خاص – حذر مسؤول كبير في مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة من أن التهديد الذي يشكله المتطرفون العالميون قد توسع بشكل كبير، على الرغم من تراجع الموارد اللازمة لمواجهتهم. حيث قال سيباستيان جوركا، نائب مساعد الرئيس دونالد ترامب والمدير الأول لمكافحة الإرهاب، في 11 فبراير 2025، في مؤتمر بواشنطن نظمه مجلس السياسة الخارجية الأمريكية، إنه استند في تقييمه للتهديد الحالي إلى عدة عوامل.
أضاف جوركا أن “السبب الأول هو أن الجماعات الإرهابية أصبحت أكثر انتشاراً جغرافياً من أي وقت مضى، مع امتداد شبكاتها عبر منطقة الساحل، ووسط وشرق أفريقيا، والشرق الأوسط وآسيا الوسطى”. وتابع: “لن نذكر هنا سوى مثال واحد، فدول غرب أفريقيا مثل بنين وتوغو، التي كانت في السابق معرضة بشكل ضئيل للتهديدات الإرهابية، تشهد الآن وجود جهات إرهابية على أراضيها وأماكن أخرى، مما يؤثر على سيادتها الوطنية”.
وأفادت بنين وتوغو عن وقوع هجمات شنها تنظيم “القاعدة”، وهو ما يمثل توسعاً للعنف الذي ينفذه التنظيم في النيجر ومالي وبوركينا فاسو. وقال جوركا إن الجماعات الإرهابية أصبحت قادرة بشكل متزايد على استخدام أشكال جديدة من التكنولوجيا لتنفيذ مهامها وأنشطتها. وأضاف أن الإرهابيين “يظلون كيانات قادرة على التكيف بدرجة كبيرة… فإذا ما نظرت إلى استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة التطبيقات المشفرة للتواصل، تجد أن هؤلاء الأفراد قد تأقلموا مع البيئة التكنولوجية الجديدة”.
كما أكد جوركا على أن “الجهات الإرهابية العالمية على استعداد للاستفادة من نقاط الضعف الأمنية العالمية، وخاصة حقيقة أنه لم تكن لدينا حدود جنوبية منذ أربع سنوات”.
الشرق الأوسط
يقول جوركا إن الجماعات في الشرق الأوسط، بما في ذلك “حزب الله”، التي صنفتها الولايات المتحدة وبريطانيا ودول غربية أخرى على أنها “جماعات إرهابية”، تعرضت لتهميش شديد. فقد اندلعت الحرب في غزة بعد الهجوم الذي شنته “حماس” على إسرائيل في أكتوبر2023 والذي أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي وأسر 250 رهينة. بينما أسفر الهجوم الذي شنته إسرائيل عن مقتل أكثر من 48200 فلسطيني، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال، وفقاً للسلطات الصحية في غزة.
“ونتيجة لهذا، تم إضعاف جماعات مثل “حزب الله” و”حماس” بشكل جذري”، بحسب جوركا. فلِمَ مهد هذا الطريق؟ انهيار نظام [بشار] الأسد في سوريا. ويمثل الأمران معاً ضربة مدمرة لأكبر راعي عالمي للإرهاب كدولة قومية – قدرة إيران على الإضرار بمصالحنا ومصالح أصدقائنا وشركائنا”.
الغارات الجوية الامريكية في الصومال
وقدم جوركا أيضاً مزيداً من التفاصيل حول الغارات الجوية التي نفذت في الأول من فبراير 2025 واستهدفت مقاتلي تنظيم “داعش” في منطقة بونتلاند شمال شرق الصومال. وتم تنفيذ الضربات من قبل القيادة الأمريكية في أفريقيا وبموافقة ترامب والتنسيق مع الصومال. وقال: “أخبرنا الرئيس أن هناك مجمع كهوف في شمال الصومال مليء بعناصر داعش”. وأضاف: “كنا نراقبه لسنوات، لكن الإدارة السابقة رفضت اتخاذ أي إجراء”.
وبحسب القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا، قُتل 14 مسلحاً، بينهم أحمد ماء العينين، الذي وصف بأنه “مجند وممول وقائد عمليات خارجية مسؤول عن نشر الجهاديين في الولايات المتحدة وفي مختلف أنحاء أوروبا”. وقال مسؤولون صوماليون إنه من عمان، على الرغم من أن الولايات المتحدة لم تعلق على جنسيته.
وذكر جوركا أثناء عرض مقطع فيديو للغارة الجوية: “الشخص الذي رأيته في اللقطات ليس مجرد جندي مشاة. إنه مجند ومدرب وممول لـ”داعش”، وهو أحد الرجال الذين يصعب استبدالهم. كنا نراقبه منذ فترة”. وتم تنفيذ الضربات بواسطة طائرات مقاتلة انطلقت من حاملة الطائرات “يو إس إس هاري إس ترومان”، التي كانت في البحر الأحمر في ذلك الوقت. وأعلنت القوات الصومالية في بونتلاند عن تحقيق نجاحات ضد المتطرفين. فقد قُتل العشرات بعد أن صدت قوات بونتلاند هجوماً معقداً شنه المتطرفون في 11 فبراير 2025. وقد قامت الولايات المتحدة بتدريب قوات صومالية نخبوية بينما، حتى الآن، ليس ثمة أي تغيير معلوم علناً في الدعم الأمني الأمريكي للصومال.