خاص – ترجمة – قالت إحدى شركات المقاولات الألمانية الرائدة أن على أوروبا محاكاة الولايات المتحدة من خلال الضغط من أجل زيادة المشتريات المحلية للمعدات العسكرية للمساعدة في تعزيز البنية التحتية الدفاعية في المنطقة.
في هذا السياق، يقول أوليفر دوري، الرئيس التنفيذي لشركة هينسولدت لتصنيع أجهزة الرادار والمستشعرات، إن شركات الدفاع الأجنبية في الولايات المتحدة واجهت ضغوطاً متزايدة للحصول على منتجات محلية منذ فوز دونالد ترامب في الانتخابات، ما دفعها إلى الشراكة مع منافسين أميركيين.
وأردف دوري الذي تولى قيادة شركة المقاولات الدفاعية البافارية العام 2024: “الاستجابة المباشرة لانتخاب ترامب هي أن الدعوة إلى المحتوى المحلي في الولايات المتحدة أصبحت أقوى”.
وأضاف أن مجموعات الدفاع الألمانية تعمل على تطوير شراكات قوية مع نظيراتها في الولايات المتحدة نتيجة لذلك، وهو ما من شأنه أن يساعد في تعزيز المبيعات في كل من الولايات المتحدة وأوروبا.
وتابع دوري، الذي عمل في الجيش الألماني ووزارة الدفاع في البلاد قبل أن ينتقل إلى القطاع الخاص قبل 15 عاماً، أن الحكومات الأوروبية يجب أن تستجيب من خلال الاستفادة بشكل أفضل من قواعد الاتحاد الأوروبي لتعزيز الموردين الأوروبيين.
وأكمل أنه “يتعين علينا أن ندعو إلى المحتوى المحلي”، معتبراً أن ذلك من شأنه أن يوحّد القارة مع الولايات المتحدة ويعزز قدرات الدفاع في المنطقة. فقانون الاتحاد الأوروبي يسمح بالفعل للدول الأعضاء بتجاوز قواعد التجارة الحرة للاتحاد في حالات معينة تتعلق بالدفاع والأمن.
وبحسب المعهد الفرنسي للشؤون الدولية والاستراتيجية، فإن أقل من ربع العقود الدفاعية التي أعلنت عنها الحكومات الأوروبية في غضون خمسة عشر شهراً بعد حرب أوكرانيا في فبراير 2022، والتي بلغت قيمتها نحو 100 مليار يورو، تم توقيعها مع شركات محلية. ومن بين المشتريات من خارج الاتحاد الأوروبي، تدفقت 80% من الأموال إلى الولايات المتحدة.
وكانت شركة هينسولدت، التي تنتج رادارات الدفاع الجوي، من المستفيدين من “Zeitenwende”، أو نقطة التحول التاريخية، التي أعلن عنها المستشار أولاف شولتز في عام 2022 عندما تعهدت ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، بإنشاء صندوق عسكري خاص بقيمة 100 مليار يورو لتجديد جيشها رداً على هجوم روسيا على أوكرانيا.
وقد تضاعفت أسهم الشركة المدعومة من برلين ثلاث مرات تقريباً منذ أوائل العام 2022، كما جمعت عدداً قياسياً من الطلبات المتأخرة بقيمة 6.5 مليار يورو في الأشهر التسعة الأولى من العام 2024.
ومن المتوقع أيضاً أن تستفيد مجموعات الدفاع في المنطقة من الضغوط المتزايدة التي يتعرض لها أعضاء حلف شمال الأطلسي من جانب جماعات الضغط لرفع هدف التحالف للإنفاق الدفاعي من 2% إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي، ويرجع ذلك جزئياً إلى ترقب عودة ترامب كرئيس للولايات المتحدة.
ولم يرَ دوري أن احتمال السلام في أوكرانيا يشكل تهديداً لنمو الإيرادات والأرباح في الأمد المتوسط، قائلاً إن نحو 6% فقط من مبيعات الشركة تذهب إلى أوكرانيا.
واختتم بالقول: “إنني أرى بالتأكيد عقداً من الزمان من الإنفاق الدفاعي أمامنا ــ بغض النظر عما إذا كان لدينا سلام في أوكرانيا أم لا”، مضيفاً أنه حتى لو جاءت نهاية قريبة للحرب، التي عملت كفرامل على النمو الأوسع للقدرات العسكرية الروسية، “فإن هذا سيتطلب من أوروبا وحلف شمال الأطلسي بناء ترسانتهما”.