أعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي على اتفاق الائتلاف
أظهر الاستطلاع أن حزب الخضر يحتل المركز الرابع بنسبة 12%، يليه حزب اليسار بنسبة 10%. أما حزب “التحالف من أجل السيادة” (BSW)، فقد حصل على 4%، والحزب الديمقراطي الحر (FDP) على 3%، وكلاهما لم يتجاوز عتبة الحسم البالغة 5%. في حين حصدت بقية الأحزاب مجتمعة نسبة 6% من الأصوات.
ويواصل الحزب الاشتراكي الديمقراطي في الوقت الحالي عملية تصويت داخلية بين أعضائه للموافقة على اتفاق الائتلاف. وتنتهي مهلة التصويت في 29 أبريل، على أن يتم إعلان النتيجة في اليوم التالي. وبحسب تصريحات رئيس الحزب، لارس كلينغبايل، سيتم بعدها تقديم قائمة أسماء وزراء الحزب في الحكومة الجديدة.
اجتماع مصغر لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU)
من المقرر أن يجتمع نحو 150 مندوبًا من الحزب الديمقراطي المسيحي (CDU) يوم 28 أبريل في برلين للتصويت على اتفاق الائتلاف. وتشير التوقعات إلى أن الموافقة ستكون مضمونة إلى حد كبير. أما الحزب المسيحي الاجتماعي (CSU)، فقد صادق بالفعل على مسودة الاتفاق، المؤلفة من 144 صفحة، بقرار رسمي من قيادته. وقد توصل الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي خلال مفاوضات تشكيل الائتلاف إلى اتفاقات حول قضايا رئيسية، أبرزها:
ـ تشديد سياسة الهجرة
ـ إصلاح نظام الدعم الاجتماعي
ـ مواصلة العمل بتذكرة النقل الوطني
تظهر نتائج استطلاع إنسا أن كلًا من الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، وهما أكبر قوتين سياسيتين في ألمانيا منذ عقود، يعانيان من تآكل مستمر في الشعبية. هذا الانخفاض الحاد يضع تحالفهما الجديد (الأسود-الأحمر) في موقف هش منذ بداية دورته التشريعية.
للمرة الأولى، يتساوى حزب “البديل” مع الاتحاد المسيحي في استطلاعات الرأي بنسبة 25%. هذا المعطى يعكس تحولًا عميقًا في المزاج السياسي الألماني، حيث باتت شرائح أوسع من الناخبين تتقبل الخطاب الشعبوي واليميني المتطرف الذي يتبناه الحزب.
مع تراجع نسب تأييد أحزاب الوسط التقليدية، والفشل المحتمل لبعض الأحزاب الأصغر (مثل FDP وBSW) في اجتياز عتبة الخمسة بالمئة، يبرز فراغ سياسي قد تستغله القوى المتطرفة أكثر.
يبدو أن ألمانيا مقبلة على مرحلة سياسية دقيقة تتسم بعدم اليقين. فصعود حزب “البديل” وتحولاته من قوة معارضة إلى لاعب رئيسي يمثل تهديدًا واضحًا للمنظومة الحزبية التقليدية. والحكومة المقبلة، رغم تشكيلها، لن تكون في مأمن من الضغوط، إذ ستواجه تحديات متزايدة تتطلب منها قدرة عالية على المناورة السياسية والاقتصادية.