السبت, فبراير 15, 2025
-1 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

أمن دولي ـ ترامب يعيد تصنيف جماعة الحوثي في ​​اليمن “منظمة إرهابية”

خاص – ترجمة – أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعاد تصنيف جماعة الحوثي في ​​اليمن “منظمة إرهابية أجنبية”. وستفرض هذه الخطوة عقوبات اقتصادية أشد من تلك التي فرضتها إدارة بايدن على الجماعة المتحالفة مع إيران رداً على هجماتها على الشحن التجاري في البحر الأحمر وضد السفن الحربية الأميركية. ويقول مؤيدو هذه الخطوة إنها متأخرة للغاية، على الرغم من أن بعض الخبراء يعتقدون أنها قد تكون ذات آثار على أي شخص يُنظر إليه على أنه يساعد الحوثيين، بما في ذلك بعض منظمات الإغاثة.

أكد البيت الأبيض في بيان أن “أنشطة الحوثيين تهدد أمن المدنيين والموظفين الأميركيين في الشرق الأوسط، وسلامة أقرب شركائنا الإقليميين، واستقرار التجارة البحرية العالمية”. ونفذ الحوثيون، الذين يسيطرون على معظم أنحاء اليمن، أكثر من 100 هجوم على السفن التي تبحر في البحر الأحمر منذ نوفمبر 2023، معللين بأنهم يتصرفون تضامناً مع الفلسطينيين في معرض حرب إسرائيل ضد “حماس” في غزة. وأغرقوا سفينتين واستولوا على أخرى وقتلوا أربعة بحارة على الأقل.

وأدت الهجمات إلى تعطيل الشحن العالمي، ما أجبر الشركات على تغيير مسارها إلى رحلات أطول وأكثر تكلفة حول جنوب أفريقيا لأكثر من عام. واستهدفت الجماعة جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، اللذين يربطهما مضيق باب المندب الضيق، وهو نقطة عبور بين القرن الأفريقي والشرق الأوسط. وفي عهد إدارة بايدن، سعى الجيش الأميركي إلى اعتراض هجمات الحوثيين لحماية حركة المرور التجارية، وشن ضربات دورية لتقليص القدرات العسكرية للحوثيين. لكنه لم يستهدف قيادة الجماعة.

في بداية ولايته الرئاسية في عام 2021، أسقط جو بايدن تصنيفات ترامب للإرهاب لمعالجة المخاوف الإنسانية داخل اليمن. وفي مواجهة هجمات البحر الأحمر، صنف بايدن العام 2024 الجماعة باعتبارها “منظمة إرهابية عالمية محددة بشكل خاص”. لكن إدارته امتنعت عن تطبيق تصنيف المنظمة الإرهابية الأجنبية الأكثر صرامة.

وترى منظمة أوكسفام الخيرية البريطانية أن هذه الخطوة من شأنها أن تؤدي إلى تفاقم معاناة المدنيين اليمنيين، وتعطل الواردات الحيوية من الغذاء والدواء والوقود. وأوضح سكوت بول، مدير السلام والأمن في منظمة أوكسفام أميركا، في بيان: “إدارة ترامب تدرك هذه العواقب لكنها اختارت المضي قدماً على أي حال، وستتحمل المسؤولية المتأتية عن ذلك”.

ويقول ديفيد شينكر، الذي كان مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى في إدارة ترامب الأولى، إن خطوة ترامب كانت مبكرة وواضحة للرد على ما وصفه بأنه إحدى القوى بالوكالة الرائدة لإيران في الشرق الأوسط. وأضاف شينكر “بينما من غير المرجح أن يكون لإعادة التصنيف تأثير إيجابي على سلوك جماعة الحوثي، فإن الإجراء يشير إلى أن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى حث الإيرانيين على التفاوض من خلال الإقناع”.

وذكرت إدارة ترامب أن الولايات المتحدة ستعمل مع الشركاء الإقليميين للقضاء على قدرات الحوثيين، وحرمانهم من الموارد “وبالتالي إنهاء هجماتهم على الموظفين والمدنيين الأميركيين، والشركاء الأميركيين، والشحن البحري في البحر الأحمر”. وأفاد البيت الأبيض بأن هذا التصنيف من شأنه أيضاً أن يؤدي إلى مراجعة واسعة النطاق لشركاء الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمقاولين العاملين في اليمن.

وأضاف البيت الأبيض: “الرئيس سيوجه الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بإنهاء علاقتها مع الكيانات التي دفعت أموالاً للحوثيين، أو التي عارضت الجهود الدولية لمواجهة الحوثيين بينما غضت الطرف عن إرهابهم وانتهاكاتهم”.

وأشار الحوثيون إلى أنهم قلصوا هجماتهم في البحر الأحمر في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار متعدد المراحل بين إسرائيل و”حماس”. كما أطلقت الجماعة سراح طاقم السفينة التجارية “غالاكسي ليدر” بعد أكثر من عام من استيلائها على سفينتهم التي ترفع علم جزر الباهاماس قبالة الساحل اليمني.

التهديد الإسرائيلي لجماعة الحوثي من المرجح أن ينمو في المستقبل

صرح باحثون دوليون لـVOA بأن جماعة الحوثي المدعومة من إيران في اليمن تبدو في وضع جيد لحماية قادتها من الضربات الانتقامية التي هددت إسرائيل بشنها مؤخراً. وتواجه إسرائيل أيضاً تحدياتها الخاصة في الانخراط المحتمل في استهداف قادة الحوثيين عن بعد، لكن هؤلاء الباحثين يقولون إن التهديد الإسرائيلي لجماعة الحوثي من المرجح أن ينمو في المستقبل.

ونفذت إسرائيل خمس غارات جوية بعيدة المدى على البنية التحتية للحوثيين وأهداف أخرى في اليمن منذ يوليو 2024، رداً على إطلاقهم مئات الطائرات بدون طيار والصواريخ في إطار حرب بالوكالة شنتها إيران ضد إسرائيل في أكتوبر 2023. واستخدمت جماعة الحوثي الصواريخ التي قدمتها إيران لمهاجمة سفن الشحن في البحر الأحمر. وبعد أحدث غارة إسرائيلية على اليمن في العاشر من يناير 2025، أصدر وزير الدفاع يسرائيل كاتس تحذيراً مصوراً لقادة الحوثيين، قائلاً “إسرائيل ستطاردكم” – مكرراً تهديده لقيادات الحوثيين.

ويقول وولف كريستيان بايس، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: “لا أعتقد أن التهديدات الإسرائيلية غيرت سلوك قادة الحوثيين كثيراً”. وأضاف: “منذ عام 2015، خاض الحوثيون معارك ضد القوات السعودية والإماراتية التي حاولت استهداف قيادتهم، وهو ما جعلهم أكثر وعياً بالأمن. ونادراً ما التقى الحوثيون بزوار من الأمم المتحدة أو غيرهم من الأجانب شخصياً أو أجروا مقابلات مع الصحفيين”.

ويرى إيلي كارمون، الباحث في المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب في إسرائيل، أن زعماء الحوثيين يبدو أنهم شددوا تلك الاحتياطات رداً على التطورات الأخيرة، بما في ذلك الضربات الخمس التي شنتها إسرائيل على اليمن، وعشرات الضربات التي تقودها الولايات المتحدة على أهداف للحوثيين في اليمن منذ يناير 2024، والهجمات الإسرائيلية على قادة وكلاء إيران في أماكن أخرى من المنطقة.

وأشار كارمون إلى أنه بعد من الغارة الجوية الإسرائيلية الأولى في اليمن في 20 يوليو 2024، أقامت إيران، راعية الحوثيين، حفل تنصيب لرئيسها الجديد مسعود بزشكيان، ولم يسافر الحوثي إلى إيران لحضور الحفل. أما رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، وهو زعيم آخر بالوكالة لإيران، فقد سافر إلى العاصمة الإيرانية لحضور حفل التنصيب، وتم اغتياله في قصف إسرائيلي.

وتعتقد أبريل لونغلي ألي، الباحثة في معهد السلام الأميركي، إن الحوثيين من المرجح أن يكونوا متشككين في استخدام تكنولوجيا الإرسال – خاصة بعد أن استخدمت إسرائيل أجهزة الاتصالات لمهاجمة “حزب الله” في سبتمبر 2024، ففجرت أولاً آلاف أجهزة النداء المزورة ثم مئات أجهزة الاتصال اللاسلكية المزورة التي سلمتها سراً إلى الجماعة اللبنانية.

وبعد الهجوم على أجهزة النداء، اغتالت إسرائيل زعيم “حزب الله”، حسن نصر الله، في غارة جوية على معقله في جنوب بيروت، مما أعطى الحوثيين سبباً إضافياً لتعزيز تأمين الجماعة للقيادات. وإلى جانب معقل الحوثيين في صعدة، يوجد للجماعة قيادة سياسية تدير سلطة غير معترف بها دولياً في صنعاء، تسمى المجلس السياسي الأعلى.

تكتيكات الحوثيين لحماية قادتهم غير كافية

يقول الباحثون إن الزعماء السياسيين والمتحدثين باسم جماعة الحوثي يظهرون بشكل منتظم في الأماكن العامة في صنعاء، ولكن عادة في أماكن يتواجد فيها العديد من المدنيين، ما يمنح هؤلاء المسؤولين درعاً بشرية من الهجمات الجوية المحتملة. لكن الباحثين اعتبروا أن تكتيكات الحوثيين لحماية قادتهم من الهجوم لها عيوبها أيضاً.

وأوضحت لونغلي ألي: “إن القادة العسكريين الحوثيين سيكونون متشككين للغاية بشأن استخدام الهواتف، وهذا من المرجح أن يصعب الأمور عليهم ما يستغرق وقتاً أطول لتبادل الرسائل بين صعدة وصنعاء”. وبحسب آري هيستين، الباحث المقيم في إسرائيل في مشروع مكافحة التطرف، فإن القادة العسكريين الحوثيين يخاطرون بفقدان أهميتهم في إدارة نظامهم إذا انقطعوا عن الاتصالات الإلكترونية لفترات طويلة. وأضاف هيستين: “إن إدارة دولة يبلغ عدد سكانها أكثر من 32 مليون نسمة تعاني من مشاكل خطيرة أمر أصعب من العزلة في بيئة نائية”.

الحوثيون أخطر بالنسبة لإسرائيل من “حزب الله”

يرجح الباحثون أن ضرب قادة الحوثيين أصعب بالنسبة لإسرائيل من استهداف قادة “حزب الله” والجماعات التابعة لإيران الأخرى الموجودة بالقرب من حدودها، لأن اليمن تبعد أكثر من 2000 كيلومتر. وتتطلب هذه المسافة عدة ساعات من الطيران للطائرات الحربية الإسرائيلية للوصول إلى أهدافها، مقابل دقائق لنفس الطائرات الحربية للوصول إلى الأراضي المجاورة.

وأضافوا أن إسرائيل تفتقر في اليمن إلى نفس النوع من مصادر الاستخبارات البشرية التي أنشأتها في لبنان والأراضي الفلسطينية قبل بدء الصراع الأخير، عندما كانت ترى أن اليمن يشكل تهديداً منخفضاً نسبياً.

ويشير كارمون، الباحث في مكافحة الإرهاب، إلى أنه إذا صمد وقف إطلاق النار في غزة وامتنع الحوثيون عن إطلاق المزيد من القذائف على إسرائيل، فإنه يتوقع أن تركز إسرائيل على سد ما أسماه فجوة استخباراتية “ضخمة” في اليمن. وأضاف أن إسرائيل يمكن أن تستخدم الطائرات بدون طيار بعيدة المدى والأقمار الصناعية والموارد البشرية وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع الولايات المتحدة والشركاء الإقليميين للقيام بذلك.

ووفق هيستين، فإن إسرائيل من المرجح أن تستخدم هجماتها المفاجئة في سبتمبر 2024 على “حزب الله”، والتي تطلّبت سنوات من التخطيط، كنموذج للتعامل مع التهديدات من اليمن. واختتم قائلاً: “إذا هدأ الحوثيون لفترة من الوقت، ففي المرة القادمة التي يبدأون فيها في التسبب بالمتاعب، وخاصة لإسرائيل والشحن الدولي، فمن المحتمل أن يكون لدى إسرائيل خطة للقضاء على قيادتهم”.

https://hura7.com/?p=42627

الأكثر قراءة