وكالات ـ يمضي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتوقيع قرارات تنفيذية تثير الجدل مع مرور أقل من عشرة أيام على تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية. وفي آخرها، وقع الرئيس الجديد قراراً يقضي بإنشاء منظومة دفاع جوي لحماية الولايات المتحدة من أي تهديد محتمل، شبيه بمنظومة القبة الحديدية في إسرائيل، على أن يتم البدء بتنفيذه في القريب العاجل. فهل ينجح ترامب بمساعيه؟ وما الذي يحول دون تحقيق طموحاته الدفاعية؟
أعلن البيت الأبيض أن الرئيس ترامب وقع، يوم الإثنين، على أمر تنفيذي للبدء بإنشاء درع صاروخي دفاعي جديد من “الجيل القادم”، على أن يتم البدء بتنفيذ المشروع خلال ستين يوماً من تاريخ توقيع القرار.
“القبة الحديدية من أجل أمريكا”
وفي التفاصيل، يقضي قرار الرئيس ترامب بإنشاء نظام دفاعي شبيه بنظام “القبة الحديدية” الذي يغطي سماء إسرائيل ويستخدم لصد الصواريخ، وأكد ترامب أنها ستكون “أحدث تقنية للدفاع الصاروخي تصنع على أراضي الولايات المتحدة”.
وحمل القرار مسمى “القبة الحديدية من أجل أمريكا” تعبيراً عن الدرع الصاروخي الشامل لحماية الأراضي الأمريكية، وفقاً لما افاد به مسؤول في البيت الأبيض.
ويأتي القرار كغيره من القرارات المثيرة للجدل للرئيس الجمهوري، تنفيذاً للوعود التي قطعها ترامب خلال حملته الانتخابية، حيث تعهد بإنشاء نسخة أمريكية من نظام القبة الحديدية الإسرائيلي في حال فوزه بالرئاسة.
وأشاد الرئيس الأمريكي بالنسخة الإسرائيلية من النظام الدفاعي، “القبة الحديدية”، لا سيما في تصديها لآلاف الصواريخ التي أطلقتها “حماس” و”حزب الله” اللبناني في الحرب الأخيرة. وأكد أن “الولايات المتحدة تستحق أن يكون لها هذا”.
ما المعوقات التي تحول دون تنفيذ طموحات ترامب الدفاعية؟
يأتي القرار الجديد في إطار سعي واشنطن في عهد ترامب إلى نشر درع دفاع صاروخي لحماية الولايات المتحدة من تهديدات الصواريخ الباليستية والصواريخ فرط صوتية.
إلا أنه وفي النسخة الأمريكية، يعاب على نظام القبة الحديدية بأنه مصمم لمواجهة الصواريخ قصيرة المدى فحسب والقذائف المدفعية من عيار 155 مليمتراً، والتي يصل مداها إلى 70 كيلومتراً، الأمر الذي يحبط تكتيكياً مساعي الرئيس ترامب لتطوير منظومة دفاع ضد الصواريخ بعيدة المدى والباليستية العابرة للقارات، والتي تشكل خطراً على الولايات المتحدة كتلك التي قد تأتي من الشرق الأوسط أو من آسيا.
كما أن قرار الرئيس الأمريكي لم يأخذ بعين الاعتبار الفرق في المساحة الجغرافية بين إسرائيل والولايات المتحدة، إذ أن القبة الإسرائيلية مخططة لاستيعاب مساحة محدودة من الأراضي مقارنة بتلك التي في الولايات المتحدة. كما يتوجب على الإدارة الأمريكية الأخذ بعين الاعتبار نوع التحديات أو التهديدات التي قد تحيق بالولايات المتحدة، لتتمكن من تحديد أماكن نشر المنظومة الدفاعية بدقة.
ويعتبر نظام القبة الحديدية الدفاعي الإسرائيلي أحد أبرز الأسس الاستراتيجية للتحالف الأمريكي – الإسرائيلي وقد دعمتها الإدارات الديموقراطية والجمهورية المتعاقبة على حد سواء.
