وكالات ـ بالرغم من الانتقادات المتصاعدة داخليا وخارجيا، جدد المستشار الألماني أولاف شولتس تأكيده على التزام بلاده بتقديم الأسلحة إلى إسرائيل. كما كشفت وزارة الخارجية الألمانية عن مضاعفة الحكومة لشحنات الأسلحة إلى إسرائيل.
ماذا تقول أحدث بيانات الحكومة الألمانية بشأن زيادة الأسلحة إلى إسرائيل؟
بالفعل، جدد المستشار شولتس مؤخرًا التأكيد على مواصلة الدعم العسكري لإسرائيل. وفي أحدث بيانات وزارة الخارجية الألمانية التي قُدمت أمام البوندستاغ، تم الكشف عن زيادة كبيرة في حجم شحنات الأسلحة منذ شهر أغسطس 2024، حيث بلغ إجمالي قيمة الشحنات من المعدات العسكرية أكثر من مئة مليون دولار. ومن الجدير بالذكر أن إجمالي المساعدات العسكرية المقدمة لإسرائيل في عام 2023 وصل إلى ثلاثمئة وخمسين مليون دولار، حيث تم تزويدها بمعظم هذه المساعدات بعد هجوم السابع من أكتوبر.
ويزيد هذا المبلغ عن ضعف القيمة الإجمالية للعام بأكمله. وقد تم طرح هذا السؤال من قبل نائب يساري معارض لتزويد إسرائيل بالأسلحة الألمانية. وكان رد الحكومة الألمانية أن ألمانيا تدعم إسرائيل في مواجهة هجمات حماس وقصف حزب الله والتهديدات من إيران، وذلك في إطار حق الدفاع عن النفس بالنسبة لإسرائيل، كما أفادت وزارة الخارجية الألمانية.
تزداد ردود الفعل السياسية والشعبية في ألمانيا ضد تزويد إسرائيل بالأسلحة. كيف تبرر حكومة المستشار شولتس سياستها هذه؟
أكد المستشار شولتس أيضا أن ألمانيا تعتبر من أوثق حلفاء إسرائيل في الغرب وستواصل دعمها بالمساعدات العسكرية والذخيرة، رغم الانتقادات المتزايدة. وفي أحدث استطلاع للرأي في ألمانيا، أعرب أكثر من ستين في المئة من الألمان عن معارضتهم لتزويد إسرائيل بالأسلحة، مقابل ثلاثين في المئة فقط مؤيدين لذلك.
وأمام البوندستاغ، أوضحت وزارة الخارجية الألمانية أن الموقف الألماني يستند إلى حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد هجمات حركة حماس وحزب الله، اللتين تصنفهما ألمانيا والاتحاد الأوروبي كمنظمتين إرهابيتين، وذلك وفقًا للقانون الدولي والأوروبي.
ومع ذلك، تؤكد الحكومة في برلين أنها لن تتأخر في دعوة إسرائيل إلى حماية المدنيين والتحقيق في أي مؤشرات لانتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، خاصةً عندما يتعلق الأمر بحوادث يسقط فيها ضحايا مدنيون خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة ولبنان.
خلال زيارتها الاخيرة الى بيروت واجهت وزيرة الخارجية الالمانية أنالينا بيربوك انتقادات بسبب مواقف بلادها المؤيدة لاسرائيل..كيف تتعامل برلين مع هذه الانتقادات في المنطقة؟
أمام مؤتمر المانحين للبنان الذي عقد في باريس، أكدت وزيرة الخارجية الألمانية في 24 أكتوبر 2024 أن كل شحنة أسلحة إلى دولة ثالثة مثل إسرائيل تخضع لمراجعة وفقًا للقانون الدولي الإنساني، مشيرة إلى أن الحكومة الألمانية تقوم دائما بهذه المراجعات. وجاء هذا التأكيد ردًا على الانتقادات التي وجهتها بيربوك خلال زيارتها إلى لبنان ومنطقة الشرق الأوسط.
بالمقابل، وفي إطار سعيها لإحداث نوع من التوازن في سياستها بالشرق الأوسط، أعلنت برلين عن تخصيص مئة مليون دولار كمساعدات للبنان، موجهة للجانب الإنساني وكذلك لتجهيز الجيش اللبناني. كما جددت الحكومة الألمانية دعمها المالي لتغطية الاحتياجات الإنسانية للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة. وتعتبر ألمانيا من كبار المانحين للمنظمات الإنسانية التي تدعم الفلسطينيين في غزة.
