وكالات ـ على وقع التصعيد، تتعزز الآمال بقرب التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، حيث أفادت عدت تقارير إعلامية إسرائيلية أن الحكومة أعطت الضوء الأخضر للمبعوث الأمريكي آموس هوكستاين لإبرام الاتفاق. وجاء هذا بعد سلسلة من التطورات السياسية والميدانية، حيث كان هوكستاين قد هدد بالانسحاب من جهود الوساطة في حال لم يتم التوصل لاتفاق، وفي وقت شهد فيه الميدان تصعيدا نوعيا باستهداف حزب الله المركز لتل أبيب وقصفه أسدود للمرة الأولى واعتماده معادلة “بيروت مقابل تل أبيب”.
أوردت وسائل إعلام متعددة أن رئيس الحكومة الإسرائيلية وافق على المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار في لبنان، اعتمادا على مؤشرات صدرت عن الحكومة الإسرائيلية نفسها وعن عدد من المصادر الإسرائيلية المقربة من الملف، بينما أعلن مسؤول إسرائيلي أن الحكومة المنية ستعلن عن موقفها من الاتفاق يوم الثلاثاء.
ووفقا لما ذكرته هيئة البث الإسرائيلية الاثنين، وافق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على المقترح الأمريكي، و”أعطت إسرائيل الوسيط الأمريكي آموس هوكستاين الضوء الأخضر للمضي قدما لتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار مع لبنان”.
وأضافت الهيئة أن الموافقة الإسرائيلية جاءت عقب مشاورات أمنية نتنياهو مع عدد من الوزراء مساء أمس الأحد، على الرغم من تبقي عدد من النقاط عالقة من الجانب الإسرائيلي على رأسها حرية تحرك الجيش الإسرائيلي في لبنان، والدور الفرنسي المرتقب في الهيئة التي ستكون موكلة مراقبة تنفيذ الاتفاق.
ووفقا لهيئة البث، نتنياهو وافق على المقترح بعد أن “حصل على ضمانات من واشنطن بحرية التحرك على الحدود في حال انتهاك الاتفاق”.
في هذا الإطار، أبدى السفير الإسرائيلي في واشنطن مايك هرتسوغ الاثنين تفاؤله بقرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان مع احتمال الإعلان عنه خلال أيام.
وقال هرتسوغ لإذاعة الجيش الإسرائيلي “نحن قريبون من التوصل إلى اتفاق في لبنان، ويمكن أن يحدث ذلك خلال أيام… نحتاج فقط إلى إغلاق القضايا الأخيرة”.
ومن المتوقع أن يصل نائب وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط دانييل شابيرو إلى إسرائيل في وقت لاحق من الإثنين، حيث سيلتقي وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس ومسؤولين إسرائيليين آخرين لمناقشة التنظيم وآلية الإشراف التي ستقودها الولايات المتحدة لمراقبة تنفيذ الاتفاق.
حرية الحركة بلبنان بضمانات أمريكية و”عزل غزة عن لبنان”
ووفقا لما رشح عن المفاوضات حول المقترح الأمريكي، أبدت إسرائيل تحفظها على ثلاث نقاط أساسية، أولها احتفاظها بالحق بحرية العمل العسكري في لبنان، في حال ارتأت أن هناك تهديدات مباشرة على أمنها بعد توقيع الاتفاق.
النقطة الثانية مرتبطة بعملية ترسيم الحدود المرتقبة بين الطرفين، حيث ترى إسرائيل أن العملية ستفرض عليها تنازلات محددة عند عدد من النقاط الحدودية، وهذا ما ترفضه.
أما التحفظ الثالث فيتمثل بالدور الفرنسي في اللجنة المعنية بمراقبة تنفيذ الاتفاق، على خلفية الأزمة المتنامية بين تل أبيب وباريس. فلبنان يصر على دور فرنسي محوري في تلك اللجنة، في حين رفضت إسرائيل ذلك، خاصة بعد الموقف الفرنسي من قرار المحكمة الجنائية الدولية.
وكانت القناة 14 الإسرائيلية قد أوردت أن نتنياهو، وخلال نقاشاته المغلقة حول المقترح الأمريكي، أكد أنه يفضّل الذهاب إلى تسوية مع لبنان مع التزام أمريكي يسمح لإسرائيل بالرد على أي خروقات أو انتهاكات، معتبرا أن “الشرط الأساسي في هذا الأمر هو أننا سنقرر ما يعتبر انتهاكا”.
ووفقا لما نقلته القناة، تحدث نتنياهو عن مسألة “فصل الساحات” قائلا “بمجرد أن نوقع اتفاقا لوقف إطلاق النار مع حزب الله، على الرغم من أنهم دائما ما ربطوه بهدنة مماثلة في غزة، فإننا سنخضعهم ونقطع الروابط فيما بينهم” (بين حزب الله وحماس).
وأضاف “بهذه الطريقة سيبقون معزولين (حماس)، وسيزداد الضغط عليهم للذهاب إلى صفقة لتبادل الرهائن”.