جريدة الحرة
وكالات ـ قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية إن المستشار فريدريش ميرتس دعا خلال محادثة هاتفية مع الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى دعم الجهود الرامية لوقف إطلاق النار في أوكرانيا.
وجاء في بيان رسمي للحكومة الألمانية: “أجرى المستشار الألماني فريدريش ميرتس يوم الجمعة اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الصيني شي جين بينغ. وأفاد المستشار الألماني بالجهود المشتركة التي تبذلها أوروبا والولايات المتحدة للتوصل إلى وقف سريع لإطلاق النار (في أوكرانيا). ودعا إلى دعم هذه الجهود”.
وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قد صرح مؤخراً بأن الدعوات الصادرة من أوروبا لوقف إطلاق النار غير المشروط في أوكرانيا تهدف إلى استغلال الوقت لإعادة تسليح كييف.
وقال إن الدعوات الأوروبية لوقف إطلاق النار تأتي بعد عدة سنوات من موقف مختلف تماماً، عندما رفض الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي أي مفاوضات مع روسيا حتى تكتسب أوكرانيا موقفاً تفاوضياً أقوى وتلحق هزيمة استراتيجية بروسيا.
تُبرز هذه التطورات أن ألمانيا، من خلال المستشار ميرتس، تسعى إلى تعزيز دورها في إيجاد حل سلمي للأزمة الأوكرانية، وذلك من خلال التواصل المباشر مع الصين، باعتبارها لاعباً دولياً مؤثراً. ومن خلال دعوته للرئيس الصيني لدعم جهود وقف إطلاق النار، يتضح أن برلين ترى في التعاون الدولي وسيلة ضرورية للضغط باتجاه التهدئة.
في المقابل، تُظهر تصريحات وزير الخارجية الروسي عمق انعدام الثقة بين موسكو والعواصم الغربية، إذ يرى أن هذه المبادرات لا تهدف إلى السلام الحقيقي بقدر ما تسعى إلى منح كييف وقتاً لإعادة التسلح. وبالتالي، يتضح أن تحقيق وقف إطلاق نار دائم يتطلب أكثر من مجرد دعوات دبلوماسية، إذ لا بد من بناء الثقة بين الأطراف المتصارعة والتوصل إلى تفاهمات شاملة تأخذ في الاعتبار المخاوف الأمنية والسياسية لجميع الجهات المعنية.
وأعلن لافروف مواصلة روسيا صياغة مذكرة التسوية مع أوكرانيا، واستعدادها لنقل مقترحاتها إلى كييف في جميع الأحوال. وأضاف خلال كلمته في مؤتمر “الأراضي التاريخية لروسيا الجنوبية، الهوية الوطنية وتقرير مصير الشعوب”: “نعم، نحن مع المفاوضات. نعم، سيكون هناك جولة ثانية من المفاوضات. وقد أكد الطرف الآخر ذلك، وهذا في حد ذاته تطور إيجابي”.
وتابع الوزير الروسي: “العمل جار على المذكرة. لا أعرف مدى تقدم الجانب الآخر، لكن عملنا في مرحلة متقدمة بالفعل. سنقوم في جميع الأحوال بتسليم هذه المذكرة للأوكرانيين كما اتفقنا، ونأمل أن يفعلوا الشيء نفسه”.
وكان دميتري بيسكوف، المتحدث الرسمي باسم الكرملين، قد أعلن أن العمل على مذكرة التفاهم حول معاهدة السلام المستقبلية مع أوكرانيا يسير بوتيرة ديناميكية.
يذكر أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أعلن في أعقاب المكالمة الهاتفية التي جرت في 19 مايو مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن “موسكو مستعدة للعمل مع كييف على صياغة مذكرة تفاهم حول معاهدة سلام مستقبلية، والتي قد تشمل، ضمن أمور أخرى، مسألة وقف إطلاق النار ومبادئ تسوية النزاع”.
