خاص – هل ينبغي تقسيم أوكرانيا إلى مناطق يتولى فيها الجنود الروس والغربيون المسؤولية؟ أتى هذا السؤال – الاقتراح على لسان مبعوث الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى أوكرانيا وروسيا. حيث أثار كيث كيلوغ، المفاوض الذي عيّنه ترامب، ضجة باقتراحه بشأن مستقبل أوكرانيا. وتحدث عن المناطق المتعلقة بالمفاوضات، إذ يمكن أن يجري تحديد هذه الأمور في معاهدة سلام. ونقلت صحيفة التايمز عنه قوله: “يمكن جعل الأمر يبدو تقريباً مثل برلين بعد الحرب العالمية الثانية، عندما كانت هناك منطقة روسية ومنطقة فرنسية ومنطقة بريطانية ومنطقة أمريكية”.
ومع ذلك، بعد فترة وجيزة من النشر، أوضح كيلوغ أفكاره وأوضح إنه كان يقصد مناطق المسؤولية للقوات الأجنبية، وليس المناطق التي سيطرت عليها روسيا أو التقسيم كما كان موجوداً مؤقتاً بعد الحرب العالمية الثانية. وأشار إلى أن الولايات المتحدة لن تشارك بمثل هذه القوات.
القوات الغربية على نهر دنيبرو
اقترح كيلوغ أن يتمركز جنود بريطانيون وفرنسيون غرب نهر دنيبرو. ومن شأن ذلك أن يردع القوات الروسية عن شن المزيد من الهجمات. ففي حالة نشوب قتال، من الممكن أن يتم ذلك في منطقة عازلة. واقترح إنشاء منطقة منزوعة السلاح بعرض 30 كيلومتراً على طول خط المواجهة الحالي.
حتى أن تجميد خطوط المواجهة الحالية من شأنه أن يشكل ميزة لروسيا، لأنها ستكون قادرة بعد ذلك على إعادة تسليح وتوسيع البنية التحتية المدنية في الأراضي التي سيطرت عليها. لكن إلى الآن، لم يوافق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على التنازل عن أي أراضٍ.
قد يفشل اقتراح كيلوغ بوضع أجزاء من أوكرانيا تحت “مراقبة” القوات الغربية والروسية أيضاً بسبب الانقسام في “تحالف الراغبين”. وتقود بريطانيا وفرنسا هذا النقاش، الذي يتضمن إرسال جنود إلى أوكرانيا لحفظ السلام. وذكرت صحيفة “تلغراف” البريطانية، في أبريل 2025، أن رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، مستعد لنشر قوات في أوكرانيا لمدة تصل إلى خمس سنوات.
ويقول الفريق المتقاعد، كيلوغ، إن هجوم سومي تجاوز “أي خط من خطوط اللياقة” وأن البيت الأبيض لا يزال ملتزماً بإنهاء الصراع.
وأوضحت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، أن “روسيا كانت ولا تزال المعتدي، في انتهاك صارخ للقانون الدولي”. بينما أفادت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، بأن المحادثات لم تسفر حتى الآن عن نتائج حاسمة.
ونقلت “التلغراف” عن كالاس قولها، رداً على سؤال عما إذا كانت الخلافات بين أعضاء الائتلاف قد تم حلها، “لا” بشكل واضح. وتختلف آراء الدول الأعضاء المختلفة، حيث لم تكتمل المناقشات بعد. لكن وزير الدفاع البريطاني، جون هيلي، ذكر أن خطط نشر القوات “حقيقية” و”متقدمة بشكل جيد”.
الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى الولايات المتحدة ما بعد الاتفاق في أوكرانيا
أكد وزير الدفاع الهولندي، روبن بريكلمانز، أن الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى الولايات المتحدة “على متن” مهمة ما بعد الاتفاق في أوكرانيا. وقد اجتمع وزراء من أكثر من 30 دولة بقيادة فرنسا والمملكة المتحدة لمناقشة تشكيل قوة طمأنة لأوكرانيا، وبهدف الإشراف على تنفيذ أي اتفاق سلام مستقبلي.
لكن لا تزال التفاصيل الرئيسية – مثل عدد القوات المشاركة والجدول الزمني للانتشار – غير مؤكدة. كما تُطرح تساؤلات حول قدرة أوروبا على إنشاء قوة حفظ سلام موثوقة دون دعم الولايات المتحدة، نظراً لمحدودية الموارد العسكرية والقيود المالية التي تواجهها العديد من الدول الأوروبية.