DWـ عبّر نائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، مجدداً عن “استيائه” مما يقول إنها “رقابة” تمارس على حرية التعبير في ألمانيا ولوح بأنها “قد تمنع” الدعم العسكري الأمريكي. بينما تعتبر برلين أن انتقاداته “لا أساس لها” وتهدف إلى دعم حزب “البديل” الشعبوي.
وربط فانس ذلك بالدور الذي قد تكون الولايات المتحدة على استعداد للعبه في السياسة الأمنية الأوروبية. وقال خلال ظهوره في واشنطن يوم أمس الخميس (20 فبراير/شباط 2025) إنه “من الواضح أننا سنستمر في الحفاظ على تحالفات مهمة مع أوروبا”. وكان فانس قد أثار قلقاً واستياء بين القادة الأوروبيين والخبراء الأمنيين خلال كلمته أمام مؤتمر ميونيخ للأمن نهاية الأسبوع الماضي.
وفي واشنطن، أعلن فانس عن اعتقاده أن قوة التحالف الأمريكي – الأوروبي تعتمد على “ما إذا كنا نسير بمجتمعاتنا في الاتجاه الصحيح”، مضيفاً أن “دفاع ألمانيا بالكامل يتم دعمه من قبل دافع الضرائب الأمريكي”. ثم واصل انتقاده لقوانين حرية التعبير في ألمانيا، التي تعتبر أكثر صرامة مما هي عليه في الولايات المتحدة. وقال: “هناك آلاف من الجنود الأمريكيين في ألمانيا اليوم. هل تعتقد أن دافع الضرائب الأمريكي سيتحمل ذلك إذا تمّ إلقاء القبض عليك في ألمانيا بسبب نشر تغريدة جارحة؟”.
دفع باتجاه التعاون مع الشعبويين الألمان؟
وفي ميونخ، انتقد فانس بشدة الحلفاء الأوروبيين. واتهمهم بتقييد حرية التعبير وعدم احترام القيم الديمقراطية. وأدان عزل الأحزاب التقليدية للأحزاب “غير الرئيسية”، قائلاً: “لا مجال للحواجز النارية”، في إشارة إلى توافق بين أحزاب الوسط ضمن ما يعرف إعلامياً بـ”حاجز الأمان” الذي يقضي بعدم التحالف مع حزب “البديل” اليميني الشعبوي، والمصنف متطرفاً في بعض فروعه. فهذا الحزب بدأ يحظى بدعم صريح من قبل رموز إدارة ترامب في وقت بلغت الحملات الانتخابية في ألمانيا ذروتها استعداداً ليوم الاقتراع الأحد المقبل.
ومع مجيء إدارة ترامب، بدأت الاختلافات تطفو على السطح أكثر فأكثر بين المفهوم الأمريكي الرسمي لحرية التعبير والمفهوم الألماني والأوروبي، رغم أن الدساتير المعمول بها، وإن كانت تكفل حرية التعبير، إلا أن ذلك ليس مطلقاً بالكامل. ويشدد الخطاب الرسمي في ألمانيا على الحد من التطرف وخطاب الكراهية. وفي أعقاب انتقادات فانس، شددت وزارة العدل في ولاية سكسونيا السفلى على أن حرية التعبير للأفراد تنتهي عندما تنتهك التعليقات أو المنشورات حقوق وحريات الآخرين.
ووفقاً للقيادة العسكرية الأمريكية في أوروبا، يوجد حالياً حوالى 78 ألف جندي أمريكي متمركزين في القارة، منهم حوالة 37 ألفاً في ألمانيا. ومنذ تولي دونالد ترامب منصب الرئاسة، لا يستبعد أن يتم تقليص عدد القوات، لكن الأخير لم يدلِ بأي تعليق بهذا الشأن لغاية اللحظة.
يشار إلى أن مطالب ترامب بزيادة الإنفاق الدفاعي من قبل الشركاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) والانتقادات الحادة من فانس تعزز مخاوف الأوروبيين. فالردع النووي من خلال الأسلحة الأمريكية أمر لا غنى عنه من أجل أمن أوروبا.