وكالات ـ صوت أعضاء البرلمان الأوروبي الأربعاء بالموافقة على فريق المفوضية الأوروبية الجديدة التي ستتولى مهامها في بداية كانون الأول/ديسمبر. وأيد البرلمان الأوروبي فريق أورسولا فون دير لاين الجديد بأغلبية 370 صوتا مقابل 282 صوتا معارضا وامتناع 36 عن التصويت.
نجحت أورسولا فون دير لاين، في الفوز بولاية ثانية وقيادة مفوضية الاتحاد الأوروبي، بعد انتخابها من قبل أعضاء البرلمان الأوروبي، وحصول فريقها على الأغلبية اللازمة، رغم الانتقادات الموجهة لها بعد ترشيحها السياسي اليميني رافائيل فيتو نائبا لها، لتبدأ ولايتها الجديدة في الأول من كانون الأول/ديسمبر المقبل.
وأعطى البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ موافقته بأغلبية كبيرة، وصادق النواب على تعيين المفوضين الـ26 بأغلبية 370 صوتا مقابل 282 صوتا وامتناع 36 عن التصويت.
ووعدت فون دير لاين، بالتعاون مع جميع القوى الديمقراطية المؤيدة لأوروبا في البرلمان الأوروبي، والثقة في فريقها المكون منها كرئيسة للمفوضية و26 مفوضًا.
التركيز على الاقتصاد والدفاع
شددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين على ضرورة تعزيز الدفاع والمنافسة التجارية على خلفية الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية في العالم، وذلك في كلمة أمام البرلمان الأوروبي الذي وافق على تعيين فريقها الجديد الأربعاء.
وقبل التصويت، قالت فون ديرلاين أمام النواب في ستراسبورغ: “حريتنا وسيادتنا تعتمدان أكثر من أي وقت مضى على قوتنا الاقتصادية”، ووعدت بأن تتمحور “مبادرتها الكبرى” الأولى على القدرة التنافسية.
وتتولى السلطة التنفيذية الأوروبية الجديدة مهامها في بداية كانون الأول/ديسمبر، أي قبل نحو خمسين يوما من تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، وهو ما يشيع شعورا بضرورة التحرك العاجل.
وبين عودة ترامب والحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط والمعركة التجارية مع الصين، “تغيرت البيئة بشكل جذري” مقارنة بعام 2019، وفق ما أكدته السويدية إيلفا جوهانسون التي ستترك منصبها كمفوضة أوروبية للهجرة.
وقالت جوهانسون إن المفوضية تواجه “مزيدا من التهديدات … لكنها اليوم تتمتع بقدرة أكبر على إدارة العمليات مما كانت عليه قبل خمس سنوات”، مشيرة إلى استجابتها خلال أزمة كوفيد-19 أو التحرك في مواجهة الحرب في أوكرانيا.
ويقول لويجي سكاتزييري، المحلل في مركز الإصلاح الأوروبي، إن الاستعداد لعودة ترامب هو “التحدي الأكثر إلحاحا” لولاية فون دير لاين الثانية على جبهتين هما التجارة بعد أن توعد الرئيس الجمهوري المنتخب بزيادة الرسوم الجمركية على المنتجات الأوروبية، والأمن مع الخشية من تعديل الموقف الأمريكي من الحرب في أوكرانيا.
وعلى الرغم من هذه التحديات، واجه البرلمان الأوروبي صعوبة قبل الموافقة على فريق المفوضية الجديدة، لا سيما بسبب الانقسام حيال تعيين الإيطالي رافاييل فيتو عضو حزب “فراتيلي ديتاليا” اليميني المتطرف بزعامة جيورجيا ميلوني، في منصب نائب الرئيسة. لكن فون دير لاين أرادت بهذا التعيين الحفاظ على علاقاتها مع رئيسة الحكومة الإيطالية.
وبعد أيام من المواجهة، انتهى الأمر بحزب الشعب الأوروبي (يمين) والوسطيين في حزب التجديد والديمقراطيين الاشتراكيين بالتوصل إلى اتفاق مؤلم للموافقة على كامل أعضاء الفريق، وهو الأول من نوعه منذ عشرين عاما.
ومن بين الوجوه الجديدة، رئيسة الوزراء الإستونية السابقة كايا كالاس في منصب وزيرة خارجية الاتحاد، والوسطي الفرنسي ستيفان سيجورنيه في منصب نائب الرئيسة مع ملف الاستراتيجية الصناعية، والاشتراكية الإسبانية تيريزا ريبيرا التي عُينت نائبة الرئيسة لشؤون التحول البيئي والمنافسة.
توجه نحو اليمين
تميل المفوضية الجديدة إلى اليمين مع ذهاب خمسة عشر منصبا من أصل 27 لحزب الشعب الأوروبي وهو القوة السياسية الرئيسية في البرلمان.
ووصف زعيم حزب الشعب الأوروبي مانفريد ويبر الفريق بأنه “متوازن”، مشيرا إلى احتمال تشكيل أغلبية برلمانية تضم نوابا من الحزب الأوروبي للمحافظين والإصلاحيين اليميني المتطرف ومن حزب الخضر.
وتجاهل المسؤول الألماني اتهامات اليسار بوجود غموض بينه وبين اليمين المتطرف، وقال: “هناك خطوط حمر” ولا يمكن التعاون مع من “لا يؤيدون أوروبا أو أوكرانيا أو سيادة القانون”.
وعلى رأس الحزب الاشتراكي الديمقراطي، سلطت الإسبانية إيراتكس غارسيا بيريز الضوء على “الحاجة إلى الاستقرار” في أوروبا في معرض دفاعها عن تأييدها للفريق الجديد. لكن تسمية رافاييل فيتو نائبا للرئيسة هو الذي أثار فعلا الانقسام.
وصرّح الفرنسي رافاييل غلوكسمان: “لقد تجاوزنا خطا أحمر … نحن بحاجة إلى مفوضية مقاتلة قادرة على الدفاع عن المصلحة الأوروبية العامة، ولا أعتقد أن فراتيلي ديتاليا يسير على هذا الخط”.
وبالمثل عبر دعاة حماية البيئة عن معارضتهم. ونددت الفرنسية ماري توسان بذلك بقولها إن “تعيين نائب رئيسة يميني متطرف يشكل سابقة مأساوية تفتح الطريق أمام الأسوأ… أوروبا تتراجع في كل مرة يتقدم فيها اليمين المتطرف”.