خاص – أفاد تقرير لليوروبول بأن الأسلحة والطائرات بدون طيار التي تُترك في ساحات القتال قد تستغلها العصابات الإجرامية. حيث حذرت هيئة إنفاذ القانون بالاتحاد الأوروبي من أن أوكرانيا قد تصبح مركزاً عالمياً لتهريب الأسلحة بعد انتهاء الحرب مع روسيا. وبحسب التقرير الصادر عن اليوروبول، فإن المخزونات من الأسلحة العسكرية والطائرات بدون طيار والذخيرة التي تُترك في ساحات القتال معرضة لخطر الاستغلال من قبل جماعات الجريمة المنظمة عندما تتوقف الأعمال العدائية.
وجاء في التقرير الذي حمل عنوان “الحمض النووي المتغير للجريمة الخطيرة والمنظمة”: “لا تزال هناك مخاوف بشأن تحول أوكرانيا إلى مصدر مهم للأسلحة النارية والذخيرة غير المشروعة… على المدى القصير إلى المتوسط”. وأكدت الولايات المتحدة، أكبر مانح للمساعدات العسكرية لأوكرانيا، في مارس 2025 أنها قدمت 66.5 مليار دولار (51.4 مليار جنيه إسترليني) كمساعدات عسكرية للبلاد منذ حرب أوكرانيا في فبراير 2022.
منطقة غرب البلقان واحدة من أكبر مصادر الأسلحة غير المشروعة
يتضمن الرقم 500 مليون طلقة من ذخيرة الأسلحة الصغيرة وأكثر من 50 ألف قاذف قنابل يدوية. وأشار التقرير الصادر عن اليوروبول في أبريل 2025 إلى مثال حول كيفية تحوّل منطقة غرب البلقان واحدة من أكبر مصادر الأسلحة غير المشروعة في العالم بعد سلسلة من الصراعات العرقية في البوسنة وكرواتيا وصربيا وكوسوفو التي اندلعت بعد تفكك يوغوسلافيا في عام 1991.
يقول وزير الداخلية البولندي توماس سيمونياك: “إن الصراع المسلح المستمر في أوكرانيا يشكل مصدر تهديدات جديدة لأمننا الداخلي. “وإدراكاً لهذه الحقيقة، يتعين علينا تحديد هذه التهديدات ومراقبتها بشكل مستمر، والرد عليها بسرعة وبشكل مناسب. وتابع: “يجب علينا أيضاً أن نكون مستعدين للتحديات الجديدة بعد انتهاء هذه الحرب، مثل زيادة تهريب الأسلحة والذخيرة من أوكرانيا”.
استخدام الأسلحة ضد قوات إنفاذ القانون
وعلى الرغم من أن التقرير ذكر أن “الكشف على نطاق واسع” عن الأسلحة المهربة من أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي ظل محدوداً، فقد كشفت الشرطة الإسبانية بالفعل عن أدلة على قيام عصابات الجريمة المنظمة بتسليح نفسها بأسلحة تبرع بها أعضاء حلف شمال الأطلسي للقوات الأوكرانية. ويُعتقد أن الأسلحة تم الإعلان عنها للبيع وشراؤها على شبكة الإنترنت المظلمة.
وتفيد التقارير الأمنية بأن أسلحة حربية “في حالة سليمة” تم العثور عليها خلال مداهمات الشرطة في الجزيرة الخضراء وقادس وألميريا بمعدل يصل إلى “مرتين أو ثلاث مرات” في الشهر. ويقول مسؤول أمني: “لقد فقدوا كل الخوف ويستخدمونه حتى عندما نأتي لإجراء اعتقالات”.
وأضاف تقرير يوروبول أن عصابات الجريمة تعتمد بشكل متزايد على الأسلحة المتفجرة والألعاب النارية المعدلة أثناء الحرب بين العصابات. ويقال إن جماعات الجريمة المنظمة يستخدمون أجهزة متفجرة بدائية عمليات السرقة وحتى عمليات الاتجار بالبشر. وذكر التقرير أن صعود برامج الذكاء الاصطناعي قد يسهل على العصابات إنتاج الأسلحة المطبوعة بتقنية ثلاثية الأبعاد وتصنيع أجزاء الأسلحة النارية.
منح أوكرانيا القدرة على إعادة إنشاء الأجزاء العسكرية
وقعت وزارة الدفاع البريطانية اتفاقية مع شركة بابكوك إنترناشونال غروب، وهي شركة دفاعية وهندسية، لمساعدة القوات المسلحة الأوكرانية على طباعة المعدات العسكرية بتقنية ثلاثية الأبعاد. وحصلت الشركة على عقد إثبات المفهوم للعمل مع شركة QinetiQ، وهي شركة تكنولوجيا دفاعية بريطانية، لإنشاء رسومات وملفات رقمية للمعدات العسكرية والتي يمكن استخدامها بعد ذلك لطباعة أجزاء داخل أوكرانيا.
يقول توم نيومان، الرئيس التنفيذي لقطاع الأراضي في شركة بابكوك: “هدفنا هو منح أوكرانيا القدرة على إعادة إنشاء الأجزاء العسكرية التي تحتاجها، حيثما ومتى كان الأمر مهماً حقاً. وتابع: “يعتمد هذا الابتكار على خبرتنا الهندسية وقدراتنا التكنولوجية، مما يمنحنا المزيد من الفرص لتحسين الطباعة ثلاثية الأبعاد”.