الثلاثاء, أبريل 29, 2025
21.2 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

إصدارات أسبوعية

ألمانيا ـ من يقف وراء سلسلة التهديدات الهجينة المستمرة؟

خاص – شهدت ألمانيا سلسلة من أعمال التخريب التي أدت إلى تدمير مئات السيارات في جميع أنحاء البلاد، حيث تعرضت أكثر من 270 مركبة للهجوم في بادن فورتمبيرغ وبرلين وبراندنبورغ وبافاريا. وقام الجناة بسد أنابيب عوادم السيارات، وتركوا ملصقات تحمل شعار “كن أخضر!” في مسرح الجريمة، بالإضافة إلى صورة لوزير الاقتصاد الاتحادي روبرت هابيك.

في البداية، اتجهت الشكوك نحو نشطاء المناخ المتطرفين، لكن بعد عملية تفتيش أجرتها الشرطة في شونيفيلد، براندنبورغ، في ديسمبر 2024 تغير تقييم المحققين. فقد تم التعرف على ثلاثة مشتبه بهم من جنوب ألمانيا – صربي وبوسني وألماني. وخلال عمليات البحث اللاحقة، عثر رجال الأمن على عدة علب من رغوة البناء، بالإضافة إلى هواتف محمولة وأجهزة كمبيوتر محمولة.

وكشف تحقيق جديد أن أحد المتهمين في سلسلة أعمال التخريب التي استهدفت سيارات في ألمانيا اعترف بأنه جرى تحريضهم على تنفيذ الهجمات من قبل صربي من أصل روسي. ووفقاً لتقارير صحفية، فقد أعطاهم العميل تعليمات مفصلة عبر خدمة الرسائل Viber، ووعد بـ100 يورو لكل مركبة متضررة. كما طُلب منهم إرسال صور للسيارات المعطلة كدليل على العمل.

وتم بالفعل تسليم جزء من المبلغ، والذي يصل إلى عدة آلاف من اليورو. كما يُظهر الكشف أن الهجمات كانت مدفوعة بالمال، وأن هناك علاقة بين المتهمين والعميل الصربي من أصل روسي.

وتشتبه الدوائر الأمنية في أن الهجمات جزء من حملة مستهدفة للتأثير على الحملة الانتخابية الفيدرالية بهدف إثارة الكراهية ضد الخضر ومرشحهم لمنصب المستشار هابيك. فلو تبين أن الشكوك صحيحة، فمن شأن تحذيرات وكالة مكافحة التجسس الألمانية أن تتأكد: إذ منذ فترة، كان المكتب الاتحادي لحماية الدستور يشير إلى خطر النفوذ الأجنبي في الحملة الانتخابية الفيدرالية. ومن المرجح أن روسيا على وجه الخصوص “لديها المصلحة الأعظم والأكثر وضوحاً في التأثير على الانتخابات لصالحها”.

بدلاً من الاعتماد على جواسيس مدربين تدريباً احترافياً، تلجأ الأجهزة السرية الروسية بشكل متزايد إلى ممثلين عديمي الخبرة ــ غالباً من الشباب القادمين من أوساط إجرامية صغيرة. ومقابل الحصول على المال، من المفترض أن يقوموا بعمليات سرية في أوروبا، تتراوح من رسم الشعارات الدعائية على الجدران إلى أعمال التخريب. ويشير خبراء الأمن إلى هذا التطور باعتباره زيادة في استخدام ما يسمى بـ”العملاء منخفضي المستوى”.

وتفترض أجهزة الاستخبارات الغربية أن روسيا قد استخدمت هذه الطريقة من قبل في عمليات التخريب في مدن أخرى، مثل باريس ولندن. ويُشتبه أيضاً في أن الأشخاص المتورطين في هذه العمليات قد يكونوا متورطين أيضاً في حادثة الجهاز الحارق في طرد شحن جوي في مطار لايبزيغ. ويُظهر الأمر أن روسيا قد تستخدم هذه الأساليب لتحقيق أهدافها السياسية، كما يتطلب مزيداً من التحقيق والمراقبة.

https://hura7.com/?p=43813

الأكثر قراءة