الثلاثاء, أبريل 29, 2025
21.2 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

إصدارات أسبوعية

أمن دولي ـ هل تؤثر قمة باريس على استراتيجية أوروبا تجاه المفاوضات مع روسيا؟

خاص – تريد الولايات المتحدة إنهاء الحرب في أوكرانيا بمفردها مع روسيا. لذلك يتعين على أوروبا أن تتحرك بسرعة لضمان حقها في إبداء رأيها وأمنها بعد التوصل إلى اتفاق. فهل يمكن تحقيق ذلك في اجتماع باريس؟

ما هي القمة؟

المسألة الأهم هي كيف ينبغي لأوروبا أن تتفاعل مع التغيير الجذري في مسار السياسة تجاه الولايات المتحدة وأوكرانيا. ويهدف هذا إلى إجبار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس الكرملين فلاديمير بوتين على الدخول في مفاوضات لإنهاء الحرب وإعطاء الأوروبيين مسؤولية تأمين اتفاق سلام. ولتحقيق هذه الغاية، تلقت برلين وعواصم أوروبية أخرى مؤخراً طلباً بالإبلاغ عن المساهمات المحتملة في ضمانات الأمن لأوكرانيا. وبحسب المعلومات فإن الدول ستشير، من بين أمور أخرى، إلى عدد الجنود الذين يمكن أن ترسلهم إلى أوكرانيا للمشاركة في قوة حفظ السلام أو برامج التدريب بعد انتهاء حرب أوكرانيا. وسوف يركز النقاش أيضاً على أنظمة الأسلحة والسؤال حول ما هو متوقع من الولايات المتحدة.

وفي الوقت نفسه، يتعين على الأوروبيين أن يقرروا كيف يريدون التعامل مع حقيقة أن الأميركيين لا يرون أنهم يلعبون دوراً مركزياً في عملية التفاوض ــ ويطالبون أوكرانيا بتنازلات دون استشارة. ومن أجل إنهاء حرب أوكرانيا، تعتقد الولايات المتحدة أن على أوكرانيا أن تتخلى بسرعة عن طموحاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وأن تقبل بأن يظل جزء من أراضيها تحت السيطرة الروسية بشكل دائم.

من يحضر القمة؟

بالإضافة إلى المستشار الاتحادي أولاف شولتز، من المتوقع أن يحضر رؤساء دول وحكومات بريطانيا وإيطاليا وبولندا وإسبانيا وهولندا والدنمارك. وستحضر أيضاً رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس أنطونيو كوستا والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته.

لماذا تعقد القمة في باريس وليس في برلين مثلاً؟

كما فعل مرات عديدة في أوقات الأزمات، يغتنم ماكرون المبادرة للعمل كمحرك ومُيسّر للتوصل إلى حل محتمل على الساحة الدولية. ففي العام 2024، اقترح الرئيس الفرنسي نشر قوات برية هناك. وبمناسبة إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام قبل فترة وجيزة من عيد الميلاد، تمكن من جمع ترامب وزيلينسكي في محادثات أولية في باريس بشأن إنهاء الحرب. وقبل ذلك بوقت قصير، اقترح ماكرون مبادرة لإرسال قوة عسكرية دولية إلى أوكرانيا لتأمين وقف إطلاق النار المحتمل. ولم يتم الكشف عن تفاصيل مبادرة باريس بشأن قوات حفظ السلام. وكان من الممكن تصور وجود قوات لبرامج التدريب العسكري للقوات المسلحة الأوكرانية. إذ يمكن أن يمثل الأمر ضمانة أمنية لأوكرانيا، وهو ما يجري مناقشته في باريس.

ما هي مخرجات القمة المتوقعة؟

من الناحية المثالية، سوف يتفق رؤساء الدول والحكومات الأوروبية على استراتيجية مشتركة للتعامل مع الإدارة الأميركية الجديدة وأفكارها لحل الحرب في أوكرانيا. وعلى وجه التحديد، ربما يتعلق الأمر بالعروض التي يمكن تقديمها إلى ترامب ــ وبماهية الخطوط الحمراء. ومع ذلك، ليس من المتوقع صدور إعلانات عامة ــ على سبيل المثال بشأن الحجم المحتمل للقوات الأوروبية في أوكرانيا. وتقول المفوضية الأوروبية إن المحادثات ستستأنف بعد ذلك في صيغ أخرى – بهدف جمع كل الشركاء المهتمين بالسلام والأمن في أوروبا.

لماذا تم تنظيم القمة في هذا الوقت؟

كان العامل الحاسم هو الضغط من جانب الولايات المتحدة، التي تخطط لتنظيم محادثات رفيعة المستوى مع الروس في المملكة العربية السعودية قريباً. إذا كان الأوروبيون يريدون إبقاء إمكانية التأثير على المفاوضات مفتوحة، فيتعين عليهم التوصل إلى موقف مشترك بحلول ذلك الوقت. ورحب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي روته صراحة بالمبادرة خلال مؤتمر ميونيخ للأمن. وقد أعرب عن سعادته الفائقة بانعقاد الاجتماع.

وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب وجهة نظره بأن فلاديمير بوتين مهتم بوقف الحرب. إذ أوضح ترامب: “أعتقد أنه يريد إنهاء هذا الأمر”. وعلى غرار وزير خارجيته ماركو روبيو، قال ترامب إن أوكرانيا سوف تشارك في المحادثات من أجل التوصل إلى سلام محتمل.

لماذا لا تشارك كافة دول الاتحاد الأوروبي على الفور؟

قد يتمثل أحد الأسباب بإمكانية تنفيذ العمل بكفاءة أكبر في مجموعات صغيرة مقارنة بالمجموعات الكبيرة. كما أنه من المعقول ألا يكون حضور رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان مرغوباً به، حيث يُعتبر السياسي القومي اليميني من المقربين من ترامب.

https://hura7.com/?p=44766

 

الأكثر قراءة