السبت, مارس 15, 2025
3 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

أمن دولي ـ سياسة “أميركا أولاً” تؤثر على العلاقات عبر الأطلسي

خاص – أدت سياسة “أميركا أولاً” التي ينتهجها الرئيس دونالد ترامب إلى تغيير نظرة الأوروبيين إلى التحالف عبر الأطلسي، بحسب استطلاع جديد للرأي. حيث أظهر استطلاع للرأي أجراه المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أن نصف المواطنين الأوروبيين يعتبرون الولايات المتحدة “شريكاً ضرورياً”، وهو أكثر من ضعف عدد الذين ينظرون إلى واشنطن باعتبارها “حليفاً”.

قال باول زركا، وهو زميل بارز في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، في 12 فبراير 2025 إن النتائج تظهر أن الدول الأوروبية أتيحت لها الفرصة لتعديل الطريقة التي تنظر بها إلى العلاقات عبر الأطلسي. ويقدم الاستطلاع صورة للرأي العام في القارة حول ما تعنيه إدارة ترامب للعلاقات الدولية.

سبقت الاستطلاعات إعلانات ترامب بشأن الرسوم الجمركية على الصين وكندا والمكسيك وصدامه مع الدنمارك بسبب مساعيه للحصول على إقليم غرينلاند المتمتع بالحكم الذاتي. لكن المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أشار إلى أنه لا يوجد سبب للاعتقاد بأن ترامب قد غير رأيه في الاتحاد الأوروبي منذ عام 2018 عندما وصفه بأنه “عدو”.

بعد فوز ترامب في الانتخابات الأميركية، أجرى المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية استطلاعاً في نوفمبر 2024 شمل 18507 شخصاً في 14 دولة أوروبية، ثلاث منها ليست أعضاء في الاتحاد الأوروبي (المملكة المتحدة وسويسرا وأوكرانيا). وأكد (50%) من المشاركين أن الولايات المتحدة “شريك ضروري” وليست حليفاً، مع وجود أعلى عدد من الذين يتبنون هذا الرأي في البلدان القريبة تقليدياً من الولايات المتحدة، مثل أوكرانيا (67%) وإستونيا (55%) والدنمارك (53%). واعتبر ما يزيد قليلاً على الخمس (21 %) الولايات المتحدة حليفة، مع تسجيل أرقام أقل في ألمانيا (19%)، وفرنسا (14%)، وبلغاريا (11%).

وأضاف زركا أنه على النقيض من فترة ولاية ترامب الأولى، لم يعد بإمكان الدول الأوروبية أن تتظاهر بأن إدارته كانت تشكل تهديداً، ومنذ ذلك الحين أدركت أن الولايات المتحدة تتغير، الأمر الذي يتطلب من العلاقات عبر الأطلسي التكيف.

وتابع بأن هناك خطراً يتمثل في انقسام الأوروبيين مع سعي بعض الدول إلى إقامة علاقات مميزة مع ترامب، في حين ترغب دول أخرى في إعطاء الأولوية لأوروبا. لكن هناك أيضاً فرصة لأوروبا لفرض علاقة جديدة مع الولايات المتحدة. وقالت اللجنة الأوروبية للعلاقات الخارجية إن النتائج التي توصلت إليها أظهرت أن وجهات النظر بشأن عودة ترامب تتباين حسب البلد والتوقعات السياسية.

وأفاد مركز الأبحاث بأن بعض الأحزاب اليمينية المتطرفة الأوروبية كانت متشككة تجاه الولايات المتحدة، لكن إعادة انتخاب ترامب جعلتها تعيد تقييم نهجها. وأشار المركز إلى أن رد فعل حزب “التجمع الوطني” الفرنسي كان “خافتاً” مقارنة بأليس فايدل، مرشحة حزب “البديل من أجل ألمانيا” لمنصب المستشار. وقد يشير هذا أيضاً إلى السبب في أن ناخبي حزب “البديل” ينظرون إلى الولايات المتحدة بشكل أكثر إيجابية من ذي قبل، وفقاً لنتائج المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، في حين ظلت مواقف أنصار الحزب الجمهوري دون تغيير إلى حد كبير.

ولفت المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية إلى أن أولئك الذين يدعمون الأحزاب الرئيسية مثل الديمقراطيين المسيحيين (CDU) والديمقراطيين الاجتماعيين (SPD) والخضر في ألمانيا، وحزب العمال الاشتراكي في إسبانيا أو حزب النهضة في فرنسا، قد راجعوا تصورهم للولايات المتحدة إلى الأسفل منذ عام 2023. وخلص مؤلفو التقرير إلى أن الأوروبيين يمكنهم توقع تحديات استراتيجية واقتصادية وسياسية من سياسات ترامب “أميركا أولاً”.

ويرى زركا أنه “لم يعد بوسع الأوروبيين أن يتظاهروا بأن وصول ترامب إلى السلطة كان مجرد حادث. إنهم بحاجة إلى التفكير في أميركا باعتبارها دولة تتغير بشكل عميق، وهذه التغييرات تتطلب أيضاً أن تتكيف العلاقات عبر الأطلسي”.

وأوضح المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أن النتائج التي توصل إليها تظهر أن الاختلافات في السياسات في أوروبا – مثل تلك المتعلقة بالحرب في أوكرانيا – قد تسمح لترامب بتقسيم الأوروبيين. لكن زركا يعتبر أنه في خضم هذا التهديد، قدم ترامب أيضاً فرصة للقارة إذ “لم يتمكن أي شيء من حشد وتركيز الأوروبيين هكذا من قبل”.

https://hura7.com/?p=44505

 

الأكثر قراءة