جريدة الحرة
بعد مسيرة سياسية ومذهبية معقّدة تراوحت بين أصولية غير مؤصّلة وممارسات دينية غير متوائمة مع صحيح ممارسات السُّنّة في العالم العربي ولبنان، يبدو أن “جمعية المشاريع الخيرية” المعروفة بجماعة “الأحباش” توحي بأنها قررت العودة إلى الصراط المستقيم. فقيادتها زارت سفارة المملكة العربية السعودية والتقت السفير وليد البخاري لتدشّن عهداً جديداً في السياسة المحلية وفي العلاقة مع بلاد الحرمين الشريفين.
العودة مهمة لكن تلاوة فعل الندامة أهم. فكلّنا يذكر الأدوار المشبوهة و”تظاهرة السكاكين” في بيروت انتصاراً للنظام السوري وتهديداً للمطالبين بالسيادة قبل 25 عاماً، مثلما أن الأحباش بالكاد يخرجون من تحالفهم الانتهازي مع “حزب الله” ومحور الممانعة مع كل الأضرار التي تسببوا بها انتخابياً وسياسياً لأهل بيروت ولكل اللبنانيين…
لا بأس بتغيير السياسات مع تبدّل الأحوال، لكن قليلاً من المراجعة وفحص الضمير والاعتذار حتى يصدق القول أن “المسامح كريم”، وهو تحديداً الشعب اللبناني.