خاص – ترجمة – قال رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الألماني في 27 نوفمبر 2024 إن أعمال التخريب التي تقوم بها روسيا ضد أهداف غربية قد تدفع حلف شمال الأطلسي في نهاية المطاف إلى التفكير في تفعيل المادة الخامسة من بند الدفاع المشترك في ميثاق الحلف. وقال رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية الألمانية برونو كال، في حديثه خلال فعالية لمؤسسة DGAP البحثية في برلين في 27 نوفمبر 2024، إنه يتوقع أن تواصل موسكو تصعيد حربها الهجينة.
وأشار إلى أن “الاستخدام المكثف للتدابير الهجينة من جانب روسيا يزيد من خطر قيام حلف شمال الأطلسي في نهاية المطاف بالتفكير في الاستعانة ببند الدفاع المتبادل المنصوص عليه في المادة الخامسة من ميثاقه. وفي الوقت نفسه، فإن التصعيد المتزايد للإمكانات العسكرية الروسية يعني أن المواجهة العسكرية المباشرة مع حلف شمال الأطلسي تصبح أحد الخيارات المحتملة للكرملين”.
وبموجب المادة الخامسة، إذا تعرض أحد أعضاء حلف شمال الأطلسي لهجوم، فإن الأعضاء الآخرين في الحلف ملزمون بمساعدته على الرد. حذر حلف شمال الأطلسي وأجهزة الاستخبارات الغربية من أن روسيا تقف وراء عدد متزايد من الأنشطة العدائية في جميع أنحاء المنطقة الأوروبية الأطلسية، والتي تتراوح من الهجمات الإلكترونية المتكررة إلى الحرق العمد المرتبط بموسكو – وكلها أمور تنفيها روسيا.
وقال كاهل إن الجيش الروسي من المرجح أن يكون قادرا على مهاجمة حلف شمال الأطلسي بحلول نهاية العقد، مضيفا أن حرب موسكو على أوكرانيا تعني أنها تمتلك قوات أثبتت كفاءتها في المعارك تحت قيادتها، وهو ما يزيد من التهديد الناجم عن قواتها التقليدية، في حين أنها تتقن أيضا حرب الطائرات بدون طيار الحديثة.
قال رئيس الاستخبارات الروسية إن كبار المسؤولين في وزارة الدفاع الروسية يشككون في ما إذا كان سيتم تفعيل المادة الخامسة من ميثاق حلف شمال الأطلسي (ناتو)، بما في ذلك التدابير الوقائية الأميركية لأوروبا، في حالة الطوارئ، بحسب تقييم خبرائه. “ليس لدينا أي مؤشر حتى الآن على أن روسيا تنوي خوض الحرب، ولكن إذا سيطرت مثل هذه المشاعر على الحكومة في موسكو، فإن خطر المواجهة العسكرية سوف ينمو خلال السنوات القادمة”.
وقال كاهل إنه إذا هاجمت روسيا أحد أو العديد من حلفاء الناتو، فإنها لن تفعل ذلك من أجل الاستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضي، بل من أجل اختبار الخطوط الحمراء التي وضعها الغرب بهدف هزيمة الوحدة الغربية وحلف الناتو كتحالف دفاعي. وأضاف “من وجهة نظر روسيا، يمكن تحقيق هذا الهدف إذا ظلت المادة الخامسة دون تأثير في حال وقوع هجوم روسي”.
“ولكي نحقق هذا الهدف، لا نحتاج إلى إرسال جيوش دبابات غرباً، بل يكفي إرسال رجال إلى دول البلطيق لحماية الأقليات الروسية المهددة أو تعديل الحدود في سفالبارد”.