جريدة الحرة
وكالات ـ في خضم تصاعد القلق الدولي من الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، بدأت ملامح توتر تبرز في العلاقات العلمية بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، لا سيما فيما يتعلق ببرامج تمويل الأبحاث المشتركة. ويأتي هذا التحول في وقت تتزايد فيه الانتقادات الأوروبية للسياسات الإسرائيلية التي تقوّض وصول المساعدات الإنسانية وتعمّق الكارثة داخل القطاع المحاصر.
مُقترح بتعليق مشاركة إسرائيل في “هورايزون”
أفادت صحيفة “هآرتس” العبرية بأن أعضاء المفوضية الأوروبية يعتزمون مناقشة مقترح لتعليق جزئي لمشاركة إسرائيل في برنامج “هورايزون”، وهو برنامج رئيسي يمول البحوث العلمية في أوروبا ويشمل شراكات مع دول خارج الاتحاد. ولم يُكشف عن الجهة التي تقدمت بالمقترح، لكن توقيته جاء بعد تصريحات أوروبية متكررة بشأن عدم وفاء إسرائيل بالتزاماتها تجاه السماح بوصول المساعدات إلى غزة، وهو ما يشكل خرقاً لاتفاقات سابقة.
تحذيرات إسرائيلية من تأثيرات محتملة
في وقت سابق، وتحديداً خلال شهر مايو، حذّر “المجمع القومي للعلوم والآداب” في تل أبيب من تداعيات محتملة على مستقبل التعاون العلمي مع أوروبا، مشيراً إلى “شرخ قد يعرض العلوم الإسرائيلية للخطر”. وقد عكس هذا التحذير شعوراً داخلياً متزايداً في الأوساط الأكاديمية الإسرائيلية بوجود عزلة محتملة على خلفية السياسات الحكومية الراهنة.
انتقادات متصاعدة من قادة الاتحاد الأوروبي
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، أعربت في 22 يوليو عن صدمتها من الصور القادمة من غزة، مؤكدة أن استهداف الفلسطينيين أثناء بحثهم عن المساعدات “لا يمكن تحمله”. وشددت على ضرورة إيصال المساعدات إلى غزة بحرية وأمان وسرعة، مطالبة بالالتزام التام بالقانون الدولي الإنساني. ومن جانبها، أعلنت كايا كالاس، الممثلة السامية للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، عن اتفاق سابق مع إسرائيل لزيادة تدفق المساعدات، غير أن الأخيرة لم تنفّذ الاتفاق.
الوضع الإنساني المتدهور في غزة يُفاقم الضغوط
تغلق إسرائيل منذ 2 مارس 2025 جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة إدخال المواد الغذائية والطبية، مما أدى إلى تفشي المجاعة، لا سيما بين الأطفال. ومنذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، قُتل أو جُرح أكثر من 204 آلاف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، مع تسجيل آلاف المفقودين ومئات الآلاف من النازحين، في ظل تجاهل متواصل لأوامر محكمة العدل الدولية.
مصير الشراكة الأكاديمية في دائرة التساؤل
أمام هذا الواقع، يواجه التعاون العلمي بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي اختبارات حقيقية. ويُعد برنامج “هورايزون” أكبر مصدر دعم للأبحاث الإسرائيلية، ويشكل ركيزة أساسية لتمويل الجامعات والأكاديميات في البلاد. لذا فإن أي خطوة أوروبية نحو تجميد أو تقليص هذا التعاون قد تفتح باباً لإعادة تقييم شاملة لطبيعة العلاقات الثنائية، وتضع إسرائيل في موقع محرج أمام المجتمع العلمي الدولي.
