وكالات ـ في حين يترقب العالم ضربة إسرائيل لإيران حسب ما أعلنته مرارا، ردا على هجومها الصاروخي في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، كانت إسرائيل قد أعدت على مدار 20 عاما خطة سرية لضرب إيران، استثمرت فيها مليارات الدولارات لتطوير أسلحة متقدمة وقدرات هجومية خاصة. جاء ذلك في تقرير لصحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية التي أشارت أيضا إلى أن هذه الخطة تستهدف المنشآت النووية الإيرانية وتستند إلى قدرات عسكرية متطورة تم إعدادها بسرية تامة، بما في ذلك تطوير ذخائر متخصصة وتحديث الطائرات المقاتلة لتمكينها من تنفيذ ضربات بعيدة المدى.
تحديات ضرب إيران
تتميز المنشآت النووية الإيرانية وقواعد الصواريخ الباليستية بحماية كبيرة، حيث تقع في مواقع تحت الأرض، وتُديرها إيران بنظام دفاع جوي متطور جرى تطويره محليا. يدّعي الإيرانيون أن هذا النظام يعادل الأنظمة الروسية مثل “S-300″، وهي قادرة على اعتراض الصواريخ الإسرائيلية. على الرغم من ذلك، فإن الضربة التي نفذتها إسرائيل على أصفهان بعد هجوم إيران في أبريل/نيسان لم يتم اعتراضها.
كما يوضح التقرير أن إيران لا تزال تحتفظ بأسطول طائرات قديم، بما في ذلك طائرات “ميغ-29″ الروسية و”إف-14” الأمريكية من عهد الشاه، والتي لا تزال تعمل رغم العقوبات الدولية. في ضوء هذه التحديات، أنفقت إسرائيل مليارات الدولارات على مدى 20 عاما لتطوير ذخائر متخصصة وتجهيز طائرات قادرة على تنفيذ ضربات بعيدة المدى.
التطوير العسكري الإسرائيلي
من أبرز التطورات التي ذكرها التقرير هو صُنع إسرائيل ذخائر متخصصة، بما في ذلك صواريخ هجومية بعيدة المدى مثل “رامبيج” و”روكس”. هذه الصواريخ، التي تُطلق من الطائرات المقاتلة، تتميز بسرعتها الفائقة مما يقلل من زمن تنبيه العدو ويُعقّد جهود الاعتراض، مما يزيد من فرص إصابة الهدف بنجاح. كما أفادت “جيروزاليم بوست” بأن إسرائيل قامت بتطوير خزانات وقود قابلة للفصل لطائرات “F-35″، ما أتاح لها إمكانية الوصول إلى إيران مع الحفاظ على قدرتها في التخفي، وهذا ابتكار غير متوفر حتى للولايات المتحدة.
القدرات الصاروخية والغواصات
إلى جانب الذخائر الجوية، تمتلك إسرائيل نظام صواريخ “أرض-أرض” يُعرف باسم صواريخ “أريحا”، القادرة على حمل رؤوس حربية تقليدية ونووية. وعلى الرغم من مئات الصواريخ الباليستية التي أطلقتها إيران نحو إسرائيل، إلا أن احتمال استخدام إسرائيل لهذه الصواريخ في ضربة يبدو ضعيفا.
علاوة على ذلك، قامت إسرائيل بتطوير صواريخ “بوب آي توربو” “PopEye Turbo” التي يبلغ مداها 1500 كيلومتر، وهي مصممة للإطلاق من غواصات إسرائيلية. يمنح هذا المدى الغواصات الإسرائيلية القدرة على ضرب أهداف إيرانية من البحر الأحمر أو بحر العرب دون الحاجة إلى دخول الخليج، مما يقلل من المخاطر.
التعاون الدفاعي والتصدير
إحدى الاستراتيجيات الإسرائيلية التي أوضحتها الصحيفة هي تصدير بعض هذه الذخائر المتطورة إلى عملاء أجانب موثوقين، الأمر الذي يتيح للشركات الإسرائيلية الاستمرار في تطوير الأسلحة، ويساعد في خفض التكاليف على وزارة الدفاع الإسرائيلية. ورغم ذلك، فإن إسرائيل تحتفظ ببعض الأسلحة غير المعلنة في مستودعات القوات الجوية بانتظار اللحظة المناسبة لاستخدامها.


