وكالات – لم يكن اللقاء في فلوريدا هو الأول بين رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، ودونالد ترامب بعد انتخاب الأخير رئيساً لولاية ثانية. فقد التقى الطرفان في باريس خلال حفل افتتاح كنيسة نوتردام. لكن زيارة يناير 2025 ستعزز وضعية ميلوني للعب دور صلة الوصل بين أوروبا والولايات المتحدة.
يبدو أن ميلوني هي واحدة من أقرب الحلفاء المحتملين بين قادة الاتحاد الأوروبي لترامب، وقد اعتبرت صحيفة ” بوليتيكو” أنها “ستمثل جسراً بين الاتحاد الأوروبي والبيت الأبيض الذي سيترأسه ترامب”.
وكانت ميلوني قد صرحت سابقاً أنه “من الضروري الحفاظ على نهج عملي وبناء ومنفتح مع إدارة ترامب، من خلال استغلال مجالات التعاون المحتمل والمثمر بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، ومحاولة منع النزاعات التجارية التي لن تكون مفيدة بالتأكيد لأي طرف”. وكانت واحدة من أولى القادة الأوروبيين الذين هنأوا ترامب على فوزه بالانتخابات في نوفمبر 2024.
ويتشارك الطرفان أفكاراً يمينية محافظة شكلت الحافز الأساسي للتقارب بينهما. لكن ميلوني استفادت أيضاً من عدم الاستقرار السياسي الذي تمر به دول أخرى، مثل فرنسا وألمانيا، مقابل استقرار نسبي يوفره لها ائتلافها الحكومي وازدياد شعبيتها في إيطاليا.
ويرى مراقبون أنه “قبل تشكيل حكومة جديدة في ألمانيا وفي ظل الوضع الحالي في فرنسا، ستتمتع إيطاليا بنوع من الاحتكار، كونها الدولة الوحيدة التي تتمتع بحكومة مستقرة”.
لكن رغم هذا التقارب بين الزعيمين، إلا أنهما لا يتشاركان المواقف نفسها حول جميع القضايا العالمية الملحة. فقد كانت ميلوني من أقوى الداعمين لأوكرانيا، حيث التقت بالرئيس فولوديمير زيلينسكي حوالي اثنتي عشرة مرة منذ حرب أوكرانيا.
إلى ذلك، فإن إنفاق الحكومة الإيطالية على ميزانية الدفاع لا يتجاوز 1.5%، أي أقل من عتبة الـ2% التي حددها حلف شمال الأطلسي، وهي النسبة التي كان ترامب يشدد عليها دائماً كشرط أساسي للمساهمة في تعزيز الدفاع المشترك.
من جانب آخر، أثار التقارب بين ميلوني وترامب مخاوف لدى دول أوروبية بشأن التماسك الداخلي للاتحاد الأوروبي. فقد نشرت صحيفة “لوبوان” تقريراً أشارت فيه إلى قلق باريس من مسار العلاقة بين الطرفين، حيث ترى أن روما قد تكون عرضة للضغوط الأميركية، مما يعزز مصالح واشنطن على حساب الاتحاد الأوروبي.
ولم تُنشر تفاصيل عما تضمّنه اجتماع ميلوني مع ترامب، لكن تقارير في وسائل إعلام إيطالية أشارت إلى أنها كانت تعتزم التحدث معه عن الحرب بين روسيا وأوكرانيا وقضايا التجارة والشرق الأوسط وأزمة صحفية إيطالية محتجزة في طهران.
ويأتي الاجتماع مع ترامب في وقت تواجه فيه ميلوني اختباراً للسياسة الخارجية بعد القبض على المراسلة الإيطالية تشتشيليا سالا في إيران في 19 ديسمبر 2024 خلال عملها بموجب تأشيرة صحفية عادية.
وجاء إلقاء القبض على سالا بعد اعتقال رجل الأعمال الإيراني محمد عابديني في مطار مالبينسا في ميلانو بناء على مذكرة أميركية بتهمة توريد أجزاء طائرات مسيّرة تقول واشنطن إنها استخدمت في هجوم في 2023 أودى بحياة ثلاثة عسكريين أميركيين في الأردن.