الأربعاء, نوفمبر 13, 2024
4.5 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

أمن دولي ـ كيف حافظ حزب الله على قدراته العسكرية؟

وكالات ـ بعد أكثر من شهر من اندلاع الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله، لا يزال الحزب قادرا على إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة وحتى الصواريخ الدقيقة في عمق الأراضي الإسرائيلية، بالرغم من مقتل معظم قادته السياسيين والعسكريين.

خلال الأسبوع الثالث من سبتمبر 2024، وقبيل مرور عام على هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تغيير أهداف الحرب. فبعد الهجمات الإسرائيلية في قطاع غزة، ومقتل أكثر من 42 ألف فلسطيني وتشريد مئات الآلاف، اتجه تركيز إسرائيل إلى حدودها الشمالية مع لبنان، حيث دفع تبادل الصواريخ المستمر مع حزب الله عشرات الآلاف من الإسرائيليين إلى الاحتماء بعيدا عن الحدود.

أعلن نتانياهو أن أهداف الحرب تشمل عودة المدنيين الإسرائيليين إلى منازلهم بأمان، بعيدا عن تهديد الصواريخ. ومع ذلك، وبعد أكثر من شهر من هذا الإعلان وما تلاه من حملة برية وجوية مدمرة وقصف يومي ضد حزب الله، أدى إلى القضاء على أغلب قادته السياسيين والعسكريين وتشريد أكثر من 1.2 مليون مدني لبناني، بات منزل نتانياهو نفسه هدفا للهجمات.

سقطت طائرة مسيرة أطلقها حزب الله بجانب منزل نتانياهو في قيساريا، بعيدا عن الحدود اللبنانية. يقول فواز جرجس، أستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد، إن حزب الله يواصل تكبيد إسرائيل خسائر ثقيلة بالرغم من الضربات المدمرة التي تعرض لها. وأوضح قائلا: “ما نراه الآن هو أن حزب الله استعاد زمام الأمور، وأصبح قادرا على الهجوم وإلحاق إصابات يومية بالإسرائيليين.” ويضيف أن “صواريخ حزب الله باتت تستهدف كل أجزاء إسرائيل، بما في ذلك منزل ناتنياهو. وبما في ذلك مواقع عسكرية إسرائيلية”.

حجم تصعيد الحملة الإسرائيلية ضد حزب الله يصعب تخيله. ففي أواخر سبتمبر 2024، قُتل العشرات وأصيب الآلاف بعد تفجير آلاف أجهزة “البيجر” المفخخة وأجهزة الاتصال اللاسلكي التي يستخدمها عناصر حزب الله. وأعقبت إسرائيل هذه الضربات بسلسلة من الغارات الجوية التي استهدفت مواقع الحزب في جنوب لبنان وشرقا في البقاع، وحتى في العاصمة بيروت.

في 27 سبتمبر 2024، استهدفت غارة إسرائيلية بصواريخ خارقة أمريكية الصنع عدة مبان سكنية في ضاحية بيروت الجنوبية، مما أدى إلى مقتل حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله. كما قُتل خليفته المحتمل هاشم صفي الدين بعد أيام، وقضى العديد من القادة العسكريين البارزين أيضا تحت وطأة الضربات الإسرائيلية المتواصلة مثل نبيل قاووق، إِبراهيم عقيل، وعلي كركي.

توسعت هذه الضربات الإسرائيلية لتشمل قلب العاصمة اللبنانية بيروت واستهدفت المؤسسات المالية الأساسية المرتبطة بالجناح السياسي لحزب الله. وفي ظل هذه الضربات اليومية، عبرت القوات الإسرائيلية الحدود لتنفيذ عمليات “محدودة” حسب وصف الجيش الإسرائيلي، التي تسببت في معارك مع مقاتلي حزب الله.

يقول جرجس إن مقتل نصر الله وقيادة حزب الله أضر كثيرا بالتنظيم. وأضاف: “في الأسابيع الأولى، كان حزب الله في حالة ارتباك وشلل، حيث تأثر عمل القيادة والتنظيم “. بالرغم من اغتيال معظم قيادته السياسية والعسكرية، لم تهفت “قوة” حزب الله. يُعتقد أن لديه نحو 50 ألف مقاتل، نصفهم من الاحتياطيين، وما يصل إلى 200 ألف صاروخ، بعضها قادر على ضرب أهداف في عمق الأراضي الإسرائيلية.

يشير جرجس إلى أن سر بقاء حزب الله كطرف في الحرب الدائرة يكمن في تنظيمه العسكري، حيث تدربت وحداته للقيام بعمليات بشكل شبه مستقل. منح التوترات في سوريا مقاتلي الحزب خبرة حديثة في الأساليب العسكرية التقليدية، بما في ذلك الوحدات المدرعة والمدفعية، بالرغم من أن استخدام هذه القدرات في جنوب لبنان يبدو غير مرجح. على أي حال، يرى جرجس أن حزب الله يبدو وكأنه يمارس لعبة طويلة الأمد.

قال جرجس “ما يجب أن نأخذه بعين الاعتبار هو أن حزب الله ليس مضطرا حقا لهزيمة إسرائيل، فهو لا يستطيع إلحاق الهزيمة بها- فهذا ليس الهدف.” مضيفا “فكرة حزب الله هي منع إسرائيل من تحقيق أمنها. ليس فقط على حدودها الشمالية، بل في جزء كبير أراضيها.”

https://hura7.com/?p=35782

الأكثر قراءة