وكالات ـ لأول مرة، تبادل السبت وزير الخارجية عباس عراقجي والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف الحديث بشكل مباشر لبضع دقائق في مسقط وذلك بعد أن بدأت طهران وواشنطن حواراً غير مباشر هناك بوساطة عمانية، وسط تهديدات ترامب بعمل عسكري إذا فشل التفاوض.
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية إن الدولتين ستستأنفان حوارهما الأسبوع المقبل. وإيران، المتضررة من عقوبات طويلة، تسعى لتخفيف اقتصادي، بينما تطالب أمريكا وإسرائيل بمنع إيران من السلاح النووي. وتبادلت المحادثات مواقف أولية، لكن إيران تنفي طابعها المباشر، ويرى خبراء الحل شمولياً.
وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن طهران وواشنطن، بعد محادثات نادرة استمرت ساعتين ونصف الساعة في عُمان السبت حول البرنامج النووي الإيراني، ستستأنفان حوارهما الأسبوع المقبل.
وأوضح بيان الوزارة أن وزير الخارجية عباس عراقجي والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف اتفقا على مواصلة النقاشات، مع تبادل مباشر للحديث بينهما لبضع دقائق خلال اللقاء.
محادثات غير مباشرة
وكانت محادثات غير مباشرة قد انطلقت السبت في عمان بين وزير الخارجية الإيراني ومبعوث دونالد ترامب، حسبما أعلنت طهران، وسط تهديدات أمريكية بعمل عسكري إذا لم تُبرم صفقة جديدة.
وتعد هذه المباحثات الأرفع مستوى منذ انسحاب ترامب عام 2018 من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، الذي كان يهدف إلى رفع العقوبات مقابل قيود على برنامج إيران النووي.
وساطة عمانية تبدأ الحوار
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية اسماعيل بقائي عبر منصة “إكس” إن هذه المباحثات بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي وستيف ويتكوف، موفد الرئيس الأمريكي، “بدأت بفضل وساطة وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي”.
ولاحقاً، صرح بقائي للتلفزيون الرسمي: “إنها بداية (…) لا نتوقع أن تكون هذه الجولة من المباحثات طويلة جداً”، لافتاً إلى أن الجانبين يتبادلان “مواقفهما المبدئية” عبر وسيط عماني.
سعي إيران لاتفاق عادل
وقبيل بدء المحادثات، قال عباس عراقجي، بحسب مقطع فيديو نشره التلفزيون الرسمي، إنّ بلاده تسعى لاتفاق “عادل ومشرف”.
وصرح أنّ “نيتنا هي التوصل إلى اتفاق عادل ومشرف على أساس المساواة. وإذا تبنى الطرف الآخر أيضاً الموقف نفسه، فمن المأمول أن تكون هناك فرصة للتوصل إلى تفاهم أولي يفضي إلى مسار تفاوضي”.
توترات إقليمية وعقوبات
وتسعى إيران، التي أضعفت حربان خاضتهما إسرائيل في قطاع غزة ولبنان حليفين رئيسيين لها هما حركة حماس وحزب الله، إلى تخفيف وطأة العقوبات المفروضة عليها منذ سنوات طويلة والتي تخنق اقتصادها.
ووافقت طهران على هذا الاجتماع رغم معارضتها لسياسة “الضغوط القصوى” التي تنتهجها إدارة ترامب حيالها والتهديدات العسكرية المتكررة.
مطالب أمريكية متشددة
يقود مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف الوفد الأمريكي في عمان، التي لطالما قامت بدور الوسيط بين إيران والدول الغربية.
وقال ويتكوف لصحيفة وول ستريت جورنال: “موقفنا اليوم” ينطلق بمطالبة إيران بتفكيك برنامجها النووي بالكامل، وهو موقف يتمسك به المتشددون في أوساط ترامب لكن لا يتوقع كثيرون أن تقبل به إيران.
وأضاف: “هذا لا يعني أننا على هامش ذلك لن نجد طرقاً أخرى للتوصل إلى تسوية بين البلدين”، مؤكداً أن “الخط الأحمر بالنسبة لنا هو عدم إضفاء الطابع العسكري على القدرة النووية” الإيرانية.
في المقابل، تسعى الولايات المتحدة ومعها حليفتها إسرائيل، عدوة طهران اللدودة، إلى الحيلولة دون اقتراب إيران من امتلاك السلاح النووي.
وفي مؤشر إلى التباعد بين الجانبين، لم يتم تأكيد صيغة المحادثات حتى الآن، إذ وصفتها الولايات المتحدة بأنها “مباشرة”، في حين تصرّ إيران على وجود وسيط.
وبعد وصوله إلى مسقط، حدد عباس عراقجي موقف إيران من المحادثات “غير المباشرة” خلال لقائه نظيره العماني بدر بن حمد البوسعيدي، على ما جاء في بيان إيراني.
وأوضحت وزارة الخارجية الإيرانية: “عرض عراقجي على نظيره العماني أسس إيران ومواقفها من المحادثات لنقلها إلى الطرف الآخر”.