dw ـ قال منسق الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث في جنيف متحدثا عن السكان المدنيين في جنوب قطاع غزة: “إن ظروفهم المعيشية سيئة للغاية، فهم يفتقرون إلى الضروريات الأساسية للبقاء على قيد الحياة، ويطاردهم الجوع والمرض والموت”. ويأتي ذلك عقب تقدم القوات البرية الإسرائيلية نحو مدينة رفح.
ووفقا لأرقام الأمم المتحدة، يعيش أكثر من مليون شخص الآن في ظروف مكتظة في المدينة التي تقع على الحدود مع مصر مباشرة. وهذا هو أربعة أضعاف ما كان عليه قبل بدء العمل العسكري الإسرائيلي ردا على الهجوم الإرهابي الذي نفذته حماس في إسرائيل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر.
وقال غريفيث إنه وفقا لأرقام السلطات الصحية في غزة، توفي أكثر من 27 ألفا و500 شخص في قطاع غزة منذ ذلك الحين. ومن شأن المزيد من القتال في رفح أن يزهق المزيد من الأرواح، ومن شأنه أيضا أن يجعل عمليات المعونة الإنسانية الصعبة بالفعل أكثر صعوبة. وقال غريفيث: “ببساطة: هذه الحرب يجب أن تنتهي”.
قلق المدعي العام للجنائية الدولية
بدوره، أبدى المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان “قلقاً بالغاً إزاء الصور الآتية من غزة” حيث تتبادل إسرائيل وحركة حماس الاتهامات بارتكاب جرائم حرب وفظائع في المعارك الدائرة بينهما منذ أربعة أشهر.
وفي مقابلة أجرتها معه وكالة “فرانس برس” في باريس حول سير التحقيقات التي يجريها مكتبه بشأن جرائم حرب يحتمل أن تكون قد ارتُكبت في النزاع الدائر بين إسرائيل وحماس، قال خان “لدينا تحقيق نشط”. وأضاف “نحن نحاول جمع أدلّة، وسنتحرّك عندما تبلغ الأدلّة المستوى المناسب، وهذا أمر يقرّره قضاة” المحكمة الجنائية الدولية.
وتابع “يجب على كلّ شخص أن يشعر بقلق بالغ إزاء الصور الآتية من غزة. يجب على كلّ شخص لديه قلب أن يشعر بقلق شديد بشأن سيادة القانون”. وأوضح المدّعي العام أنّ التحقيقات التي يجريها مكتبه لا تنحصر بالأراضي الفلسطينية وإسرائيل، بل تشمل سائر مناطق النزاع في العالم “سواء تعلّق الأمر بالروهينغا أو غزة أو أوكرانيا أو السودان”.
وقال خان “لقد كنت أول مدّع عام يذهب إلى إسرائيل ويدخل رام الله، ولقد ذهبت إلى معبر رفح”. والمحكمة الجنائية الدولية التي تأسّست في 2002 هي المحكمة المستقلة الوحيدة في العالم التي أنشئت للتحقيق في أخطر الجرائم بما فيها الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضدّ الإنسانية. وفتحت المحكمة في 2021 تحقيقاً بشأن إسرائيل وحماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية المسلّحة بشبهة احتمال ارتكاب جرائم حرب.
بلينكن متفائل بالتوصل لاتفاق
اعتبر وزير الخارجية الأميركيأنتوني بلينكن الأربعاء أنه لا يزال هناك “مكان لاتفاق” بين إسرائيل وحركة حماس، داعياً إلى حماية المدنيين بينما تستعدّ الدولة العبرية للقيام بعمل عسكري في رفح. وجاءت دعوة بلينكن بعد فترة وجيزة من التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حيث رفض دعوات حماس لوقف إطلاق النار كجزء من صفقة الرهائن التي تتوسّط فيها قطر وتعهّد القيام بعمل عسكري في رفح.
وقال بلينكن للصحافيين في تل أبيب بعد ساعات من لقائه نتانياهو “رغم أن هناك بعض الأمور غير القابلة للتحقيق بشكل واضح في ردّ حماس، إلا أنّنا نعتقد أنّ هذا يفسح مكاناً للتوصّل إلى اتّفاق، ونحن نعمل على ذلك من دون كلل حتى التوصّل إليه”.
وردّاً على سؤال عن رفض نتانياهو، قال بلينكن إنّه “لن يتحدّث نيابة عن إسرائيل” لكنّ ردّ حماس وفّر على الأقلّ فرصة “لمواصلة المفاوضات” بشأن الرهائن. وأضاف بلينكن أنّه سيجتمع الخميس مع عائلات الرهائن وأنّه ملتزم بالسعي لإطلاق سراحهم جميعاً.
وتابع أنّ “الألم الشديد الذي تشعر به عندما لا تعرف مصير من تحب، أمر لا يمكن تصوره تقريبا”.
وأعلن نتانياهو الأربعاء أنّه أمر الجيش بـ”تحضير” هجوم على مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة، معتبرا أنّ الانتصار على حماس هو “مسألة أشهر”. وفي خطاب متلفز، رأى نتانياهو أنّ الرضوخ لمطالب حماس “سيؤدي الى مجزرة أخرى”.
ولم يصل بلينكن إلى حدّ دعوة إسرائيل لعدم شنّ هجوم على رفح، بعد أن أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن “قلقه” من احتمال حصول العملية.