الخميس, نوفمبر 6, 2025
23.4 C
Beirut

الأكثر قراءة

إصدارات أسبوعية

ألمانيا في قلب الردع النووي: تموضع استراتيجي أم تبعية محسوبة؟

جريدة الحرة

DWـ قدرت وزارة الدفاع الألمانية تكاليف إضافية لإعادة هيكلة مطار “بوشل” العسكري في منطقة آيفل لاستيعاب طائرات الشبح الأمريكية التي طلبها الجيش الألماني للردع النووي بحوالي 800 مليون يورو.

قالت  وزارة الدفاع الألمانية  ردا على استفسار من وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إنه المتوقع أن ترتفع التكاليف الإجمالية لإعادة هيكلة مطار بوشل العسكري في منطقة “آيفل” غرب البلاد والتي قدرت في البداية بـ1.2مليار يورو، إلى حوالي ملياري يورو، أي بتكلفة إضافية قدرها 800 مليون يورو وذلك حتى يتمكن المطار من استقبال طائرات إف ـ 35 الشبحبة الأمريكية الصنع.

وقالت متحدثة باسم الوزارة: “يشمل الحساب الأساسي جميع بنود الإنفاق المتوقعة حاليا وعوامل التكلفة، بما في ذلك أقساط المخاطر، ولكن نظرا للتحديات الخاصة التي يواجهها المشروع، لا يمكن أن يمثل هذا سعرا نهائيا ثابتا”.

متطلبات أمنية صارمة

وأوضحت المتحدثة أنه لا يمكن استبعاد زيادات إضافية في الأسعار، على سبيل المثال بسبب زيادة عدد الموظفين لتلبية “الجداول الزمنية الطموحة للغاية”، وقالت “سيجرى تحديد التكاليف الإجمالية بعد اكتمال المشروع في عام 2027”. وطلبت الحكومة الألمانية 35 طائرة مقاتلة من طراز “إف35-” من  الولايات المتحدة الأمريكية  بغرض مشاركة ألمانيا في الردع النووي لحلف شمال الأطلسي (ناتو).

ويمكن تزويد تلك المقاتلات بالقنابل النووية الأمريكية المخزنة في بوشل. وفي أواخر يونيو/ حزيران الماضي، أقرت وزارة الدفاع الألمانية بأن التكاليف سترتفع بمئات الملايين من اليورو. ومن المقرر توقيع عقد مع المقاول العام على الإطار الجديد للمشروع في أغسطس/ آب المقبل.

ويعزى ارتفاع التكلفة إلى المتطلبات الأمنية الصارمة وضغط الوقت الشديد. وقالت المتحدثة باسم الوزارة إنه لم يكن من الممكن في بداية المشروع تقدير التكاليف الإضافية التي ستسببها “المتطلبات الأمنية الهائلة التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية أيضا خلال العملية”، وأضافت “كان تأجيل المشروع لتجنب ارتفاع التكاليف خيارا غير وارد، إذ لا يمكن تأجيل الجدول الزمني الخاص بنشر طائرات إف35- اعتبارا من عام 2027″، موضحة أن تمديد فترة التنفيذ إلى ضعف المدة “في الظروف العادية” كان سيزيد أيضا التكاليف.

هل تدفع ألمانيا ثمن التبعيّة النووية؟

يُشير هذا المشروع إلى ما هو أبعد من مجرّد تطوير عسكري داخلي، فهو يعكس بوضوح حجم الارتباط الألماني بالاستراتيجية النووية لحلف الناتو، وتحديدًا بالمعايير التي تفرضها الولايات المتحدة. فارتفاع الكلفة ليس فقط نتيجة لمتطلبات تقنية أو لوجستية، بل أيضًا بسبب اشتراطات أمنية مشددة تمليها واشنطن لضمان جاهزية المنشأة لاستقبال طائرات “إف-35” المجهزة لحمل رؤوس نووية أمريكية. من هنا، تُطرح تساؤلات عدّة حول هامش القرار السيادي الألماني، إذ يبدو أن برلين لا تملك سوى الالتزام بالجدول الزمني والتكاليف، مهما بلغت، حفاظًا على موقعها داخل المنظومة الدفاعية الغربية.

https://hura7.com/?p=62597

الأكثر قراءة