وكالات ـ تعتزم إيران منح المحادثات المقررة مع الولايات المتحدة بشأن الملف النووي “فرصة حقيقية” رغم “خطاب واشنطن العدائي”، بحسب ما أفادت الجمعة وزارة خارجية الجمهورية الإسلامية. وتستضيف سلطنة عمان السبت مباحثات يشارك فيها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والموفد الخاص للرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
قبل يوم واحد من مباحثات حاسمة، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي الجمعة أن بلاده تمنح المسار الدبلوماسي خلال المحادثات المقررة مع الولايات المتحدة، عدوها اللدود، “فرصة حقيقية بحسن نية ويقظة تامة”، مضيفاً أن “على أمريكا أن تُقدّر هذا القرار الذي اتُّخذ رغم خطابها العدائي”.
وبحسب منشور لبقائي على منصة “إكس”، فإن المحادثات المقررة في سلطنة عمان السبت “تعتزم تقييم نوايا الطرف الآخر وحسم الأمر”.
ومن المقرر أن يجري الطرفان محادثاتهما بشأن برنامج طهران النووي في الوقت الذي تدرس فيه بريطانيا وفرنسا وألمانيا ما إذا كانت ستطلق عملية لإعادة فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية في الأمم المتحدة قبل انتهاء أمد الاتفاق النووي لعام 2015 في أكتوبر/تشرين الأول.
وعشية المباحثات المرتقبة، كتب علي شمخاني، المستشار الحالي لخامنئي والأمين السابق للمجلس الأعلى للأمن القومي، على منصة “إكس”: “وزير الخارجية الإيراني في طريقه إلى عمان بكامل الصلاحيات لإجراء مفاوضات غير مباشرة مع أمريكا. بعيداً عن الاستعراض والحديث أمام الكاميرات، تحاول طهران التوصل إلى اتفاق حقيقي وعادل”.
وأضاف في النسخة العربية من المنشور الصادر أيضاً بالفارسية والإنكليزية: “ثمة مقترحات جاهزة هامة وقابلة للتنفيذ. إذا دخلت واشنطن في اتفاق بصدق، فإن الطريق إليه سيكون ميسراً”.
خطر كبير
وأصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إعلاناً مفاجئاً الإثنين بأن واشنطن وطهران على وشك بدء محادثات مباشرة في سلطنة عُمان السبت بشأن البرنامج النووي الإيراني، محذراً من أن الجمهورية الإسلامية ستكون في “خطر كبير” إذا فشلت المحادثات.
وسبّب الإعلان بعض الالتباس، إذ ذكرت إيران أن المحادثات ستكون غير مباشرة، وأن العمانيين سيلعبون دور الوسطاء.
وقالت إيران، التي سبق أن أكدت أنها لن تُجبر على التفاوض، إن على واشنطن أن تُقدّر هذا القرار على الرغم من “دعايتهم العدائية الدائمة”. وفيما قال ترامب إن المحادثات ستكون “مباشرة”، أكد عراقجي على أنها ستكون “غير مباشرة”.
وقبيل الاجتماع المقرر، واصلت واشنطن سياسة “الضغط الأقصى” بفرضها عقوبات على إيران استهدفت أخيراً شبكتها النفطية وبرنامجها النووي.
ولوح ترامب الأربعاء بعمل عسكري ضد إيران في حال عدم التوصل إلى اتفاق. بينما حذر علي شمخاني مستشار للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي من أن طهران قد تصل إلى حد “طرد” مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حال تواصُل التهديدات ضدها.
وتعليقاً على هذا الموقف، اعتبرت واشنطن أن طرد طهران مفتشي الوكالة التابعة للأمم المتحدة “سيشكل تصعيداً وخطأ في الحسابات من جانب إيران”.
رسالة ترامب
وتأتي محادثات السبت بعدما كشف ترامب مطلع آذار/مارس أنه بعث برسالة إلى طهران يعرض عليها فيها إجراء مفاوضات، لكنه لوّح بعمل عسكري ضدها في حال عدم التوصل لاتفاق.
وردت طهران بعد أسابيع مؤكدة انفتاحها على مفاوضات غير مباشرة، رافضة إمكان إجراء محادثات مباشرة طالما واصلت الولايات المتحدة سياسة “الضغوط القصوى”.
وأكد بقائي أن إيران “لن تُصدر أحكاماً مُسبقة ولن تتنبأ” قبل المحادثات. وأضاف: “نعتزم تقييم نوايا الطرف الآخر وجديته يوم السبت، وتعديل خطواتنا التالية بناء على ذلك”.
وكانت طهران وست قوى كبرى – منها الولايات المتحدة وروسيا والصين – أبرمت اتفاقاً بشأن برنامج إيران النووي عام 2015، عُرف رسمياً بـ”خطة العمل الشاملة المشتركة”، وأتاح فرض قيود على برنامج الجمهورية الإسلامية وضمان سلميته، لقاء رفع عقوبات.