الثلاثاء, أبريل 29, 2025
16.4 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

إصدارات أسبوعية

أمن أوروبا ـ هل تحل بكين محل واشنطن عالمياً؟

DW – حظيت مشاركة نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس في مؤتمر ميونيخ للأمن 2025 بقدر كبير من الاهتمام والتركيز الدولي، وخاصة من جانب الزعماء الأوروبيين. فقد أثارت عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض حالة من التوتر الشديد بين زعماء دول الاتحاد الأوروبي، وكان الشعور بعدم اليقين ملموساً للغاية في المؤتمر. لذلك، تركزت كل الأنظار على فانس لمعرفة كيف سيعمل على تهدئة تلك المخاوف.

إن خطاب فانس في مؤتمر ميونيخ للأمن في 14 فبراير 2025 لم يجعل الأمور إلا أسوأ. فقد أثار انتقاده الحاد لأوروبا حفيظة العديد من المشاركين، حيث وصف وزير الدفاع الألماني بيستوريوس تصريحاته بأنها “غير مقبولة”. ودفعت تعليقاته بشأن الحرب بين روسيا وأوكرانيا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى الإشارة إلى أن “العلاقة التي استمرت عقوداً من الزمان بين أوروبا وأمريكا تنتهي الآن”.

وفي الوقت نفسه، استخدم وزير الخارجية الصيني وانغ يي، الذي تحدث أيضاً في مؤتمر ميونيخ للأمن، لهجة أكثر توافقاً وتصالحاً في مخاطبة الأوروبيين. وقال إن بلاده تنظر إلى أوروبا باعتبارها شريكاً وليس منافساً، وعرض الاضطلاع بدور “بناء” في محادثات السلام بين أوكرانيا وروسيا. وأكد وانغ يي للمستشار الألماني أولاف شولتز أن الصين مستعدة لتعميق “التعاون الشامل” مع ألمانيا كجزء من الجهود الثنائية الإيجابية للحفاظ على السلام والاستقرار العالميين.

فرصة للصين

في حين تتجه الولايات المتحدة في عهد ترامب إلى الانغلاق على نفسها بشكل متزايد، وتنسحب من المنتديات والمعاهدات الدولية وتهدد بالانسحاب من حلف شمال الأطلسي، يبدو أن الصين ستتدخل بشكل متزايد في الشؤون العالمية. فهل يعني هذا أن بكين قد تحل محل واشنطن كحكم عالمي؟

يرى غراهام أليسون، أستاذ العلوم الحكومية في جامعة هارفارد وخبير في الشؤون الصينية، على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن: “لا شك في وجهة نظري أن الصين، كقوة صاعدة، تريد أن تكون كل ما يمكنها أن تكونه. وإذا انسحبت الولايات المتحدة من اتفاقيات التجارة، فإن البلدان التي تريد اتفاقيات تجارية من أجل النمو الاقتصادي، مثل الصين، سوف تملأ هذا الفراغ”.

وأكد أليسون أنه إذا استمر ترامب في الانسحاب من المؤسسات الدولية، فإن “الصين سوف تصبح بطلة. لقد لاحظ الرئيس الصيني شي جين بينغ أن هناك الكثير من الفرص هناك، وإذا لعبت الولايات المتحدة أوراقها بشكل سيئ، فإن ذلك يجعل من السهل على بكين أن تنجح”.

لقد استثمرت الصين بكثافة في العديد من أجزاء العالم، بما في ذلك آسيا وأفريقيا، مما زاد من نفوذها في هذه المناطق في العقود الماضية. وسواء كان الأمر يتعلق بأفغانستان أو الشرق الأوسط، فقد استخدمت الصين نفوذها للتوسط في النزاعات هناك.

هل يمكن أن تتقارب أوروبا والصين؟

أوضح ياو يانغ، مدير مركز الصين للأبحاث الاقتصادية بجامعة بكين: “إن أوروبا بحاجة إلى تبني سياسة مستقلة تجاه الصين، إذا كانت تريد توثيق العلاقات معها. وأضاف ياو: “إذا كانت الولايات المتحدة تحت حكم ترامب تريد إعطاء أولوية أكبر لقضاياها الداخلية، فينبغي لأوروبا أن تفعل الشيء نفسه. وينبغي لها أن تفعل ذلك من أجل دفاعها وأمنها وسياستها الخارجية. وهناك مساحة هائلة للتعاون بين الصين وأوروبا”.

لكن العلاقة الوثيقة بين الصين وروسيا قد تشكل عائقاً في هذا الصدد. فقد رحبت بكين مؤخراً بالخطوة التي اتخذها ترامب للتواصل مع نظيره الروسي فلاديمير بوتن لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وقالت إنها على استعداد للقيام بدورها. وأضاف أليسون أن “الصين تريد أن تقدم نفسها كصانعة سلام، وأنها لا تؤيد الحروب، وأنها تريد أن تشارك في إنهاء الحروب”.

يعتقد ياو أن إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا يصب في مصلحة الصين الاقتصادية. وأكد أن “الصين تتاجر مع كل من روسيا وأوكرانيا. لذا فإن بكين ترغب بالتأكيد في الدفع نحو السلام في تلك المنطقة”. لكن لكي تثق أوروبا في الصين، فمن الأهمية بمكان ألا يدعم شي اتفاقاً يتعارض مع مصالحها.

وسعى وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى طمأنة القادة الأوروبيين في ميونيخ بأنه يمكن الوثوق به، وأن السلام يمكن تحقيقه في أوكرانيا إذا شاركت جميع الأطراف المعنية في المفاوضات.

https://hura7.com/?p=44680

الأكثر قراءة