خاص – ألمحت مفوضة التكنولوجيا بالاتحاد الأوروبي إلى ما يسمى بـ”خطة عمل قارة الذكاء الاصطناعي” قبل توليها منصبها في أواخر العام 2024. حيث أكدت هينا فيركونين، في بروكسل في مارس 2025، أن المفوضية الأوروبية ستقدم الخطة في التاسع من أبريل 2025 في محاولة لتعزيز تطبيق الشركات لأدوات الذكاء الاصطناعي.
ولفتت فيركونين في مؤتمر “طموحات الذكاء الاصطناعي”، الذي تنظمه فاينانشال تايمز لتمكين أوروبا، إلى أن خطة العمل ستتكون من خمس ركائز، بما في ذلك البنية التحتية، والوصول إلى البيانات، والسحابة، والمواهب والمهارات والتيسير.
لن يتم تطبيق قانون الذكاء الاصطناعي للاتحاد الأوروبي – مجموعة القواعد التي تنظم أدوات الذكاء الاصطناعي وفقاً للمخاطر التي تشكلها على المجتمع – بشكل كامل إلا في عام 2027، لكن المفوضية تتطلع أيضاً إلى تبسيط القواعد الحالية. وأوضحت فيركونن أن اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي ستجري فحصاً أوسع للياقة الرقمية، للتأكد من أن القواعد “مناسبة للغرض”.
وأضافت فيركونين: “نحن نعلم أن هناك أجزاء متداخلة – وغالباً ما تكون نفس الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم هي التي تحتاج إلى الامتثال للقواعد المختلفة”. وتابعت: “كنت عضواً في البرلمان الأوروبي، وأعلم أن معظم القواعد التي وُضعت خلال السنوات العشر أو الخمس عشرة الماضية تتداخل مع بعضها البعض، بما في ذلك التزامات الإبلاغ. علينا أن نبحث في كيفية الحد من البيروقراطية”.
وتعرضت جهود الاتحاد الأوروبي لتطبيق قواعد التكنولوجيا، بما في ذلك قواعد المنصات والذكاء الاصطناعي، لانتقادات لاذعة من الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب. وحذر نائب الرئيس، جيه دي فانس، مما وصفه بـ”التنظيم المفرط” للذكاء الاصطناعي خلال قمة عمل الذكاء الاصطناعي في باريس في فبراير 2025.
وتعهدت فيركونين للمشرعين في الاتحاد الأوروبي قبل جلسة تأكيد تعيينها العام 2024 بجعل أوروبا “قارة للذكاء الاصطناعي”، بما في ذلك مقترحات بشأن مصانع الذكاء الاصطناعي ومرافق التدريب، فضلاً عن قانون تطوير الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي لمساعدة الشركات على تطوير ونشر الذكاء الاصطناعي بشكل أسهل من خلال المزيد من الاستثمار وأهداف كفاءة الطاقة.
كما أعلنت المفوضية الأوروبية خلال العام 2025 أنها ستخصص مبلغ 200 مليار يورو للاستثمار في الذكاء الاصطناعي. وسيُخصص 20 مليار يورو من هذا المبلغ لمصانع الذكاء الاصطناعي العملاقة، وهو ما تحتاجه المفوضية، وفقاً للمفوضية، لتمكين “التطوير التعاوني” لأكثر نماذج الذكاء الاصطناعي تعقيداً.
أداة الذكاء الاصطناعي الخاصة بشركة Meta لم تحصل على الموافقة بعد للاستخدام من قبل مفوضية الاتحاد الأوروبي
سيتم إطلاق MetaAI في جميع أنحاء أوروبا، بعد أشهر من مواجهة الشركة لأسئلة الجهات التنظيمية بشأن استخدام البيانات الشخصية لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها. وتنتظر المفوضية الأوروبية تقييم المخاطر من قبل شركة Meta للتحقق مما إذا كانت وظيفة الدردشة بالذكاء الاصطناعي الجديدة للشركة التكنولوجية العملاقة تلبي الالتزامات بموجب قواعد منصة الإنترنت في الاتحاد الأوروبي، حسبما قال متحدث باسم المفوضية.
وأضاف المتحدث أن “جوانب معينة” من MetaAI تندرج ضمن نطاق قانون الخدمات الرقمية (DSA)، الذي يحدد معايير السلامة والشفافية. وبموجب قانون الخدمات الديناميكية، يتعين على الشركة تقديم تقييمات المخاطر إلى اللجنة سنوياً ولكن أيضاً قبل نشر وظائف جديدة.
وتابع المتحدث باسم الشركة: “بمجرد أن نتلقى تقييم المخاطر، سنقوم بتحليل جميع الوثائق ذات الصلة بعناية لضمان الامتثال لقانون الخدمات الرقمية وأن الميزة لا تشكل أي مخاطر غير مبررة داخل الاتحاد الأوروبي”.
وكانت شركة ميتا قد أعلنت في مارس 2025 أنها ستطلق “ميتا إيه آي” في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي. وقد طُبّق النظام في الولايات المتحدة في سبتمبر 2023، تلته الهند في يونيو 2024، والمملكة المتحدة في أكتوبر 2024.
وقد توقفت خطة الشركة لمواصلة التوسع في أوروبا في العام 2024 بسبب “عدم القدرة على التنبؤ باللوائح التنظيمية”. إذ أبلغت لجنة حماية البيانات الإيرلندية الشركة بتأجيل خطتها لأنها تخطط لاستخدام بيانات المستخدمين البالغين لفيسبوك وإنستغرام لتدريب نماذج اللغة الكبيرة الخاصة بها (LLMs).
تقول شركة ميتا في منشور على مدونتها في مارس 2025: “لقد استغرق الأمر وقتاً أطول مما كنا نرغب في توفير تقنية الذكاء الاصطناعي الخاصة بنا للأشخاص في أوروبا مع استمرارنا في التنقل عبر نظامها التنظيمي المعقد – لكننا سعداء لأننا وصلنا أخيراً إلى هنا”.
وقال متحدث باسم الشركة في بيان لـ”يورونيوز” إن ميتا كانت “شفافة تماماً مع المفوضية الأوروبية بشأن إطلاق ميتا إيه آي”. وأضاف البيان: “نحن واثقون من التزامنا ونواصل الحوار المستمر مع المفوضية”.
وكانت الشركة – بما في ذلك رئيسها التنفيذي مارك زوكربيرغ ورئيس السياسة العالمية جويل كابلان – قد انتقدت الإجراءات التنظيمية الأوروبية ضد شركات التكنولوجيا الأمريكية، وخاصة بعد تولي الرئيس الجمهوري دونالد ترامب منصبه في يناير 2025.
