الخميس, ديسمبر 12, 2024
1.9 C
Berlin

الأكثر قراءة

Most Popular

الجيش اللبناني ـ القدرات والمهام بعد وقف إطلاق النار مع إسرائيل

الحرة ـ خاص ـ إن تقوية الجيش اللبناني وتقليل نفوذ حزب الله مهمة معقدة لكنها ليست مستحيلة. وإن نجاح تنفيذها  يعتمد على مزيج من الإصلاح الداخلي، الدعم الدولي، وتحقيق توازن دقيق بين المصالح الطائفية والسياسية. الأهم هو بناء دولة قوية تُقدّم الأمن والتنمية لكل مواطنيها، مما يجعل الجيش اللبناني القوة الوحيدة المقبولة على الساحة الوطنية.

إن تقوية الجيش اللبناني ليصبح قادرًا على فرض الأمن وتقليل تأثير حزب الله في لبنان تتطلب مقاربة متعددة الجوانب تشمل الإصلاح السياسي، الدعم الدولي، تطوير القدرات العسكرية، وتحقيق توازن داخلي. ويمكن تنفيذ ذلك من خلال مايلي:

دعم الجيش اللبناني ماديًا وتقنيًا

زيادة التمويل العسكري من الدول المانحة مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول الخليج، مع ضمان توجيهه لتعزيز قدراته الدفاعية. وإنشاء صناديق دولية خاصة لدعم الجيش وتطوير بنيته التحتية مع ضمان الشفافية. وتوفير معدات عسكرية متطورة، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي، معدات المراقبة، والطائرات المسيّرة. وتقديم تدريبات متقدمة في مواجهة الحروب غير التقليدية وحروب العصابات.

هناك حاجة إلى تعزيز قدرات الجيش في جمع المعلومات الاستخباراتية وتحليلها لضمان تفوّقه على أي جماعات غير حكومية. والتعاون مع أجهزة الاستخبارات الإقليمية والدولية لتبادل المعلومات المتعلقة بالإرهاب والأسلحة غير المشروعة. كذلك العمل على فرض سيطرة الجيش على كل الأراضي اللبنانية، بما في ذلك المناطق الجنوبية والبقاع، من خلال نشر وحدات عسكرية دائمة في تلك المناطق. وتشديد الرقابة على الحدود لمنع تهريب الأسلحة والمعدات التي تدعم الجماعات غير الحكومية.

ينبغي على الحكومة اللبنانية تنفيذ قرارات دولية مثل القرار 1559 الذي يدعو إلى نزع سلاح جميع الجماعات المسلحة في لبنان. وإطلاق برامج نزع السلاح مقابل التنمية في المناطق التي يتمتع فيها حزب الله بنفوذ شعبي كبير.

ويحتاج لبنان إلى تعديل النظام السياسي اللبناني لضمان استقلال المؤسسات العسكرية والأمنية عن التأثيرات الطائفية والسياسية، وتقوية استقلال القضاء لمواجهة أي تدخلات أو تجاوزات من الجماعات المسلحة.

ومن الضروري التركيز على تنمية المناطق التي تشهد نفوذًا كبيرًا لحزب الله، خاصة الجنوب والبقاع، من خلال توفير الخدمات الأساسية وفرص العمل. وتقديم الجيش كضامن للتنمية والأمن، مما يعزز ولاء المواطنين له.

إن تعزيز العلاقات العسكرية مع دول إقليمية تدعم سيادة لبنان، إضافة إلى طلب المساعدة من الأمم المتحدة والقوى الدولية لتطبيق قرارات نزع السلاح وضمان استقرار البلاد. كما أن توفير بدائل اقتصادية وعسكرية من شأنها أن تقلل من اعتماد لبنان على الدعم الإيراني، مما يضعف التأثير الإقليمي لحزب الله ويعزز العلاقة مع الدول العربية والغربية لإيجاد حلول طويلة الأمد لأزمات لبنان.

مواجهة نفوذ حزب الله مباشرة

لا بدّ من العمل على تعزيز دور الجيش في المناطق ذات النفوذ الكبير لحزب الله لكسب ثقة السكان المحليين، وتقييد الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية للحزب من خلال تطبيق قوانين مكافحة الفساد وتمويل الإرهاب، وفتح قنوات للحوار مع حزب الله بهدف التوصل إلى استراتيجية متفق عليها لتسليم السلاح .

يبقى الانقسام الطائفي والسياسي هو التحدي الأكبر الذي قد يعيق أي جهود لنزع السلاح أو تعزيز قوة الجيش. أما انهيار الاقتصاد فسيبقي قدرة لبنان على تمويل الجيش محدودة ما لم يتم إصلاح الوضع الاقتصادي.

 

https://hura7.com/?p=38056

الأكثر قراءة