خاص – ترجمة – دعا الرئيس الأميركي المنتخَب، دونالد ترامب، حلفاء الناتو إلى استثمار 5% من ناتجهم الاقتصادي في الدفاع قبل أن يؤدي اليمين الدستورية في 20 يناير 2025. وحيث أن الهدف المشترك لحلف شمال الأطلسي هو حالياً 2%، سيؤدي الطلب إلى تغيير خطاب الأحزاب السياسية الألمانية بشأن الحملة الانتخابية الفيدرالية.
ما هو الوضع في الناتو؟
في قمة 2023 في ليتوانيا، حددت دول الناتو لنفسها هدف إنفاق ما لا يقل عن 2% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع سنوياً بشكل دائم. ووسّعت هذه الاتفاقية هدف الـ2% الذي يعود إلى عام 2014. ففي ذلك الوقت، وباستثناء الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى واليونان، لم تبلغ جميع الدول الأعضاء هذه النسبة، وبعضها (مثل ألمانيا) تخلّف حتى بفارق واسع. لكن الأمر تغير في أعقاب التهديد المتزايد بشكل كبير من روسيا.
ووفقاً لأحدث إحصائيات الناتو اعتباراً من يونيو 2024، هناك ثماني دول فقط – من بين دول الحلف الـ32 – لم تبلغ عتبة الـ2%، على الرغم من أن أيسلندا لا تؤخذ في الاعتبار كعضو بدون قوات مسلحة خاصة به. ومع ذلك، فإن جميع أعضاء الحلف بعيدون كل البعد عن نموذج ترامب المتمثل بنسبة 5%، بما في ذلك الولايات المتحدة نفسها. أما المتصدرّون، فهم الدول المتاخمة لروسيا وبولندا (4.12%) وإستونيا (3.43%). وتأتي الولايات المتحدة في المرتبة التالية كأقوى دولة في الحلف بنسبة إنفاق دفاعي تبلغ 3.38%. علماً، بحسب تقديرات يونيو 2024، بأن نسبة النمو في ألمانيا ستصل إلى 2.12% في عام 2024.
ماذا تعني خمسة بالمئة للميزانية الفيدرالية؟
من الناحية الحسابية البحتة، فإن حصة الناتو البالغة 5% في عام 2025 ستعني إنفاقاً دفاعياً يفوق بكثير 200 مليار يورو، نظراً للناتج المحلي الإجمالي المتوقع للحكومة الفيدرالية والذي يبلغ 4400 مليار يورو، وفقاً للتوقعات.
وفي عام 2025، يجب أن تبلغ ميزانية الدفاع 53.3 مليار يورو تبعاً لمشروع الميزانية الفيدرالية للعام الحالي، والتي لم يوافق عليها البوندستاغ بعد. ويمثل ذلك حوالى 11% من إجمالي الميزانية البالغة زهاء 489 مليار يورو. وهذا لا يشمل المساعدات العسكرية لأوكرانيا ولا، على سبيل المثال، الإنفاق من الصندوق الخاص للجيش الألماني بقيمة 100 مليار يورو، الذي من المتوقع أن يتم استنفاده في عام 2027. ولهذا السبب، تمكنت ألمانيا مؤخراً من الإبلاغ عن إنفاق قرابة 90.6 مليار يورو لصالح حلف شمال الأطلسي العام الماضي.
وبالمقارنة، تُعدّ ميزانية وزارة العمل أعلى ميزانية فردية بقيمة نحو 179 مليار يورو – وهذا يشمل، مثلاً، مليارات الإنفاق على تأمين التقاعد واستحقاقات المواطنين. لكن إذا تمت زيادة الإنفاق الدفاعي إلى حدود 5% من الناتج المحلي الإجمالي، من المحتمل أن تصبح ميزانية الدفاع هي الأعلى.
كيف تتموضع الأحزاب حيال هذه القضية خلال الحملة الانتخابية؟
حددت الأحزاب في ائتلاف الحكومة الألمانية المنهار نسبة 2% كحد أدنى، على الرغم من أن الحكومة لم تحقق ذلك إلا بمساعدة الصندوق الخاص للجيش الألماني. ولا يزال من غير الواضح كيف سيتم تمويل هذا الهدف من الميزانية العادية في المستقبل.
وينص البرنامج الانتخابي للاتحاد على ما يلي: “إننا نرى أن هدف الناتو الحالي البالغ 2% هو الحد الأدنى لإنفاقنا الدفاعي من أجل تمكين الجيش الألماني من العمل بكامل طاقته مع كامل الأفراد والموارد المادية”. وكان رئيس الاتحاد الاجتماعي المسيحي، ماركوس سودر، قد دعا إلى زيادة عدد الناخبين إلى “أكثر من 3%” في ألمانيا. بينما صرح نائب رئيس المجموعة البرلمانية للاتحاد، يوهان واديفول، لشبكة التحرير الألمانية أنهم “مستعدون لتحديد نسبة 3% كهدف إضافي”.
ووفقاً لمسودة برنامجه الانتخابي، يتطلّع الحزب الاشتراكي الديمقراطي أيضاً إلى “تمويل دفاعي مستدام لا يقل عن 2% من الناتج المحلي الإجمالي”. بينما يريد حزب الخضر أن “يتدفق أكثر من 2% من الناتج المحلي الإجمالي بشكل دائم إلى قدراتنا الأمنية والدفاعية”، توازياً مع إيجاد التمويل المناسب من خلال قروض أكبر. وبدوره، يرى مرشح المستشار روبرت هابيك أن نسبة 3.5% هي الهدف في الواقع.
وفي مسودة برنامجه الانتخابي، يلتزم الحزب الديمقراطي الحر بتحقيق أهداف الناتو. وهذا يشمل تحقيق ألمانيا هدف الـ2% على الأقل، ليصل في المستقبل إلى 3%. “إذا وافق الناتو على أهداف أعلى، فسوف نحققها أيضاً ونستثمر أكثر في أمننا”.
ماذا عن حزب البديل من أجل ألمانيا وحزب BSW واليسار؟
من ناحيته، يستخدم اليسار لهجة مختلفة كلياً. فقد صرح زعيم الحزب جان فان أكين لوكالة الأنباء الألمانية أن ميزانية الدفاع الحالية البالغة 52 مليار يورو كافية تماماً للدفاع الوطني. ولا يذكر البرنامج الانتخابي لتحالف ساره فاغنكنخت أي رقم محدد للإنفاق المحتمل على الأسلحة. إذ يصف الحزب نفسه بأنه “حزب السلام الثابت الوحيد في البوندستاغ الألماني”.
أما مسودة البرنامج الانتخابي لحزب البديل من أجل ألمانيا، والتي من المقرر أن يتم تحديدها في مؤتمر الحزب الشهر الحالي، فتنص ببساطة على أن الجيش الألماني يجب أن يكون “مجهزاً بشكل جيد مالياً”. وقالت زعيمة الحزب، أليس فايدل، إن الحكومة التي يقودها حزب البديل من أجل ألمانيا سترفع ميزانية الدفاع بشكل كبير، لكن دون إعطاء رقم محدد.