الثلاثاء, أبريل 29, 2025
16.4 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

إصدارات أسبوعية

الانتخابات الألمانية ـ ردود الفعل الأوروبية على نتيجة الانتخابات 2025

خاص – قرر الناخبون الألمان مستقبل توازن القوى في البوندستاغ. ويبدو أن الحملات الانتخابية نجحت في حشد الألمان. حيث أن نسبة المشاركة في الانتخابات الفيدرالية فاقت ما كانت عليه منذ عقود. وقد تراوحت النسبة بين 83 و84%، وهي أعلى نسبة منذ إعادة التوحيد. وكان أكثر من 59 مليون شخص مؤهلين للتصويت. بينما، على الصعيد الوطني، بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات الأخيرة في عام 2021 نحو 76.4%.

وفي ما يلي أهم نتائج الانتخابات.

فاز الاتحاد المحافظ المكون من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي CDU وحزبه الشقيق البافاري حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي CSU في الانتخابات الفيدرالية. وحصل الحزب على أكبر عدد من الأصوات، يليه حزب “البديل من أجل ألمانيا” AFD اليميني المتطرف جزئياً.

واحتل الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني SPD بزعامة المستشار أولاف شولتز المركز الثالث فقط. ويقف خلفهم شريكهم المتبقي في الائتلاف – حزب الخضر. أما المركز الخامس، فذهب إلى اليسار. وفشل الحزب الديمقراطي الحر FDP وتحالف ساره فاجينكنيشت (BSW)، الذي يخوض الانتخابات لأول مرة، في تجاوز حاجز 5%. إذ لن تتمكن الأحزاب التي حصلت على أقل من 5% من الأصوات من دخول البوندستاغ إلا إذا فازت بثلاثة مقاعد مباشرة على الأقل.

الأرباح والخسائر

سجل حزب “البديل” أكبر زيادة في الأصوات على الإطلاق. كما حقق حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي، وحزب اليسار مكاسب. وعانى الحزب الاشتراكي الديمقراطي من أكبر خسارة في الأصوات. كما خسر الحزب الديمقراطي الحر عدداً كبيراً من الأصوات. أما الخسارة التي لحقت بالخضر، فهي أقل حدة.

توزيع المقاعد في البوندستاغ

من يحصل على أغلبية المقاعد في البوندستاغ هو الذي يستطيع الحكم. والسؤال هو ما هي الأحزاب التي ستشكل حكومة ائتلافية؟ النتيجة الأكثر ترجيحاً هي تشكيل ائتلاف بقيادة الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي، حيث حصلت أحزاب الاتحاد على أكبر عدد من الأصوات. ثم أن لا أحد يريد العمل مع حزب “البديل”، ما يعني أن الحزب الثاني الأقوى لن يلعب دوراً في تشكيل الحكومة. كما لا يريد الحزب الديمقراطي المسيحي تشكيل ائتلاف مع اليسار، لذا فإن عدد الشركاء المحتملين للتحالف محدود للغاية.

من خسر الناخبين لصالح من؟ 

سجل الحزب الاشتراكي الديمقراطي أكبر خسارة منفردة أمام حزب آخر، في حين سجل حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي أكبر مكسب منفرد. وتمكن حزب “البديل من أجل ألمانيا” من إقناع أغلبية الناخبين غير المشاركين في التصويت. لكن الحزب الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي كانا قادرين أيضاً على تسجيل نقاط بين غير الناخبين.

ما هي ردود الفعل الأوروبية على نتيجة الانتخابات؟

إن التهاني الأولى الآتية من أوروبا للفائزين في الانتخابات أتت من داخل صفوفهم السياسية. إذ وصف رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس نتيجة الانتخابات بأنها “انتصار حاسم لعائلتنا السياسية وألمانيا وأوروبا”. وهنأ حزب الشعب الأوروبي المحافظ (EPP)، وهو الحزب الأوروبي المظلة للسياسيين، فريدريش ميرتس على حسابه الرسمي على “X”. وأعرب عن ثقته في أن ميرتس سيوفر “القيادة اللازمة لألمانيا القوية في أوروبا القوية”.

“ألمانيا مهمة لأوروبا القوية”

وهنأ آخرون في الحزب أيضاً المرشح المحافظ لمنصب المستشار. ففي حين أمل رئيس الوزراء الكرواتي أندريه بلينكوفيتش “تشكيل الحكومة الفيدرالية الجديدة في أقرب وقت”، هنأ رئيس الوزراء الفنلندي بيتيري أوربو “صديقه فريدريش ميرتس”. وأكد أوربو في مقال له أن ألمانيا القوية مهمة لأوروبا القوية.

وتطلعت رئيسة وزراء لاتفيا إيفيكا سيلينا إلى العمل مع ميرتس لبناء “أوروبا أقوى وأكثر أمناً وتنافسية”. وقال نظيرها البرتغالي لويس مونتينيغرو إنه يتطلع إلى معالجة “التحديات المشتركة في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة”.

كما أعرب رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا، الذي ينتمي حزبه إلى حزب المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين اليميني المحافظ، عن أمله في “المزيد من القوة والنجاح في تشكيل الحكومة الفيدرالية”. كما أبدى تطلعه إلى “العمل معاً من أجل أوروبا قوية”.

وهنأت رئيسة الوزراء الديمقراطية الاجتماعية ميتي فريدريكسن من الدنمارك الفائز وأكدت أنه في هذه الأوقات غير المؤكدة نحتاج إلى “أوروبا قوية وألمانيا قوية”.

إذا نجح ميرتس في إيجاد أغلبية حكومية وأصبح المستشار المقبل للجمهورية الاتحادية، فسوف يجلس في المجلس الأوروبي مع رؤساء دول وحكومات الدول الستة والعشرين الأخرى في الاتحاد الأوروبي. ففي اجتماعات القمة الدورية التي يعقدونها، إنما يحددون المسار الذي ستتخذه سياسة الاتحاد.

ومن المتوقع أن تغير ألمانيا، في عهد المستشار ميرتس، مسارها في بعض المجالات، مثل سياسة الهجرة. علاوة على ذلك، يأمل القيمون في بروكسل أن تعمل الحكومة الجديدة على إضفاء مزيد من الوضوح في ما يتعلق بموقف ألمانيا بشأن المقترحات التشريعية.

روته: “يجب على أوروبا أن تنفق المزيد على الدفاع”

انضم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته إلى صفوف مقدمي التهاني. وقال إنه يتطلع إلى العمل معاً في “هذه اللحظة الحرجة لأمننا المشترك”. إذ يتعين على أوروبا أن تنفق المزيد على دفاعها، وتعتبر زعامة ميرتس أساسية في هذا الصدد.

يبلغ المستوى الحالي للإنفاق الدفاعي لحلف شمال الأطلسي 2%. وبما أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعا إلى رفع هذا الهدف إلى 5%، فقد جرت مناقشة هدف جديد في حلف شمال الأطلسي. وكان روته قال بالفعل إن الهدف في المستقبل يجب أن يكون “3%”. ومن المتوقع أن يتم اتخاذ القرار في قمة حلف شمال الأطلسي في يونيو 2025.

ومن بين الموضوعات المطروحة على الطاولة في الاتحاد الأوروبي زيادة الإنفاق الدفاعي. وتقدر المفوضية الأوروبية احتياجات الأعوام العشرة المقبلة بنحو 500 مليار يورو. ويتراوح النقاش حول مصادر الأموال بين الديون المشتركة، التي يرفضها المستشار الحالي أولاف شولتز بشدة، وتخفيف ميثاق الاستقرار. وستلعب الحكومة الفيدرالية الجديدة دوراً هاماً في هذا الصدد، لأن ألمانيا هي أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي.

قبل أن تعلق مؤسسات الاتحاد الأوروبي رسمياً على نتائج الانتخابات في أكبر دولة عضو فيها، أرسل ميرتس بالفعل إشاراته الأولى إلى بروكسل. وأكد أن “أولويته المطلقة” ستكون “تعزيز أوروبا حتى نتمكن من تحقيق الاستقلال عن الولايات المتحدة خطوة بخطوة”.

ومن المرجح أن يلقى هذا ترحيباً خاصاً من جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي ظل ملتزماً منذ فترة طويلة بمفهومه عن “الاستقلال الاستراتيجي”. وقال ماكرون إنه تحدث مع ميرتس ليلة الانتخابات، مؤكداً: “نحن معاً أكثر تصميماً من أي وقت مضى على العمل من أجل أوروبا قوية وذات سيادة”.

https://hura7.com/?p=45363

الأكثر قراءة