جريدة الحرة
يُعدّ الخس من الخضروات الورقية الغنية بالعناصر الغذائية الحيوية، لا سيما الفيتامينات والمعادن الأساسية التي تسهم في تعزيز وظائف الجسم المختلفة. فإلى جانب احتوائه على نسب مرتفعة من البوتاسيوم وفيتامين C، توصلت دراسات علمية حديثة إلى أن للخس فوائد تتجاوز مجرد كونه غذاءً منعشاً.
ففي عام 2018، أظهرت أبحاث علمية أن الاستهلاك المنتظم للخس يساهم في الوقاية من التدهور المعرفي المرتبط بتقدم العمر، بما في ذلك أمراض مثل الزهايمر، إذ تبين أن مركباته تدعم صحة الدماغ والذاكرة.
أما في عام 2019، فقد تناولت دراسة أخرى ما يحتويه الخس من تركيبة غنية من الألياف، التي تساعد في التخفيف من أعراض القولون العصبي، إلى جانب مجموعة واسعة من الفيتامينات مثل A، B، C، E، K، إضافة إلى حمض الفوليك، الكولين، المغنيسيوم، والبوتاسيوم. ويُعد هذا النبات الورقي “منجماً غذائياً” يمتص المغذيات من التربة ويوفرها للجسم في صورة سهلة الامتصاص والتمثيل الغذائي.
في السياق ذاته، أوصت “المجلة الأميركية لعلوم التغذية” بتناول الخس قبل الوجبات الرئيسية، لما له من تأثير إيجابي في خفض مستويات الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية، فضلاً عن دوره في تقليل دهون البطن والمساعدة في ضبط ضغط الدم.
وقد كشفت دراسة متخصصة أن تناول الخس مع البيض يُعزز بشكل ملحوظ من صحة العين، ويُحسن أعراض عدد من مشكلاتها، بدءاً من ضعف الرؤية الليلي لدى الأطفال، وصولاً إلى اعتلالات الشبكية المرتبطة بداء السكري.
وفي موسم وفرة الخس الحالي، تبرز توصيتان غذائيتان هامتان: أولاً، أن الجسم قادر على تخزين جزء كبير من الفيتامينات والمعادن المستخلصة من الخس، مما يسمح له بالاستفادة منها تدريجياً على مدار العام. أي أن تناول الخس يومياً يُشبه إلى حد بعيد الادخار المالي، ولكن هذه المرة عبر “ادخار غذائي” حيوي لصحة الجسم.؛ وثانياً، أن ماء السلطة المستخلصة من أوراق الخس لا تقل أهمية عن النبات نفسه، إذ تحتوي على نفس الفيتامينات والمغذيات التي تم التطرق إليها، مما يجعلها مكملاً غذائياً طبيعياً يُستحسن عدم إهماله.
