الخميس, نوفمبر 6, 2025
23.4 C
Beirut

الأكثر قراءة

إصدارات أسبوعية

تعهدات الشرع بين الشكوك الإسرائيلية والتحديات الميدانية

جريدة الحرة

DW ـ في أعقاب إعلان اتفاق لوقف إطلاق النار في محافظة السويداء، وتعهد الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع بحماية الأقليات، أعربت إسرائيل عن قلقها حيال أوضاع الأقليات في سوريا، ودعت المجتمع الدولي إلى التدخل لضمان أمنهم وحقوقهم.

إسرائيل ترفض تعهد الشرع وتدعو لحماية الأقليات

رفضت إسرائيل تعهّد الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، بحماية الأقليات، وذلك في ظل الاشتباكات الدامية التي شهدتها محافظة السويداء. وعبّر وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، عن مخاوف بلاده عبر منشور على منصة “إكس”، قال فيه: “في سوريا الشرع، من الخطير جدًا أن تكون عضوًا في أقلية – سواء كنت كرديًا أو درزيًا أو علويًا أو مسيحيًا”.

وأضاف: “لقد ثبت ذلك مرارًا خلال الأشهر الستة الماضية”، معتبرًا أن على المجتمع الدولي “واجبًا بضمان أمن وحقوق الأقليات في سوريا، وربط أي مسعى لإعادة قبول سوريا في المجتمع الدولي بحماية تلك الأقليات”.

وتقول إسرائيل إن هدفها يتمثل في حماية الأقلية الدرزية داخل سوريا، وتؤكد كذلك على ضرورة بقاء المناطق الجنوبية القريبة من حدودها منزوعة السلاح. وتسبّبت الاشتباكات في السويداء بإثارة قلق الدروز داخل إسرائيل أيضًا.

توتر في الجولان: مدنيون دروز يعبرون الحدود

قال الجيش الإسرائيلي، يوم السبت، إن عشرات المدنيين من أبناء الطائفة الدرزية في إسرائيل عبروا الحدود إلى داخل الأراضي السورية، وتحديدًا في منطقة مجدل شمس – وهي بلدة درزية تقع في هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل. وأضاف البيان أن هؤلاء استخدموا العنف ضد القوات الإسرائيلية التي حاولت تفريقهم.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية العامة (“كان”) بأن المدنيين الذين عبروا إلى الجانب السوري عادوا بعد نحو ساعتين.

الشرع: الدولة ملتزمة بحماية الأقليات والطوائف

من جهته، أكّد الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، في تصريحات أدلى بها يوم السبت، أن الدولة السورية “تلتزم بحماية الأقليات والطوائف كافة في البلاد”، مشددًا على أنها ماضية في “محاسبة جميع المنتهكين”.
وأشار إلى أن “الأحداث الأخيرة في السويداء شكّلت منعطفًا خطيرًا”، لافتًا إلى أن الاشتباكات العنيفة التي اندلعت بين مختلف المجموعات المسلحة “كادت أن تخرج عن السيطرة، لولا تدخل الدولة السورية لاحتواء الوضع”.

وتابع الشرع: “رغم صعوبة الأوضاع، تمكنت الدولة من تهدئة المشهد، لكن التدخل الإسرائيلي أدخل البلاد في مرحلة خطيرة تهدد استقرارها، بفعل القصف السافر للجنوب ولمؤسسات الدولة في دمشق”.
وأضاف أن وساطات أمريكية وعربية تدخلت بعد ذلك لمحاولة تثبيت الهدوء.

اتفاق هشّ لوقف إطلاق النار في السويداء

توصلت الرئاسة السورية إلى اتفاق مع الأطراف المتحاربة في السويداء، يقضي بوقف شامل لإطلاق النار، ودخول مؤسسات الدولة العسكرية إلى المحافظة، وحلّ جميع الفصائل المسلحة، وتسليم الأسلحة الثقيلة، ودمج المقاتلين في وزارتي الدفاع والداخلية.

إلا أن الاتفاق لم يصمد طويلًا، إذ تجدّدت الاشتباكات صباح اليوم بين مسلّحين دروز ومقاتلين من القبائل والعشائر العربية. وقد أسفرت المعارك، التي بدأت يوم الأحد الماضي، عن مقتل أكثر من 700 شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ضغوط دولية وتدخل إسرائيلي

في سياق متصل، أعلنت واشنطن عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل، بعد سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع رسمية للقوات الحكومية في دمشق والسويداء.
ودعا المبعوث الأميركي إلى دمشق، توم باراك، الدروز والبدو والسنّة إلى “إلقاء سلاحهم”.

من جهتها، أكدت الرئاسة الروحية لطائفة الموحّدين الدروز، المرتبطة بالشيخ حكمت الهجري – أحد المراجع الدينية الثلاثة في السويداء – أنها “تمد يدها إلى كل إنسان شريف من أجل إنهاء الاشتباكات الحالية، ووقف إطلاق النار، والاحتكام إلى صوت العقل والحكمة والإنسانية، لا إلى السلاح والفوضى”.

تحديات أمام الشرع: الأمن والتعددية

ويُعدّ بسط الأمن على كامل الأراضي السورية، إضافة إلى التعامل العادل مع الأقليات، من أبرز التحديات التي تواجه الرئيس الانتقالي أحمد الشرع منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد، الذي لطالما قدّم نفسه على أنه حامٍ للأقليات.
ويُذكر أن الطائفة الدرزية تتوزع بين سوريا ولبنان وإسرائيل، ويبلغ عدد أفرادها في إسرائيل – حيث يُعتبرون أقلية ناطقة بالعربية – أكثر من 150 ألف شخص.

https://hura7.com/?p=62071

الأكثر قراءة