خاص – ترجمة – حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي في 12 ديسمبر 2024 من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن يريد “محو أوكرانيا من على الخريطة”، وحث الكتلة على التحول إلى عقلية الحرب وتعزيز الإنتاج والإنفاق الدفاعي. وقال مارك روتي إن روسيا “تستعد لمواجهة طويلة الأمد مع أوكرانيا ومعنا”. وأضاف أن “الأوروبيين بحاجة إلى الاستعداد لاحتمال استخدام روسيا أسرابًا من الطائرات بدون طيار في القارة”.
حذّر روته رئيس الوزراء الهولندي السابق، من أن دول حلف شمال الأطلسي قد تحتاج إلى إعطاء أكثر من النسبة القياسية البالغة 2% من الناتج المحلي الإجمالي للإنفاق العسكري المطلوب لعضوية التحالف. “نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا في غضون أربع إلى خمس سنوات”.
يقول روته إنه خلال الحرب الباردة أنفق الأوروبيون أكثر من 3% من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، وهو المبلغ الذي حث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أيضًا أعضاء حلف شمال الأطلسي على دفعه للتحالف.
وبحسب الحلف، من المتوقع أن تحقق 23 دولة فقط من بين الدول الأعضاء البالغ عددها 32 هدف الـ 2% العام 2024. وقال روته إن روسيا من المرجح أن تنفق ما يصل إلى 7% أو 8% من ناتجها المحلي الإجمالي على جيشها العام 2025.
هذا وحذّر روته من أن روسيا منخرطة بالفعل في “حملة منسقة لزعزعة استقرار مجتمعاتنا”، مستشهدًا بـ”الأعمال العدائية” الأخيرة التي شنتها موسكو ضد أعضاء حلف شمال الأطلسي، بما في ذلك الهجمات الإلكترونية ومحاولات الاغتيال. أضاف روته أن “الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة، ولن نكون آمنين في المستقبل ما لم نكن مستعدين للتعامل معه”.
الناتو يطلب من المواطنين الأوروبيين “تقديم تنازلات” لتعزيز الدفاع
حث الناتو مواطني الدول الأعضاء في الحلف على أن “يقبلوا تقديم تضحيات مثل خفض معاشاتهم التقاعدية وأنظمة الرعاية الصحية والأمن من أجل تعزيز الإنفاق الدفاعي وضمان الأمن على المدى الطويل في أوروبا”. في المتوسط، تنفق البلدان الأوروبية بسهولة ما يصل إلى ربع دخلها الوطني على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية والضمان الاجتماعي، وأوروبا بحاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل الدفاعات أقوى بكثير. حيث إن إعطاء الأولوية للدفاع يتطلب زعامة سياسية. قد يكون الأمر صعبًا ومحفوفًا بالمخاطر في الأمد القريب ولكنه ضروري للغاية في الأمد البعيد.
الإبلاغ عن هجمات بطائرات بدون طيار
أكدت وزارة الدفاع الروسية في 12 ديسمبر 2024 إنها أسقطت طائرة بدون طيار فوق الشيشان، بالإضافة إلى أربع أخرى فوق كورسك، وثلاث فوق أوسيتيا الشمالية، وثماني فوق شبه جزيرة القرم المحتلة من روسيا. وفي أوكرانيا، قال حاكم منطقة خيرسون إن طائرات روسية بدون طيار هاجمت أوكرانيا في ديسمبر 2024، ما أدى إلى إصابة رجل في مدينة خيرسون.
حرب الصواريخ
أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في 12 ديسمبر 2024، إن روسيا ستردّ على استخدام أوكرانيا لصواريخ ATACMS التي زودتها بها الولايات المتحدة، والتي وصف مسؤولون دفاعيون روس إنها استخدمت في غارة في 11 ديسمبر 2024 على مطار في تاغانروغ. وقال بيسكوف أن “الرد سوف يأتي بالطريقة التي نراها مناسبة. لكنه سوف يأتي بالتأكيد”.
أكد مسؤول أمريكي في 12 ديسمبر 2024 أن تقييمًا استخباراتيًا أمريكيًا خلص إلى أن روسيا قد تطلق صاروخًا باليستيًا تجريبيًا آخر تفوق سرعته سرعة الصوت ضد أوكرانيا خلال ديسمبر 2024، على الرغم من أن واشنطن لا تعتبره حاسمًا في الحرب المستمرة منذ ما يقرب ثلاث سنوات.
أطلقت روسيا صاروخ أوريشنيك لأول مرة على مدينة دنيبرو الأوكرانية في 21 نوفمبر 2024، ما وصفه بوتن بأنه ردّ على استخدام أوكرانيا لأول مرة للصواريخ الأميركية والبريطانية بعيدة المدى لضرب عمق أكبر في الأراضي الروسية بإذن من الغرب.
وكان مسؤول أميركي قد صرّح للصحافيين: “نعتقد أن صاروخ أوريشنيك ليس أداة لتغيير قواعد اللعبة في ساحة المعركة، بل هو مجرد محاولة أخرى من جانب روسيا لتقويض جهود أوكرانيا، وهي محاولة ستفشل”. أما بوتن فرأى أن روسيا قد تطلق صاروخ أوريشنيك مرة أخرى، ربما لاستهداف “مراكز صنع القرار” في كييف، إذا استمرت أوكرانيا في مهاجمة روسيا بأسلحة غربية بعيدة المدى.
زعم الزعيم الروسي أن اعتراض صاروخ “أوريشنيك” مستحيل وأنه يتمتع بقوة تدميرية تضاهي قوة السلاح النووي، حتى عندما يكون مزودًا برأس حربي تقليدي. يرى بعض الخبراء الغربيين إن الميزة الجديدة في صاروخ “أوريشنيك” هي أنه يحمل رؤوسًا حربية متعددة يمكنها ضرب أهداف مختلفة في وقت واحد – وهي القدرة المرتبطة عادة بالصواريخ الباليستية العابرة للقارات ذات المدى الأطول.
ومع ذلك، قلل المسؤول الأمريكي من أهمية فائدة الصواريخ، ووصفها بأنها “تجريبية” بطبيعتها، وقال إن “روسيا تمتلك على الأرجح عددًا قليلًا منها”. وأضاف أن السلاح يحتوي على رأس حربي أصغر من الصواريخ الأخرى التي نشرتها روسيا في أوكرانيا.
