DW ـ كشفت استطلاعات الناخبين عند خروجهم من مراكز الاقتراع عن تقدم ملحوظ للاتحاد المسيحي في انتخابات البرلمان الألماني التي جرت اليوم الأحد، وتلاه حزب “البديل”، متقدماً على الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر وحزب اليسار.
زعيمة حزب “البديل” تحتفي بـ”النتيجة التاريخية“
أشادت زعيمة حزب “البديل من أجل ألمانيا” الشعبوي المصنف متطرفاً في بعض الولايات، أليس فايدل بـ”النتيجة التاريخية” التي حقّقها حزبها في الانتخابات التشريعية.
وقالت فايدل في مقر حزبها في برلين بعدما حصل الحزب على ما بين 19.5% و20% من الأصوات، أي ضعف ما حصل عليه قبل أربع سنوات، وهي نتيجة تاريخية لهذا التشكيل المناهض للهجرة والذي أسس عام 2013: “لقد حققنا نتيجة تاريخية”، مضيفة أن الحزب أصبح الآن “راسخاً بقوة” في المشهد السياسي.
التوقعات الأولية للنتائج التي ستحصل عليها الأحزاب
أوضحت التوقعات أن حزب اليسار تمكن من تجاوز الحد الأدنى المؤهل لدخول البرلمان الألماني (5%)، مقابل فشل الحزب الديمقراطي الحر في الحصول على هذه النسبة، وكذلك الحال بالنسبة لحزب “سارا فاغنكنشت”.
ووفقاً للتوقعات، تمكن الاتحاد المسيحي (المكون من الحزب المسيحي الديمقراطي وشقيقه الأصغر الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري) من الحصول على ما يتراوح بين 28.5% و29% من أصوات الناخبين، وهي نتيجة أفضل من تلك التي حصل عليها في انتخابات عام 2021 (24.1%).
كما تمكن حزب “البديل” من مضاعفة نتيجته، حيث من المتوقع أن يحصل على ما يتراوح بين 19.5% و20% (مقابل 10.4% عام 2021).
وأفادت التوقعات بأن الحزب الاشتراكي الديمقراطي، حزب المستشار أولاف شولتز، سيحصل على ما يتراوح بين 16% و16.5% (مقابل 25.7% عام 2021)، وهي أسوأ نتيجة يسجلها الحزب الاشتراكي في تاريخه على مدار الانتخابات البرلمانية التي جرت في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية اعتباراً من عام 1949 .
وبحسب هذه التوقعات، سيحصل الخضر على ما يتراوح بين 12% و13.5% (مقابل 14.7% عام 2021).
استطلاعات الرأي: تقدم ملحوظ للاتحاد المسيحي
وكشفت استطلاعات أجرتها القناتان الأولى والثانية بالتلفزيون الألماني بين الناخبين الألمان عند خروجهم من المقار الانتخابية عن تقدم ملحوظ للاتحاد المسيحي في انتخابات البرلمان الألماني، وتلاه حزب “البديل من أجل ألمانيا” الشعبوي اليميني متقدماً على حزب المستشار أولاف شولتز الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر.
ارتفاع ملحوظ في نسبة المشاركة على مستوى الولايات الألمانية
وأفادت عدة ولايات اتحادية بحدوث ارتفاع ملحوظ في نسبة المشاركة في الساعات الأولى من الانتخابات، حيث وصلت هذه النسبة حتى الساعة الثانية من بعد ظهر اليوم بالتوقيت المحلي في ألمانيا إلى 59.2% في ولاية تورينغن مقارنة بـ34.5% في انتخابات عام 2021، وإلى 52.6% في ولاية سكسونيا-آنهالت مقارنة بـ36.7% في انتخابات البرلمان السابقة.
أما في ولاية شمال الراين-ويستفاليا، أكبر ولاية ألمانية من حيث عدد السكان، فلوحظ أن هناك “ميلاً” إلى الارتفاع في نسبة المشاركة في ثماني بلديات مختارة. ووصلت نسبة المشاركة في ولاية سكسونيا السفلى حتى الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً إلى 9.42% بزيادة بمقدار ست نقاط مئوية مقارنة بالانتخابات السابقة. وكان الارتفاع أكثر وضوحاً في ولاية برلين، حيث بلغت نسبة المشاركة حتى الساعة 12:00 ظهراً حوالى 33%، مقارنة بـ4.25% في المرة السابقة.
في المقابل، سجلت ولاية راينلاند-بفالتس نسبة مشاركة حتى منتصف النهار مماثلة لعام 2021، بينما وصلت نسبة المشاركة في ولاية شلزفيغ-هولشتاين حتى الساعة الثانية من بعد ظهر إلى أقل قليلاً من مستواها في عام 2021.
نسبة المشاركة حتى الساعة الثانية من بعد ظهر بتوقيت وسط أوروبا
أعلنت الهيئة الاتحادية للانتخابات في ألمانيا أن نسبة المشاركة في انتخابات البرلمان الألماني بلغت 52% في الساعات الأولى من بعد ظهر اليوم الأحد (23 شباط/فبراير 2025). ولم تشمل هذه النسبة أصوات الناخبين بالبريد. ولم تذكر الهيئة في بيانها نسبة مقارنة مع الانتخابات السابقة.
يشار إلى أن نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية السابقة كانت وصلت إلى 36.5% عند نفس التوقيت، وقد يكون السبب المحتمل لهذا الفارق هو العدد الكبير من الناخبين الذين صوتوا بالبريد خلال الانتخابات السابقة في عام 2021 بسبب جائحة كورونا. وتفاوتت نسبة المشاركة بين الولايات الاتحادية، لكن في كثير من المناطق سُجل ارتفاع ملحوظ مقارنة بانتخابات البرلمان الأخيرة.
في الانتخابات السابقة لعام 2021، وصلت نسبة المشاركة النهائية بعد إعادة الانتخابات في برلين إلى 76.4%. و لا تزال مراكز الاقتراع مفتوحة حتى الساعة 18 بالتوقيت المحلي، ويبلغ عدد الأشخاص المؤهلين للإدلاء بأصواتهم في انتخابات البرلمان الألماني أكثر من 59 مليون شخص.
تواصل التصويت
يواصل الناخبون الألمان الإدلاء بأصواتهم وسط ترقب كبير داخلياً وخارجياً لما ستفرزه الانتخابات التشريعية المبكرة، في ظل تحديات داخلية وخارجية تواجهها القوة الاقتصادية الأولى في أوروبا.
وفتحت مراكز الاقتراع صباح الأحد (23 شباط/فبراير 2025) أبوابها في انتخابات يتصدرها المحافظون، وقد يحقق فيها اليمين المتطرف نتيجة قياسية.
ودعي أكثر من 59 مليون ناخب للإدلاء بأصواتهم من الساعة 8,00 (7,00 بتوقيت غرينتش) إلى الساعة 18,00 (17,00 بتوقيت غرينتش) لاختيار نوابهم في الانتخابات المبكرة التي حُدّدت بعد انهيار ائتلاف المستشار الاشتراكي، أولاف شولتز، في أواخر 2024.
وتصدر تكتل فريدرتش ميرتس، الذي يضم حزبي الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي، استطلاعات الرأي بشكل مستمر ولكن من غير المرجح أن يفوز بالأغلبية في ظل التشظي السياسي في ألمانيا، مما سيضطره للبحث عن شركاء لتكوين ائتلاف. ومن المتوقع أن تكون مفاوضاته بهذا الشأن صعبة بعد حملة انتخابية كشفت عن انقسامات حادة إزاء الهجرة وكيفية التعامل مع حزب “البديل من أجل ألمانيا” في بلد تحمل فيه سياسة اليمين المتطرف وصمة شديدة بسبب ماضيها النازي.