وكالات ـ ارتفعت أسهم شركات الأسلحة في أوروبا يوم الإثنين تزامناً مع انعقاد القمة الأوروبية لمناقشة الوضع في أوكرانيا والأمن الإقليمي.
وحققت أسهم شركة “ليوناردو” الإيطالية مكاسب بنحو 5.27% في التعاملات اليومية حتى الساعة 11 صباحاً من يوم الإثنين بتوقيت وسط أوروبا، بينما ارتفعت أسهم شركة “راينميتال” الألمانية بنسبة 7.83%.
كما ارتفع سهم شركة “هينسولدت” الألمانية بنسبة 9.81%، وسجل سهم “ساب” السويدية مكاسب بنسبة 10.34%، بينما شهد سهم “تاليس” الفرنسية ارتفاعاً بنسبة 4.72%.
يأتي ذلك فيما تعمل أوروبا على إقرار حزمة أسلحة جديدة لدعم كييف، على الرغم من عدم الإعلان عن تفاصيلها بعد.
واستضافت العاصمة الفرنسية باريس عدداً من ساسة ألمانيا والمملكة المتحدة وإيطاليا وبولندا والدنمارك وإسبانيا وهولندا، لمناقشة الوضع في أوكرانيا. وأتى الاجتماع في الوقت الذي تتزايد فيه المخاوف من إقصاء واشنطن للاتحاد الأوروبي من المفاوضات المقررة في الرياض.
في هذا السياق، يعتقد المراقبون أنه يمكن تفسير ارتفاع أسهم شركات الأسلحة بعدة عوامل: منها سياسة ترامب، وتصريحات مؤتمر ميونيخ، ودعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإنشاء “جيش أوروبي”.
تأثير ترامب
منذ تنصيب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، غيّر البيت الأبيض من خطابه ورؤيته حول الحرب الروسية في أوكرانيا، حيث دفع باتجاه إنهاء الحرب بشكل سريع.
وقال الزعيم الجمهوري يوم الأحد إنه يعتقد أنه قد يجتمع “قريباً جداً” مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لمناقشة إنهاء الحرب، وذلك بعد محادثة هاتفية مطولة مع الرئيس الروسي.
في الوقت ذاته، أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أنه سيلتقي بنظيره الروسي سيرغي لافروف في المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع.
وكان كيث كيلوغ، المبعوث الأمريكي الخاص إلى أوكرانيا، قد صرح بأنه لن يتم إشراك القادة الأوروبيين في أي مناقشات بين الولايات المتحدة وروسيا حول إنهاء الحرب، مشيراً إلى أن المفاوضات السابقة فشلت بسبب مشاركة الكثير من الأطراف.
ورغم نفي روبيو إقصاء الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا من المحادثات، يعتقد البعض أن الرئيس الأوكراني، المتواجد حالياً في دولة الإمارات، لن يجلس على طاولة المفاوضات.
مؤتمر ميونيخ
من جانب آخر، يُعزى ارتفاع أسهم المعدات القتالية إلى تعليقات القادة في مؤتمر ميونيخ للأمن. فخلال الفعالية، قال الأمين العام للناتو مارك روته إن هدف إنفاق الحلف سيكون “أكثر بكثير من 3%” من الناتج المحلي الإجمالي. وأضاف أن أعضاء الناتو سيحتاجون إلى الالتزام “بجدول زمني قوي”.
وفي الوقت نفسه، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين إن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تنفق حالياً 2% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، لكنها شددت على ضرورة زيادة هذا الاستثمار “بمئات المليارات من اليورو” كل عام.
جيش أوروبا
من جهته، وصف روس مولد، مدير الاستثمار في شركة AJ Bell، تصريحات روته بأنها وضعت “صاروخاً تحت أسهم شركات الدفاع”.
وقال مولد: “ارتفعت أسهم شركات الأسلحة بقوة منذ غزو روسيا لأوكرانيا حيث رأى المستثمرون أن الأحداث الصادمة ستحفز الحكومات في جميع أنحاء العالم على تحصين دفاعاتها الخاصة”.
وأضاف قائلاً: “إن تصريحات روته تؤكد فعلياً هذا الاتجاه في التفكير، وقد عملت كمحفز آخر لأسعار الأسهم”.
وكان ترامب قد طالب في يناير/كانون الثاني الماضي، الأعضاء الأوروبيين في حلف الناتو بإنفاق 5% من دخلهم القومي على الدفاع، بحجة أن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية كبيرة في الحفاظ على السلام في المنطقة.
وخلال مؤتمر ميونيخ للأمن، دعا زيلينسكي إلى إنشاء “جيش أوروبا”، بعدما تراجعت واشنطن عن دعمها.