dwـ كشفت تقارير أن الحزب الليبرالي كان يخطط للخروج من حكومة شولتس المعروفة بـ “ائتلاف إشارة المرور” منذ فترة طويلة متحدثة عن اجتماعات سرية وأوراق استراتيجية. فهل كان الحزب يسعى لإسقاط الحكومة قبل إقالة وزير المالية ليندنر؟
أعرب ساسة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي ينتمي إليه المستشار الألماني أولاف شولتس، عن غضبهم إزاء تقارير إعلامية أفادت بأن الحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي) كان يستعد لإنهاء الائتلاف الحاكم (ائتلاف إشارة المرور) منذ نهاية سبتمبر/أيلول الماضي.
وكتب وزير العمل الألماني، هوبرتوس هايل، عبر منصة “إكس”: “المسؤولية صارت كلمة أجنبية، والخبث صار وسيلة… صدمت بشدة من هذا السلوك للحزب الديمقراطي الحر”.
ووصف وزير الصحة كارل لاوترباخ العملية التي تحدثت عنها صحيفتا “دي تسايت” و”زود دويتشه تسايتونغ” بأنها “خيبة أمل لا تصدق”.
ووفق لتقرير استقصائي أعدته أسبوعية “دي تسايت” الألمانية، استعد الحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي)، الذي يقوده وزير المالية السابق كريستيان ليندنر، بدقة لإنهاء الائتلاف الحاكم، الذي كان يقوده الاشتراكيون ويضم كذلك حزب الخضر.
وأشار التقرير إلى أن الحزب ناقش خلال عدة اجتماعات سيناريوهات مختلفة، بمشاركة أعضاء الحزب الذين كانوا يشغلون حقائب وزارية في حكومة المستشار أولاف شولتس.
واستندت الصحيفة في تقريرها إلى عدة مصادر مطلعة على الأحداث. كما أطلع فريق التحرير أيضاً على مستندات صدرت في تلك الأسابيع. ورفضت الأطراف المعنية التعليق على الاستفسارات التي وجهتها لهم الصحيفة.
وبحسب التقرير، ذكر وزير العدل السابق ماركو بوشمان، من الحزب الديمقراطي الحر، أنه لا يريد تأكيد أو نفي صحة التصريحات المذكورة.
وقالت وزيرة التعليم السابقة بيتينا شتارك-فاتسينغر وزعيم الكتلة البرلمانية للحزب الديمقراطي الحر كريستيان دور ووزير النقل فولكر فيسينغ، الذي ترك الحزب منذ ذلك الحين وبقي في حكومة شولتس، إنهم بصفة مبدئية لن يدلوا ببيانات عن اجتماعات داخلية.
كما نقلت “دي تسايت” عن متحدث باسم الحزب قوله إنه خلال الأشهر الماضية “تم مراراً تقييم مشاركة الحزب في الحكومة في جولات مختلفة”، وأضاف: “بالطبع تم أخذ سيناريوهات بعين الاعتبار والحصول على صورة عن الأجواء”.
وخلال الأيام الأخيرة، تبادل الحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الديمقراطي الحر الاتهامات بالتسبب في إنهاء الائتلاف الحاكم. وبعد طرده من الائتلاف، اتهم زعيم الحزب الديمقراطي الحر ووزير المالية السابق ليندنر المستشار شولتس بـ “التخطيط لإقالته”.
كما تسببت تصريحات وزير المالية الألماني الجديد يورغ كوكيز، من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، بشأن مسار تفكيك الائتلاف الحاكم في إثارة ضجة هذا الأسبوع.
وسئل كوكيز يوم الثلاثاء الماضي خلال القمة الاقتصادية لصحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” عن الوقت الذي علم فيه أنه سيحصل على وظيفة جديدة.
وأجاب المستشار الاقتصادي لشولتس ووزير المالية المعين قائلاً: “قبل ذلك بوقت قصير للغاية”، وبعد سؤاله بصورة أكثر تحديداً قال: “قبل يوم واحد من يوم الأربعاء، ناقشت لجنة الائتلاف الحاكم بصورة مجردة لأول مرة أن هذا قد يكون احتمالاً”.
وكان ساسة من التحالف المسيحي المعارض والحزب الديمقراطي الحر قد وجهوا اتهامات للمستشار شولتس بعد ذلك بالتسبب عمداً في طرد وزير المالية السابق ليندنر، وبالتالي التسبب في انهيار الائتلاف الحاكم قبل أسبوع.