خاص – ترجمة – يشكل إعلان الرئيس الإيفواري الحسن واتارا إشارة أخرى إلى تلاشي النفوذ العسكري لفرنسا، في غرب أفريقيا. حيث أعلنت كوت ديفوار أن القوات الفرنسية ستنسحب من البلاد، مما يجعلها أحدث دولة أفريقية تقلل من علاقاتها العسكرية مع فرنسا.
وفي خطاب بمناسبة نهاية العام 2024، قال الرئيس الإيفواري الحسن واتارا إن الانسحاب سيبدأ في يناير 2025 ويعكس تحديث جيش البلاد، مضيفاً: “في هذا السياق، قررنا الانسحاب المنسق والمنظم للقوات الفرنسية. إن كتيبة المشاة العسكرية في بورت بوييه التي يديرها الجيش الفرنسي سيتم تسليمها للقوات الإيفوارية”.
وتتواجد القوات الفرنسية عسكرياً في كوت ديفوار منذ عقود، حيث بلغ عدد أفرادها في البلاد نحو 600 فرداً عندما تم الإعلان عنها في ديسمبر 2024.
ويأتي قرار كوت ديفوار في أعقاب قرارات اتخذها زعماء آخرون في مختلف أنحاء غرب أفريقيا، حيث طُلِب من القوات العسكرية الفرنسية المغادرة. ووصف المحللون هذا الاتجاه بأنه جزء من التحول الهيكلي الأوسع نطاقاً في تعامل المنطقة مع باريس.
وتشمل هذه الدول مالي، وبوركينا فاسو، والنيجر، والسنغال، وتشاد، التي تعتبر شريكة فرنسا الأكثر استقراراً في أفريقيا. ويأتي خفض مستوى العلاقات العسكرية في الوقت الذي تبذل فيه فرنسا جهوداً لإحياء نفوذها السياسي والعسكري المتضائل في القارة من خلال وضع استراتيجية جديدة من شأنها أن تقلل بشكل حاد من وجودها العسكري الدائم في أفريقيا.
لقد طُردت فرنسا الآن من أكثر من 70% من الدول الأفريقية التي كانت لها قوات فيها. ولن تبقى القوات الفرنسية الآن إلا في جيبوتي، حيث يبلغ عدد جنودها 1500 جندياً، وفي الجابون، حيث يبلغ عدد جنودها 350 جندياً.
بعد طرد القوات الفرنسية، اقترب القادة العسكريون في النيجر ومالي وبوركينا فاسو من روسيا. وقد نشر الكرملين مرتزقة في مختلف أنحاء منطقة الساحل، وهم متهمون بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان ضد المدنيين.
وقد تدهور الوضع الأمني في تلك البلدان، مع تزايد أعداد الهجمات المتطرفة وسقوط قتلى بين المدنيين من جانب الجماعات المسلحة والقوات الحكومية على حد سواء.