الأحد, فبراير 9, 2025
0.2 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

أمن دولي ـ القوى الغربية والأوروبية تحذر سوريا من وجود جهاديين

خاص – ترجمة – قال مصدران مطلعان إن مبعوثين أميركيين وفرنسيين وألمان حذروا سوريا من أن تعيين جهاديين أجانب في مناصب عسكرية عليا يمثل مصدر قلق أمني لأوروبا. حيث أكد مسؤول أميركي إن التحذير الذي وجهته الولايات المتحدة، والذي يأتي في إطار الجهود الغربية لدفع الزعماء السوريين الجدد إلى إعادة النظر في هذه الخطوة، صدر خلال اجتماع بين المبعوث الأميركي دانييل روبنشتاين وأحمد الشرع.

وأضاف المسؤول أن “هذه التعيينات لن تساعدهم في تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة”. وشدّد مسؤول مطلع على المحادثات على أن وزيري خارجية فرنسا وألمانيا، جان نويل بارو وأنالينا بيربوك، تطرقا إلى قضية المقاتلين الأجانب المجندين في الجيش خلال اجتماعهما مع الشرع في الثالث من يناير 2025.

وقادت “هيئة تحرير الشام” هجوماً أطاح بالنظام لسوري السابق في الثامن من ديسمبر 2024. ومنذ ذلك الحين، نُصّبت حكومة وحلت الجيش السوري. وهي تبذل الآن جهوداً لإعادة تشكيل القوات المسلحة. وتم إحصاء نحو 50 مطلوباً داخل الجيش السوري المعاد تشكيله، من بينهم 6 مقاتلين أجانب على الأقل، ضمنهم صينيون وأويغور من آسيا الوسطى، ومواطن تركي، ومصري، وأردني.

وقال مصدر عسكري سوري إن ثلاثة منهم حصلوا على رتبة عميد، وثلاثة آخرين على الأقل حصلوا على رتبة عقيد. وتضم “هيئة تحرير الشام” والجماعات المتحالفة معها مئات المقاتلين الأجانب في صفوفها والذين قدموا إلى سوريا خلال 13 عاماً، وكثيرون منهم من أتباع الجماعات المتطرفة.

وتنظر العواصم الأوروبية والغربية عموماً إلى المقاتلين الأجانب باعتبارهم تهديداً أمنياً رئيسياً، لأنها تشتبه في أن بعضهم قد يسعى إلى تنفيذ هجمات في بلدانهم الأصلية بعد اكتساب الخبرة في الخارج. وبحسب المسؤولين في الإدارة السورية الجديدة، فإن المقاتلين الأجانب قدموا تضحيات للمساعدة في الإطاحة بالنظام السابق وسيكون لهم مكان في سوريا، وأضافوا أنه يمكن منحهم الجنسية.

خلال الحرب، شكل بعض المقاتلين الأجانب في سوريا مجموعات مسلحة خاصة بهم، في حين انضم آخرون إلى تشكيلات قائمة مثل تنظيم “داعش” الذي اجتاح العراق وسوريا قبل أن تتم هزيمته. وانضمت مجموعات أخرى من الجهاديين الأجانب إلى “هيئة تحرير الشام”، التي نفت صلاتها السابقة بتنظيمي “القاعدة” و”داعش”.

وتتعاون الولايات المتحدة والدول الأوروبية ودول الخليج العربية مع الإدارة الجديدة لمحاولة دفعها نحو انتقال سياسي شامل، وكذلك السعي إلى التعاون في مكافحة الإرهاب والحد من النفوذ الإيراني في المنطقة. لكنهم يظلون حذرين بشأن الكيفية التي ستتمكن بواسطتها الجماعات المسلحة – الذين تحولوا إلى حكام – من إدارة البلاد. كما لديهم تساؤلات حول كيفية جمع المجموعات المتباينة ذات وجهات النظر المختلفة حول الاتجاه الذي ينبغي أن تتخذه سوريا الجديدة.

ويقول المسؤول الأميركي ومصدر غربي إن دمشق فسرت تعيين المقاتلين الأجانب بقولها إنه لا يمكن ببساطة إرسالهم إلى أوطانهم أو إلى الخارج حيث قد يواجهون الاضطهاد، ومن الأفضل إبقاؤهم في سوريا. وأكد المسؤول الأميركي على أن السلطات أوضحت أن هؤلاء الأشخاص ساعدوا في تخليص سوريا من النظام السابق وأن بعضهم كان موجوداً في البلاد لأكثر من عشر سنوات وبالتالي كانوا جزءاً من المجتمع.

وأشار دبلوماسيون إلى أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية والعربية عارضت التعيينات لأنها تشتبه في أن هذه الخطوات قد ترسل إشارات مشجعة للجهاديين العابرين للحدود الوطنية. ومن بين الذين تم تعيينهم في منصب عميد المواطن الأردني عبد الرحمن حسين الخطيب، والمقاتل الصيني الأويغوري عبد العزيز داود خدابردي، المعروف أيضاً باسم زاهد.

وجرى تعيين المتشدد المصري علاء محمد عبد الباقي، الذي فر من مصر في عام 2013 وحكم عليه غيابياً بالسجن المؤبد في عام 2016 بتهمة الإرهاب. وكان يرأس جبهة “النصرة” المرتبطة بتنظيم “القاعدة” في مصر، وكان الرابط الرئيسي بينها وبين الجماعات الأخرى المرتبطة بـ”القاعدة”، بحسب مصادر أمنية مصرية.

ويقول دبلوماسيون ومحللون متخصصون في الشأن السوري إن الحكام الجدد للبلاد يواجهون تحدياً في تحقيق التوازن بين مصالح ومطالب العديد من الفصائل، بما في ذلك الأجانب، ومطالب القوى الغربية والعربية التي يحتاجون إلى دعمها لإعادة بناء البلاد.

كما أوضح آرون زيلين، الزميل البارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أن المنطق الذي تبنته دمشق لتعيين المقاتلين الأجانب في الجيش هو أنهم موثوق بهم ومخلصون، لكن حكام سوريا الجدد يريدون أيضاً منعهم من التسبب في مشاكل في البلاد أو في الخارج. وأضاف زيلين: “ربما يكون هذا طريقاً وسطياً يناسب الجميع، ونأمل أن يؤدي إلى عدم حدوث أي شيء خارج البلاد. غير أنهم أصبحوا الآن أيضاً جزءاً من المجتمع السوري”. وتابع: “لكنني أتخيل أنه لا تزال هناك مخاطر على المستوى المحلي فضلاً عن المخاوف على المستوى العالمي.”

https://hura7.com/?p=41627

الأكثر قراءة