خاص – ترجمة – إن إعادة انتخاب دونالد ترامب، مع سيطرة الكونجرس الكاملة عليه، تشكل تحديات لأوروبا في مجالات التجارة والدفاع وسياسة المناخ. ويحذر الخبراء من الضربات الاقتصادية المحتملة، ويحثون الاتحاد الأوروبي على التصرف بحزم، وتعزيز القدرة التنافسية، وتأكيد استقلاليته الجيوسياسية. حيث لم يتبقَّ إلا القليل على عودة دونالد ترامب إلى المكتب البيضاوي، وهو ما يبشر بأربع سنوات أخرى من الرئاسة التي من المتوقع أن تخلق تأثيرات واسعة النطاق على الساحة العالمية.
مع تأمين الجمهوريين للسيطرة على مجلسي النواب والشيوخ، أصبح ترامب الآن يتمتع بسلطة كبيرة لإعادة تشكيل السياسات الأميركية، وهو التحول الذي يضع الاقتصادات والاستقرار السياسي في جميع أنحاء العالم ــ وخاصة في أوروبا ــ على المحك.
أثار فوز ترامب تساؤلات جديدة حول التوترات التجارية، ومسؤوليات الدفاع، والتعاون المناخي، مع تحذير المحللين من أن أجندته “أميركا أولا” قد تؤثر بشكل عميق على الاتحاد الأوروبي.
إن السياسة الخارجية التحويلية التي ينتهجها ترامب، وخاصة انتقاداته لحلف شمال الأطلسي وتقليص الدعم الأميركي للأمن الأوروبي، تفرض أعباء إضافية على الاتحاد الأوروبي. وبحسب “جولدمان ساكس”، فإن تحقيق هدف حلف شمال الأطلسي للإنفاق الدفاعي البالغ 2% من الناتج المحلي الإجمالي وتعويض التخفيضات الأميركية قد يكلف الاتحاد الأوروبي 0.5% إضافية من الناتج المحلي الإجمالي سنوياً.
ورغم أن هذا الإنفاق من شأنه أن يعزز الجاهزية العسكرية، فإن فوائده الاقتصادية من المرجح أن تكون محدودة بسبب انخفاض مضاعفات الدفاع في أوروبا. والحقيقة أن المخاطر المترتبة على تقليص التدخل الأميركي في المنطقة كبيرة.
وقالت إنجيلوشي مورينا، زميلة السياسات البارزة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إن الاتحاد الأوروبي “سيحتاج إلى زيادة مشاركته لمنع حدوث فراغ في السلطة يمكن لروسيا والصين استغلاله بشكل أكبر”. وأشارت مورينا إلى أنه على الرغم من الخطوات الكبيرة التي اتخذتها أوروبا في مجال الدفاع وأمن الطاقة، إلّا أن “هناك حاجة إلى المزيد من الجهود”.