وكالات ـ أعاد هجوم نيو أورليانز، الذي وقع فجر الأربعاء 1 يناير/كانون الثاني الحالي وأسفر عن مقتل 15 شخصًا وإصابة العشرات، إلى الأذهان الهجمات الإرهابية التي ضربت الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، وخاصة تلك التي ارتبطت بتنظيم الدولة الإسلامية أو التي تبناها التنظيم بشكل رسمي.
وفي حين أن تنظيم الدولة الإسلامية لم يتبنّ هجوم نيو أورليانز حتى الآن، ولم تتمكن السلطات الأمريكية من تأكيد أو نفي تورطه بشكل قاطع، يبدو من المؤشرات التي توصّل إليها المحققون احتمال ضلوع الجماعة الإرهابية في حادثة نيو أورليانز.
ورغم تراجع الهجمات الإرهابية في الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، تم تسجيل العديد من الحوادث منذ العام 2014، والتي يعتقد أنها مرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية. وغالبًا ما استهدفت هذه الهجمات المدنيين في الأماكن العامة، مثل الساحات والأسواق والحانات، واتّبعت أساليب مألوفة مثل إطلاق النار أو الدهس.
منذ العام 2014 حتى اليوم
من أبرز هذه الحوادث، الهجوم الذي وقع في أكتوبر/تشرين الأول 2014، عندما هاجم شخص كان قد اعتنق الإسلام ضابطي شرطة، ما أسفر عن إصابتهما، قبل أن يتم تحييد المهاجم برصاص الشرطة. وقد روّج في حينها أن هذا الهجوم كان مدعومًا من قبل التنظيم الذي كان في ذروة نشاطه الإرهابي.
وفي مايو/أيار 2015، أطلق رجلان النار على ضباط بالقرب من معرض لرسوم كاريكاتيرية للنبي محمد في مركز كورتيز كولويل في تكساس، وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم.
وفي ديسمبر/كانون الأول من نفس العام، شهدت ولاية كاليفورنيا هجوم سان “برناردينو” الإرهابي، حيث فتح زوجان النار في مركز خدمات لذوي الإعاقة، ما أسفر عن مقتل 14 شخصًا وإصابة 24 آخرين.
ثم في يونيو/حزيران 2016، وقع حادث مأساوي في مدينة أورلاندو، حيث هاجم مسلح ناديًا ليليًا للمثليين، ما أسفر عن مقتل 49 شخصًا وإصابة 53 آخرين في إطلاق نار جماعي.
بعدها في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، أشاد تنظيم الدولة الإسلامية بالعملية التي نفذها شخص في جامعة أوهايو، حيث دهس وطعن عددًا من الأشخاص، ما أسفر عن إصابة 11 منهم.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2017، تبنى التنظيم هجومًا في مدينة نيويورك، عندما قام شخص بدهس حشد من المارة، ما أسفر عن مقتل 8 أشخاص وإصابة 20 آخرين.
وأخيرًا، في بداية العام 2025، أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي “إف بي آي” أن حصيلة الهجوم الذي وقع في مدينة نيو أورليانز، حيث قام مسلح بدهس حشد من المحتفلين برأس السنة بشاحنته، قبل أن ينزل من الشاحنة ويطلق النار على آخرين، قد ارتفعت إلى 15 قتيلًا.
لكي لا ننسى “الذئاب المنفردة”
وعلى الرغم من تراجع قدرات تنظيم داعش ونفوذه، فإن حوادث مثل هجوم “نيو أورليانز” تذكّر العالم بأن التهديد لا يزال قائمًا. خاصة في ظل صعوبة أو حتى استحالة القضاء على “الذئاب المنفردة”، وهي العناصر التي لا ترتبط بشكل مباشر بالتنظيم، لكنها تتأثر بأيديولوجياته وتنفذ هجمات بمفردها باستخدام التكتيكات المتاحة على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.